صحة | مجتمع

إبراهيمي: مناقشة اللقاح مضيعة للوقت مع أصحاب عقلية “طارت معزة”

إبراهيمي: مناقشة اللقاح مضيعة للوقت مع أصحاب عقلية “طارت معزة”

قال البروفيسور عز الدين إبراهيمي إنه “بعد سنة ونصف على الأزمة، أظن أنه وصلنا إلى مرحلة مفصلية في مواجهة الكوفيد، تستدعي تكاثف الجهود للمؤمنين بمقاربة هذا البلد للخروج من الأزمة في أقرب وقت وبأقل الخسائر”.

وأشار الخبير بعلم الفيروسات، في تدوينة على صفحته بفايسبوك، إلى أن أغلبية المغاربة تثق في هذه المقاربة وتساندها، والدليل على ذلك أن المغرب من البلدان الأولى في عملية التلقيح وسيصل إلى تلقيح 55 في المائة من الساكنة بجرعتين بحلول الأسبوع الأخير من شتنبر، معربا عن افتخاره بما حققته المملكة.

وعدّ إبراهيمي نقاش الأمان والسلامة والفعالية والنجاعة مضيعة للوقت، لأن القلة القليلة من المشككين المغاربة صارت لديهم مسألة عدم التلقيح إيمانا واعتقادا، ولن يفيد معهم إبراز معطيات جدية أخرى، حيث إنهم قرروا أن لا يؤمنوا حتى يروا الله جهرة، واصفا إياهم بفئة “ديال طارت معزة”.

وعزز إبراهيمي كلامه بإعطاء أكثر من 5 ملايير جرعة عالميا، وتلقيح أكثر من 33 في المئة من ساكنة العالم، إضافة إلى تلقيح أكثر من 50 في المئة من الأمريكيين، وإعطاء أكثر من مليارين من الجرعات في الصين، والآثار التي نراها في الأرض ببريطانيا والدنمارك ودول أخرى، أما محليا فقد جرى تلقيح أكثر من 20 مليون مغربي بجرعة واحدة و لم نر أي إبادة.

وتابع إبراهيمي: “على جميع المغاربة أن يفتخر بالمقاربة المغربية في مواجهة الكوفيد، التي لا ينكرها إلا جاحد، ما هي الدولة التي تتوفر على لقاحات أوروبا والصين، وتخول لشعبها الاختيار بينهما وبشكل مجاني، ويستطيع أن يأخذ الجرعة الأولى في تزنيت والثانية في الحسيمة”، موجها رسالة شكر للملك على مقاربته، وفي صلبها منح الاستقلالية الكاملة لإعطاء توصيات علمية متجردة تماما، همها صحة ومصلحة المواطن المغربي.

وأشاد إبراهيمي في تدوينته، بالكفاءات المغربية، حيث إنها أبانت على علو كعبها خلال هذه الأزمة، مؤكدا أن الحجر الصحي الأول مكن المغرب من تفادي الموجة الأولى من السلالة الأصلية، لذا يجب أن نعترف أن الحجر أعطانا سبقا في مواجهة الكوفيد، وما زلنا نستفيد منه حتى اليوم، ومكننا من عدم السقوط في مجهول الموجة الأولى، وأن توصيات الحجر الجزئي جنبتنا العديد من الوفيات في الموجة الثانية لسلالة د614”.

وأرفق إبراهيمي تدوينته بمبيان تحليلي، ليطلع المغاربة على مقاربة اللجنة العلمية لشهر رمضان، التي كانت صائبة، ولكي يلاحظوا بأنها جنبت المملكة الموجة الثالثة المقرونة بسلالة ألفا والمئات من الوفيات، قائلا: “يجب أن نعترف أنه لولا المقاربة التلقيحية والتسريع بوتيرتها لكانت فاتورة حركيتنا ثقيلة مع الموجة الرابعة ودلتا”.

وتابع إبراهيمي قوله: “بقراءة مبيان الحالة الوبائية لسنة يتبين أن موجات الكوفيد مقرونة بظهور سلالة جديدة وسيطرتها وتتكرر حوالي كل أربع أشهر، ومع ظهور السلالتين “س”2.1 و”مو” كسلالات لها إمكانيات، مؤكدا أنه من الناحية العلمية أن هناك إمكانية وليس حتمية سيادتهما بتحسين لياقة الفيروس بامتلاكهما لخاصيات جديدة تمكنها من الانتشار بسرعة وربما الهروب المناعي، الذي يخشاه الجميع، ولكني أظن أن معظم لقاحات الجيل الأول ستبقي فعالة خمسين في المئة، في انتظار الجيل الثاني من اللقاحات، مضيفا أننا في سباق مع الزمن لتلقيح أكبر عدد ممكن من المغاربة للتمكن من مواجهة هذه المتحورات، مشيرا إلى أننا يمكن أن نكون أول بلد أفريقي يصل إلى تلقيح 65 في المئة من الساكنة لنكون مع دول الشمال، معتبرا أن المغرب نموذجا يحتدى به في هذه الأزمة.

وواصل إبراهيمي حديثه قائلا: “بصراحة جارحة وللأسف ولأننا فشلنا في تغيير سلوكياتنا في وقت وجيز، فنحن نرفض وضع الكمامة وتطبيق التباعد الجسدي و”كنحماقو على بالأحضان ياوطني”، ولا نحترم الإجراءات المؤسساتية، فلم يتبق لنا من مقاربة استباقية وقائية إلا التلقيح حتى نوقف التوالد السريع لهذا الفيروس”.

وأجاب إبراهيمي عن سؤال يتعلق بمدة المناعة المكتسبة، قائلا: “الأبحاث الحالية تبين أن المناعة المكتسبة والطبيعية بدأت بالانخفاض بعد ستة أشهر، لذا وجب التفكير بالجرعة التعزيزية ولا سيما للأشخاص المسنين وذوي الأعراض المزمنة.. وكل ما أنا متأكد منه كما تؤكده كذلك المئات من الأبحاث، هو أن الآلاف من مرضى الكوفيد يعيشون أو سيعيشون مايسمى بالكوفيد الطويل الأمد، أشخاص بضيق التنفس لشهور، بدون حاسة الشم لأسابيع، أشخاص لن يعودوا إلى لياقتهم و صحتهم لمدة طويلة”.

وعن تأثير اللقاحات، أفاد إبراهيمي، بأن الدراسات تؤكد أنه لا يوجد أي أثر سلبي لجميع اللقاحات على المدى البعيد، لافتا إلى أن من له موقف ضد المقاربة التلقيحية من حقه ذلك، ويحترمه، لكنه انتقد من يختار بين اللقاحات، ويقرر هذا له أثر والآخر لا، وهو لم يتلق درسا واحدا في علم الفيروسات ولا الصيدلة ولا الفرمكوجينوميك، فهذا بهتان.

واختتم إبراهيمي تدوينته قائلا: “تتقاطر علي الكثير من الطلبات للإطلاع على المعطيات المغربية، ويطلب الكثيرون مني النظر للأرقام التقنية واستخلاص التوصيات، وأتبسم، فهل المغاربة قادرون على تحليل هاته المعطيات وقراءتها قراءة صحيحة، إذا كنت بالكاد بعد أكثر من ثلاثين عاما في الميدان أستخلص بعض التوصيات وبمجهود تقني رفيع، أعترف أ، الإجماع لن يكون على كل التوصيات العلمية.. لقد أثبتنا وبدون سجال أن المغرب بكفاءته وبثقة ملكنا ومواطنينا قادر على تدبير المرحلة وبشاهادات دولية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News