انتشار النخيل بمخطط ملعب الدار البيضاء الكبير يثير مطالب باستقبال مونديال 2030 بالأشجار

مع انتشار صور مخطط ملعب الدار البيضاء الكبير الذي يعتزم المغرب إنشاءه ببن سليمان، لاستضافة منافسات دولية، أبرزها مونديال 2030، لفت انتباه عدد من الناشطين البيئين انتشار التنخيل العشوائي بجنبات الملعب، ما جعله يجددون مطالبهم بغرس الأشجار عوض النخيل، وجعل المونديال مناسبة للانتصار للبيئة والمناخ.
وأفادت سليمة بلمقدم، رئيسة حركة مغرب البيئة 2050، في حديث مع جريدة “مدار21″، أن مطلب وقف التنخيل العشوائي ليس جديدا بالنسبة للحركة، إذ تم توجيه مراسلات للوزارات المعنية ولمقاطعات الدار البيضاء ومجلس المدينة، إضافة إلى جماعات ترابية، من أجل إيقافه وتعويضه بغرس الأشجار.
وأوضحت بلمقدم أنه رغم عدم إصدار المخطط النهائي لملعب الدار البيضاء الكبير، إلا أن المخطط الصادر شهر يوليوز، كانت تظهر محيط الملعب كله نخل، رغم أنه سيكون ملعبا دوليا، وحدث المونديال لن يكون كروي مئة بالمئة، ذلك أنه في نسبة كبيرة منه حدث سياسي يروم من خلاله المغرب استقطاب السياح.
وأكدت رئيسة ”حركة مغرب البيئة 2050″ أن المغرب مطالب خلال السبع سنوات القادمة التي تفصله عن استضافة المونديال بأن يظهر حنكته وأيضا مصداقيته من حيث التنمية المستدامة الحقيقية، أو بالأحرى التهيئة المستدامة، مؤكدة أن زوار المغرب خلال المونديال سيزورون عددا من المدن المغربية وليس الدار البيضاء فقط.
وتابعت أن الحديث عن انخراط المغرب وطنيا ودوليا في الانتقال الطاقي يستوجب أَيضا التأكيد على أننا نوجد ضمن الانتقال الإيكولوجي عموما، وهذا الأخير يتطلب تهيئة ترابية مستدامة، وأن يتم تنزيل أهدافها، وعلى رأسهم تشجير المدن المغربية.
وشددت المتحدثة نفسها على أنه أصبح من غير المقبول إظهار مخططات لملاعب دولية أو مدن أو شوارع بـ”النخل الرومي”، موضحة أن “الأمر أصبح مخجلا لاسيما مع الحملة الشرسة التي خيضت خلال السنتين الأخيرتين”.
وأبرزت بأن الحركة ستواصل الضغط من أجل أن تنزيل مخططات للتهئية حضارية مستدامة، تشمل كذلك التشجير الواعي، بما ينسجم مع الخصوصية البيئية للمناطق المغربية.
وقالت الحركة البيئية إن “لمختلف الجهات المغربية هويتها البيئية التي ينبغي صيانتها، ذلك أن جهة سوس ماسة على مستوى أكادير وشتوكة آيت باها، عاصمة الأركان، وجهة طنجة تطوان الحسيمة، موطن الصنوبريات لكنها شهدت اجتثاث الأنواع الشجرية المحلية وتعويضها بكثافة في شوارعها وساحاتها بنوع الواشنطونيا أو حتى النخل البلدي”، و”الدار البيضاء أصبحت مشتلا للنخلة الكاليفورنية بجميع أحيائها، رغم صعوبة تأقلمها على شط المحيط بكورنيش عين الذياب (…) ثم الرباط، العرائش، القنيطرة، فاس، مكناس، وحتى أزرو”.
وأردفت الحركة أن “قضية التشجير جوهرية وحيوية”، موضحة أن “المغرب مناخيا وجغرافيا وبيئيا، حتى قبل الحديث عن التغيرات المناخية، 80 في المائة من ترابه جاف أو شبه جاف، ولا نتوفر إلا على 20 في المائة من التراب الرطب”، و”للشجرة وظائف لا يمكن أن تقوم بها النخلة، التي لا تؤدي الوظيفة الإيكولوجية للشجرة ولا وظيفة خلق الظل في المدينة”، مشددة على أن النخل ينبغي “أن يوقَف توسعه خارج مجال الواحات، مع استصلاح الواحات في الجنوب والجنوب الشرقي”.