سياسة

“بلاغ المعاصي” يُحدث رجّة داخل العدالة والتنمية وقياديون يتبرأون من عقاب الزلزال

“بلاغ المعاصي” يُحدث رجّة داخل العدالة والتنمية وقياديون يتبرأون من عقاب الزلزال

تبرأ قياديون في العدالة والتنمية من البلاغ الصادر عن الأمانة العامة لحزب البيجدي، والذي ربطه فيه إخوان بنكيران الزلزال الذي ضرب مناطق بالمغرب، بالمعاصي والمخالفات بمعناها العام والسياسي، بما فيها تلك الموجودة في “الحياة السياسية عامة والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي وغيرها”، داعيا إلى الاعتبار مما وقع.

وأحدث “بلاغ المعاصي” الصادر عن قيادة العدالة والتنمية رجّة داخل بيت الحزب الإسلامي الذي ما يزال حسب مراقين يعيش على وقع صدمة انتخابات الثامن من شتنبر التي هوت به إلى أسفل الترتيب، ودفع الموقف الذي وُصف بـ”الغريب” أحد القياديين البارزين إلى تقديم استقالته من صفوف الحزب.

وقال الوزير السابق عبد القادر اعمارة، ضمن  تدوينة مقتضبة عبر خاصية “ستوري”:  “بقلب يعتصره على ما آلت إليه تجربة حزب العدالة والتنمية، فإني أعلن استقالتي من الحزب وكل هيآته منذ هذه اللحظة”. وتأتي استقالة اعمارة في أعقاب بيان صادر عن الأمانة العامة للحزب، ربطت فيه الزلزال الذي ضرب العديد من المناطق بالمغرب بـ”المعاصي والمخالفات بمعناها العام والسياسي”.

وعبر عبد العزيز أفتاتي القيادي بحزب العدالة والتنمية عن رفضه لهذا الربط الخاطئ على حد قوله، بين فاجعة زلزال الحوز وفكرة العقاب الإلهي، معتبرا في تصريح لـ”مدار21″ أن تلك “القناعة” تدخل في الأفكار الخاطئة و الشائعة و الرائجة مع الأسف، بمعنى أن هذه “قناعة” خاطئة عقائديا و فكريا”.

ونبه العدالة والتنمية، في بيانه إلى أن “من معاني الرجوع إلى الله ما يفيد أننا مبتعدون عنه في أمور معينة، وعليه وجب أن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى كي يضمد جراحنا ويعوضنا عن مصيبتنا خيرا، ولكن يجب أن نراجع كذلك كي نرجع إلى الله لأن كل شيء يصيب الإنسان فيه إنذار، والصواب هو أن نراجع كأمة ونتبين هل الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا ليس فقط بمعناها الفردي ولكن بمعناها العام والسياسي”

وسجل أفتاتي أن (فقرة العقاب)  التي وردت في بيان الأمانة العامة الأخير لحزب العدالة والتنمية “لها علاقة بعرض قدمه الأمين العام في اجتماع الأمانة العامة”، مشددا على أنه كان ينغي لهاته الأخيرة ألا تضمن تلك الفقرة في بيانها، حتى لا يفهم أنها متفقة معها و كذا نفس المسألة بالنسبة للحزب الذي لا يمكن أن يقر أحدا على هاته القناعة الخاطئة عقائديا و فكريا”.

وسجل القيادي بحزب العدالة والتنمية، أنه كان من المفروض في الأمانة العامة الاحتياط و التدقيق حتى لا تشوش على الحزب و تدخله في متاهة، مؤكدا أنه “لا أحد يمكنه التوقيع عن رب العالمين كما يقول ابن القيم ، وأن الاعتبار من السراء و الضراء ضروري في كل وقت و حين “.

وخلص أفتاتي إلى أن “الأصل التعاون في كل  الأحوال لمعالجة الأوضاع سواء الطارئة أو العادية و الجارية”، مضيفا أن “البشر يتحركون و يتفاعلون و يفسرون  في إطار الأسباب و الظروف والشروط المرتبطة بهم، وأن الأمور الغيبية والخوارق التي فوق طاقة استيعاب البشر، علمها عند الله”.

