3 عوامل قد تخلط أوراق استعدادات “الأسود” لـ”كان 2023″

أقل من أسبوعين تفصل المنتخب المغربي عن قص شريط المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، المقررة في الفترة بين 13 يناير الجاري و11 فبراير المقبل، التي تطمح فيها الجماهير المغربية إلى تحقيق اللقب القاري الغائب عن خزانة ألقاب الكرة المغربية زهاء 47 عاما.
مشاركة “أسود الأطلس” بالكأس الإفريقية العريقة لن تكون سهلة، خاصة وأنها ستكون محاطة ومرتبطة بظروف خارجة عن تحكم الناخب الوطني، وليد الركراكي.
“الرطوية”.. خصم “الأسود” الأول
كأي بلد إفريقي يتموقع بغرب القارة، يُعرف مناخ ساحل العاج بشبه استوائيته تزيد حرارته ورطوبته، ويسود الشمال مناخ مداري أقل مطر وحرارة من الجنوب، مما يزيد من احتمالية صعوبة تأقلم لاعبي المنتخب المغربي، بحكم احتراف أغلبية لاعبية في أندية أوروبا الباردة.
وبهذا الصدد، لا يرى الناقذ والمحلل الرياضي، عبد العزيز البلغيتي، أن كتيبة المدرب الركراكي ستتأثر بعامل المناخ بـ”أرض الفيلة”، إذ أصبح المنتخب المغربي متعودا على الظروف المناخية الصعبة بالأدغال الإفريقية، مستشهدا بالفوز الأخير على أرض المنتخب التنزاني ضمن تصفيات كأس العالم وسط أجواء مناخية قاسية.
وشدد البلغيتي في حديثه لجريدة “مدار21” على أن تأقلم الفريق الوطني مع أجواء الأدغال الإفريقية ليس وليد الساعة مع الناخب الوطني وليد الركراكي، إذ سبق وأن أظهر “الأسود” مع المدرب الفرنسي السابق هيرفي رونار ذلك بفوزهم على ساحل العاج بأرضه بهدفين نظيفين وفي مباراة عرفت سيطرة واضحة من جانب المغربي.
وعلق البلغيتي آماله على الفترة التحضيرية للمنتخب الوطني قبيل مباراته الأولى بـ”كان 2023″ أمام تانزانيا، مؤكدا أنها فترة مهمة بالنسبة لـ”الأسود” لكونها ستعمل على تهييئهم لكافة الظروف والتحديات التي ستكون بانتظارهم في ساحل العاج.
الإصابات.. شبح مقلق
ويبقى خطر الإصابة من بين العوامل التي قد تربك حسابات الناخب الوطني المغربي، وليد الركراكي، ويقلص من اختياراته المتاحة في مختلف المراكز.
وفي هذا الصدد، ذكر البلغيتي بالعودة التدريجية لمتوسط ميدان المنتخب الوطني سفيان بوفال، الذي لعب عدة مباريات مع فريقه الريان القطري، قبل أن يتم استدعاؤه للمشاركة في بطولة أمم إفريقيا، محيلا سبب تفضيله على لاعبين متألقين في المركز ذاته للدور المهم الذي يلعبه داخل منظومة الركراكي نظرا لفاعليته على مستوى الهجوم.
وأشار المتحدث نفسه إلى قائد المنتخب رومان سايس، الذي أصيب مع ناديه الشباب السعودي، وظهير المنتخب نصير مزراوي الذي أصيب بدوره مع ناديه الألماني بايرن ميونخ، واصفا إياها بالإصابات الطفيفة والتي لا تدعو للقلق، بعدما وجهت لهم الدعوة في اللائحة النهائية للمشاركة في “الكان”.
ونوه المحلل الرياضي بجودة الفريق الطبي الذي يتوفر عليه المنتخب الوطني، والذي سيلعب دورا هاما في تجهيز اللاعبين المصابين كي لا يعيق ذلك مسار الأسود في البحث عن لقب ثان في الكأس الإفريقية من بوابة كوت ديفوار.
وغاب نصير مزراوي منذ فترة عن مباريات فريقه بايرن ميونيخ بسبب إصابة عضلية قوية، وأكد الركراكي أنه قد يغيب عن دور مجموعات كأس إفريقيا على أن يكون جاهزا بدءا من ثمن النهائي، فيما يعاني سفيان أمرابط بدوره من إصابة لم تحدد طبيعتها.
هل كوت ديفوار مستعدة؟
وستكون جودة ملاعب ساحل العاج من بين العوامل التي ستؤثر، إيجابا أو سلبا، على مستوى البطولة، على غرار ما عانته المنتخبات الإفريقيا كأس إفريقيا الأخيرة التي أقيمت بالكاميرون.
ورغم ملاعب الكاميرون الجديدة، اشتكت العديد من المنتخبات الإفريقية من سوء أرضية العديد من الملاعب سيما ملعبي “غابونا” و”أوليمبي” اللذين كان مقرر أن يستضيف مباريات ربع ونصف النهائي.
تبقى مسؤولية احتضان بلد إفريقي لبطولة كبيرة بحجم الكان، أمرا مهما لتوفير سبل الراحة لأطقم ولاعبي المنتخبات، وذلك بالاشتغال على بنيات تحتية تروق لمتطلبات ضيوف البلد المقيم.
ورفض عبد العزيز البلغيتي إغفال ملاحظات تخص جاهزية البلد المنظم لكأس أمم إفريقيا على مستوى البنى التحتية، لافتا إلى أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تكلفت بمصاريف إقامة المنتخب المغربي، بعد زيارة وفد مغربي لمقر إقامة “الأسود”، الذي سجل عن عدم رضاه بمقر الإقامة الذي خصصه البلد المنظم للمغرب لأنه لا يرقى للمستوى المطلوب.
وكانت كوت ديفوار قد رفعت من وتيرة أعمالها بعد مخاوف بشأن استعداداتها لاستضافتها لكأس الأمم، بوضعها للمسات الأخيرة داخل الملاعب وخارجها، خاصة بعدما غمرت عاصفة قوية عشب ملعب إبيمبي الأولمبي، الذي يتسع لـ 60 ألف متفرج وبني بتكلفة كبيرة ليكون جاهزا للكأس القارية، بالأمطار، ما استدعى إيقاف مباراة كانت تجمع ساحل العاج بمالي.