مجتمع

ساكنة الجبل تُعول على “مبادرات الدفئ” لمواجهة قساوة الشتاء

ساكنة الجبل تُعول على “مبادرات الدفئ” لمواجهة قساوة الشتاء

تشهد هذه الفترة من السنة موجة برد قوية، بفعل انخفاض درجة الحرارة وتساقط الثلوج في المناطق الجبلية، ما يزيد من معاناة فئات كبيرة من السكان القاطنين في أعالي الجبال.

ويساهم حس التضامن والتعاون المعروف على المغاربة في التخفيف من معاناة هذه الشريحة من المجتمع، وذلك بالمبادرات الإنسانية التي تشرف عليه جملة من الجمعيات في مختلف مناطق المغرب.

وتستعد بعض الجمعيات النشيطة في المغرب لبرمجة مجموعة من القوافل الإنسانية توزع فيه ضروريات الموسم على الأسر المتضررة من قساوة البرد، وقوافل طبية تقرب خدمة التطبيب لهذه الفئة خاصة النساء الحوامل والأطفال والشيوخ.

وفي هذا الإطار، تحدث يوسف آيت ناصر فاعل جمعوي ومن ساكنة جماعة إغيل نمكون التابعة ترابيا لإقليم تنغير لجريدة ” مدار21″ الإلكترونية، عن معاناة الساكنة هناك قائلا: ” إن ساكنة دواوير ايمي نفري وتالوين وتيشكي التي تتواجد على بعد 60 كيلومتر عن مركز جماعة اغيل نمكون، تعاني من ويلات البرد القارس”.

وأكد الفاعل الجمعوي، أن ساكنة هذه المنطقة الجبلية بدأت تستعد لفترة “الليالي” الأكثر قساوة، وذلك بإدخال الحاجيات الضرورية من مواد غدائية ووسائل التدفئة إلى المنازل قبل أن يغلق حاجز الثلج أبوابها، حيث يصل أحيانا إلى علون مترين بحسب المتحدث.

وأضاف يوسف في حديثه مع الجريدة، قائلا: “ما يزيد من معاناة الساكنة في هذه الفترة انتشار أمراض الموسم، وصعوبة التنقل لأقرب مستشفى في المنطقة، حيث تقطع الثلوج الطريق لمدة طويلة، زد على ذلك غياب الإنارة في بعض المنازل ما يفرض عليهم استعمال وسائل تقليدية للإنارة والتدفئة”، مشيرا إلى مدة بقاء الساكنة بالمنازل في عزلة تامة عن العالم الخارجي، إذ تصل بحسب المتحدث لمدة 15 يوما أحيانا، كما يصل علو الثلوج ما بين متر ونصف ومترين ما يحول دون مغادرة منازلهم إلا للضرورة القصوى.

في الجانب المقابل، قالت هدى الخديوي رئيسة جمعية عطاء للشباب والتنمية الاجتماعية بمراكش في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، إن الجمعية تقوم بمبادرات إنسانية طيلة السنة، خاصة في المناطق التي تعرف عزلة كبيرة من أجل التخفيف من معاناة هذه الفئة، مؤكدة أن الجمعية مقبلة على قافلة الشتاء يوم 31 دجنبر المقبل في إطار “مشروع دفئ” الذي تبنته الجمعية.

وتأتي هذه المبادرة بحسب الخديوي، مع بداية انخفاض درجة الحرارة وما يعرفه فصل الشتاء من قساوة البرد وسقوط الثلوج من أجل: ” تذكر أهالينا في المناطق الجبلية وما يعانون من قساوة الظروف المناخية”، مشيرة إلى أن مبادرة الجمعية هذه السنة متوجهة نحو بعض الدواوير المتضررة من الزلزال، حيث لم يصل إليها أي مبادرة إنسانية وفق ما جاء على لسان هدى الخديوي.

وأكدت رئيسة الجمعية النسائية بمراكش، أنها تقوم بمعاينة الدواوير لاختيار الأكثر حاجة والأشد ضررا، وكل سنة ننظم قوافل إنسانية واجتماعية خاصة الطبية والإنسانية منها”، مشيرة إلى أن جمعية عطاء تعول على المحسنين والأقرباء وعائلات العضوات في ضمان مداخيل الجمعية دون أي دعم من طرف الدولة أو من أي جهة معينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News