مر عليها نصف قرن.. تفاصيل إسقاط إسرائيل طائرة ليبية مدنية قتلت فيها 108 أشخاص

قبل أشهر من اندلاع حرب أكتوبر 1973، ذهل العالم على وقع حادثة الرحلة 114 التابعة للخطوط الجوية العربية الليبية. فبشكل مباشر، استهدف سلاح الجو الإسرائيلي الطائرة الليبية وأسقطها متسببا في سقوط أكثر من 100 قتيل. وفي الأثناء، أثارت هذه الحادثة استنكار العديد من القوى العالمية التي عبرت عن رفضها للحادثة. فضلا عن ذلك، اتجه القائد الليبي معمر القذافي للبحث عن سبل الرد على هذه الحادثة مثيرا بذلك قلق عدد من الدول العربية التي استعدت، بشكل سري، لشن حرب خاطفة على إسرائيل التي كانت قد احتلت في وقت سابق عام 1967 مناطق سيناء المصرية والجولان السوري.
إسقاط الطائرة الليبية
مثلت الرحلة 114 رحلة منتظمة ربطت بين كل من طرابلس وبنغازي والقاهرة. ولتأمين هذه الرحلة، اعتمدت الخطوط الجوية العربية الليبية على طائرة نقل ركاب من نوع بوينغ 727 (Boeing 727). وضمن طاقم الطائرة المتكون من 9 أفراد، تواجد 5 فرنسيين ممن عملوا حسب عقود ربطتهم بكل من شركة الطيران الفرنسية والخطوط الجوية العربية الليبية.
ويوم 24 فبراير 1973، أقلعت الطائرة الليبية بوينغ 727 من مطار بنغازي، عقب توقف لفترة وجيزة، في حدود الساعة العاشرة وأربعين دقيقة صباحا في اتجاه مطار القاهرة الدولي. وخلال هذه الرحلة الأخيرة، تواجد على متن الطائرة الليبية 113 راكبا، من جنسيات عربية، كان ضمنهم ألمانيان وأميركي.
أثناء اقترابها من وجهتها في حدود الساعة الواحدة وخمس وأربعين دقيقة بعد الزوال، واجهت الطائرة جملة من المشاكل التقنية بسبب الرياح العاتية والعواصف الرملية بالمنطقة. وبسبب ذلك، ظل قائد الطائرة الفرنسي وجهته وانطلق صوب سيناء المحتلة. وفوق أراضي سيناء، اعترضت مقاتلات إسرائيلية من نوع إف-4 فانتوم الطائرة الليبية عقب تحديدها كجسم غريب بالرادارات الإسرائيلية.
وبتلك الفترة، حاول الطيارون الإسرائيليون التحدث لقائد الطائرة الفرنسي بلغة الإشارات. ومع إدراكه للخطأ الملاحي الذي وقع به، حاول الطيار الفرنسي العودة أدراجه ومغادرة أجواء سيناء. بالتزامن مع ذلك، آمن الطيارون الإسرائيليون بإستعداد قائد الطائرة الليبية للفرار. وكرد على ذلك، وجه الإسرائيليون وابلا من الصواريخ نحو الطائرة الليبية متسببين في إعطابها وإسقاطها.
108 قتلى
أسفرت حادثة إسقاط الطائرة الليبية عن مقتل 108 أشخاص من ضمن 113 راكبا كانوا على متنها. وقد كان من ضمن الضحايا حينها وزير الخارجية الليبي السابق صالح مسعود بويصير.
بالفترة التالية، أدانت العديد من الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، الحادثة. فضلا عن ذلك وصف وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان العملية بغير المقصودة، وطالب السلطات الإسرائيلية بتقديم تعويضات مالية لعائلات الضحايا.
وفي الأثناء، عبّر القائد الليبي معمر القذافي عن غضبه الشديد من الواقعة. وكرد على ذلك، موّل الأخير منظمة أيلول الأسود بمبالغ مالية هامة لاستهداف طائرات مدنية إسرائيلية. من جهة ثانية، خطط الزعيم الليبي لاستهداف سفينة الملكة البريطانية إليزابيت الثانية التي استعدت للتوجه لإسرائيل للاحتفال بالذكرى 25 لتأسيسها. وبتدخل مباشر من الرئيس المصري أنور السادات، ألغيت أوامر القذافي للرد على استهداف الإسرائيليين للطائرة الليبية حيث تحدث السادات حينها عن إمكانية زيادة التأهب في صفوف الجيش الإسرائيلي، في حال رد القذافي على العملية الإسرائيلية، وتعطيل خطة الهجوم العربي المشترك على إسرائيل خلال شهر أكتوبر 1973.