ووصف الوزير الأسبق والقيادي بحزب العدالة والتنمية محمد يتيم البلاغ بـ”الشارد وغير المناسب وقال إنه غير موفق ولا يمثله من  زاوية أن حزب العدالة والتنمية حزب سياسي وكان من المفروض أن يتناول الموضوع من زاوية سياسية واجتماعية بالأساس، وأن يبتعد

وأضاف يتيم أن بلاغ أمانة “البيجدي” غير موفق أيضا  من زاوية ربط ذلك بالذنوب والمعاصي، لأنه لا أحد يمكن أن يعلم ذلك إلا الله، ما لم يرد في القرآن والسنة صراحة، ما يفيد أن طوفانا أو رياحا عاصفة أو خسفا كان عقوبة إلهية كما ورد في القرآن صراحة في عدد من الحالات”.

وتابع قائلا: “شخصيا أعتبر البلاغ الصادر باسم الامانة العامة غير موفق وخاصة الفقرات الملتبسة التي توحي بأن زلزال المغرب قد يكون بسبب، المخالفات المعاصي، لأسباب تصورية حيث أننا لا يمكن أن ندخل في علم الله وفي ارادته”.

وأوضح أنه “في زلزال الحوز مراكش سقطت وتضررت مساجد، ومدارس ومرافق عامة لا تقترف فيها المعاصي، وفي المناطق الجبلية الفقيرة التي ضربها الزلزال، الناس المتضررون  أبعد بالمقارنة مع  مناطق أخرى عن المعاصي والفساد الأخلاقي، وفي كل المناطق توجد استثناءات”.

وأكد القيادي بالحزب الإسلامي أن بعض المناطق الجبلية والجنوبية، “هي معاقل لحفظة القرآن وبقاء الناس في الغالب على الفطرة والصلاح عموما وعلى القناعة بالقليل والكرم وغير تلك من الأخلاق التي تجد أصولها في الدين “، متسائلا: كيف يمكن أن نجزم أو حتى أن نحتمل  بأن زلزال منطقة الحوز وتارودانت عقاب إلهي عن معاصي مقترفة. أو يمكن أن يكون كذلك؟

ويرى يتيم أنه كان من اللازم إعادة صياغة البلاغ بما يرفع اللبس الحاصل في الفقرة التي تضمنها، خاصة أن المكتوب  أدق في التعبير عن المقصود من المنطوق  المرتجل، مشددا أن على أعضاء الأمانة العامة  الحالية المسؤولية الكاملة في إعادة الاعتبار لمؤسسة الأمانة العامة و أن  يمارسوا  مسؤولياتهم كاملة فيما يصدر باسمها .

وعلّق القيادي السابق بحزب العدالة والتنمية محمد أمحجور على” بلاغ المعاصي” بالقول: “مؤسف ما صرنا إليه من تيه، ومؤسف أكثر أن نترك السياسة وقضاياها وحقائقها جانبا ونتيه في “اللاهوت”.. مؤسف ومؤلم”

وأوضح أمحجور أنه “لو كان “الزلزال” يقينا فاعلا سياسيا، ولو كان من المعلوم قطعا من الدين أن الله يعاقب الانحرافات السياسية بالزلازل والبراكين، لكان أولى أن يضرب الزلزال حيث يقيم أهل الساسة والحكم، ولكان من “المنطقي” أن يكون مركز الزلزال هو الحواضر والمدن حيث تنتشر كثيرا من المفاسد والموبقات”.

وأضاف نائب عمدة طنجة السابق  عن حزب العدالة والتنمية، ” بنفس المنطق سيكون من غير “العدل الإلاهي” أن يصيب الزلزال دواوير نائية تخفف أهلها من كثير من سيئات الدنيا بساطة وشظف عيش، وقسوة ظروف، وتدينا فطريا يسلم ويستلم لأقدار الله”.

وبنوع من الاستغراب اعتبر القيادي بحزب “البيجدي” أنه لو صح للزلزال أن يكون أداة عقاب لكان أولى أن “يعاقب” كثيرا من البلدان حيث الانقلابات والإعدامات وقتل متعمد للمعتقلين في السجون تعذيبا وإهمالا”، مردفا ” لو صح هذا المنطق لكانت السياسة رهبانية وطلبا لإقامة العدل من طريق “عذاب الله”.

..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News