سياسة

الدلفين والديك والفيل والحافلة والطائرة.. رموز حزبية تثير استغراب المغاربة

أحزاب

يراقب رواد  التواصل الاجتماعي بالمغرب باهتمام أقوى نسبيّا أحزابهم السياسية بمناسبة عرض هذه الهيآت لبرامجها ومقترحاتها لتدبير البلاد والعباد للخمس السنوات المقبلة في سياق حملاتها الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية المقرّرة بالمملكة يوم ثامن شتنبر الجاري.

وحظيت الشعارات البصرية لبعض الأحزاب السياسية في المغرب بحيّز لافت ضمن مساحات النقاش المفتوح بوسائل التواصل الاجتماعي، بشكل خاص مع رقمنة الحملات الانتخابية هذه السنة نظرا للقيود الصحية التي تفرضها جائحة كورونا.

ويقِلّ احتكاك المغاربة مع أحزاب ذات شعبيّة ضعيفة ولا تكاد تطفو على سطح المعترك السياسي إلا مع الحملة الانتخابية رغم أنها تعد جزءً من فسيفاء المشهد السياسي بالبلاد.

رموز مبهمة

ومع كل محطة انتخابية، كأنما يكتشف قسط من الرأي العام المغربي لأول مرة بعض هذه الكيانات السياسية، خاصة بسبب شعاراتها البصرية التي توظِّف صورا لا ترتبط برموز متعارف على دلالاتها وإحالاتها على نطاق واسع، وتبقى مبهمة بنظر كثيرين.

فإذا كانت رموز المصباح (العدالة والتنمية) والوردة (الاتحاد الاشتراكي) والميزان (الاستقلال) والجرار (الأصالة والمعاصرة) والحمامة (التجمع الوطني للأحرار) والسنبلة (الحركة الشعبية) والكتاب (التقدم والاشتراكية) والزيتونة (جبهة القوى الديمقراطية) والشمعة (الاشتراكي الموحد) والرسالة (فدرالية اليسار) تبقى مألوفة إلى حد ما لدى جزء ملحوظ من الرأي العام وترتبط بمعانٍ سهلة الإدراك نسبيّا، تثير رموز أحزاب أخرى علامات الاستغراب واستفهام لدى الناخبين.

ومن ضمن هذه الرموز مثلا الديك (حزب النهضة) والدلفين (حزب الاتحاد المغربي للديمقراطية) والصنبور (حزب الوحدة والديمقراطية) والحافلة (حزب العهد الديمقراطي) والفيل (حزب الحرية والعدالة الاجتماعية) والطائرة (حزب الأمل) والعين (حزب العمل) والتفاحة (حزب الإنصاف).

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، طرح عدد من المدونين سؤال العلاقة الدلالية بين هذه الأيقونات وأسماء الأحزاب المعنية وتوجهاتها أو أوراقها السياسية المؤسِسّة وإحالاتها بشكل عام.

نقد ساخر

وفي هذا السياق، تساءل الشاعر والأديب المغربي، محمد بنميلود، عبر صفحته بـ”فايسبوك” التي يتابعها أزيد من 53 ألف شخص عن فحوى وعمق بعض هذه الرموز الحزبية بأسلوب طريف وساخر.

وقال على سبيل الدعابة مخاطبا متابعيه “حزب الأمل. الرمز ديالو هو الطيارة. يعني الأمل الوحيد هو تشد الطيارة وتخوي”، وزاد  بنفس خفة الدم: “نقولو أسيدي الفروج (الديك) يرمز للفياق والاستيقاظ من السبات ولصلاة الفجر وللرفيسة والزردة… إيوا وهاد الفيل ها عار الله لاش كيرمز؟؟”.

وعن رمز حزب النهضة (الديك)، واصل بنميلود “الشمعة (الاشتراكي الموحد) ترمز إلى النور، القنديل (العدالة والتنمية) أيضا، الوردة (الاتحاد الاشتراكي) ترمز إلى الحب والسلام، الميزان (الاستقلال) يرمز إلى العدل، الحمامة (الأحرار) ترمز إلى السلام. إلخ.. إلى ماذا يرمز الفروج؟ لا أحد يعلم.”

تساؤلات مشروعة

علي حسن الذهبي، مسؤول شركة تواصل تقدم ضمن نطاق اشتغالها خدمات التسويق السياسي والانتخابي للأحزاب، يرى أن هذه الشعارات البصرية هي بالتعريف انعكاس بصري للهيآت التي تعدّها ويجب أن تحترم عدة شروط منها أساسا الأصالة وسهولة التعرّف عليها وتذكرّها وقراءتها.

ويعتبر الذهبي، في حديث لـ”مدار21″، أن التساؤلات التي يطرحها رواد التواصل الاجتماعي المغاربة بخصوص بعض شعارات الأحزاب “مشروعة تماما” من زاويتين، أولى تخص القيمة التي تضيفها هذه الأحزاب والتي تخلق من ثم تفردّها وهويّتها البصرية والتي يفترض أن تظهر في الشعارات البصرية وإلا فـ”رسائل بعض الأحزاب من وراء شعاراتها غير واضحة”.

ويذهب إلى أن هذا الواقع يؤكد مرة أخرى أن الانسجام البصري لجهة ما، هي الأحزاب السياسية في هذه الحالة، وثيق الصلة بانسجام خطاباها والعكس صحيح، “ففي التواصل نعمل وفقا لمبدإ يقول: الرسائل المصمّمة بشكل جيد تصل بوضوح”.

رفض ثقافي للتسويق السياسي

وبالنسبة للذهبي فـ”كثير من الشخصيات والأحزاب السياسية لا تعي أن الصورة ليست أقل أهمية من الخطاب الشفوي أو المكتوب”، مفسرا هذا القصور المسجل لدى بعض الهيآت السياسية بـ”نوع من الرفض الثقافي للتسويق السياسي وإن كانت الأحزاب وأطرها تمارس هذا التسويق لكن بأشكال بدائية ومحدودة النجاعة”.

وحاولت جريدة “مدار21” التواصل مع بعض الأحزاب الواردة في المقال لأخذ آرائها ومعرفة السياقات التي تحكمت في إنتاج رموزها البصريّة دون أن تتمكّن من ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News