سياسة

مدريد تجدد تأكيدها على “إسبانية” مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين وتتجنب الإشارة للمغرب

مدريد تجدد تأكيدها على “إسبانية” مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين وتتجنب الإشارة للمغرب

عادت مدريد للتأكيد على “إسبانية” سبتة ومليلية المحتلتين، لكن بشكل مباشر هذه المرة، على لسان وزير خارجيتها خوسيه مانويل ألباريس، وذلك بحسب ما نقلته “أوروبا بريس”.

وقال المسؤول الحكومي الإسباني في مؤتمر صحفي عقده أمس الجمعة، بنيويورك بعد حضوره الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه ليس لديه حاجة ليؤكد أن “سبتة ومليلية إسبانيتان، تماما كما ليس لدي حاجة للتأكيد على أن مدريد أو برشلونة إسبانيتان”.

وتجنب وزير الخارجية الإسباني الإشارة للمغرب، عند إجابته عن أسئلة الصحفيين بخصوص الجدل الذي أثير في وقت سابق وكانت تدور رحاه حول رفض المملكة الإشارة لسبتة ومليلية على أنهما مدينتان إسبانيتان من طرف مسؤولين أوروبيون.

وغشت الفارط، خلف نشر موقع سفارة المغرب بإسبانيا خريطة للمملكة تشمل مدينتي مليلية وسبتة المحتلتين، جدلا واسعا في الأوسط السياسية بمدريد، وصلت لمطالبة رئيس مدينة مليلية المحتلة خوان خوسي إمبرودا، باحتجاج رسمي للرد.

واعتبر إمبرودا نشر الخريطة “عدوانا عدائيا آخر” للمغرب على إسبانيا، مطالبا حكومة بلاده بتقديم احتجاج رسمي على الخريطة، وفق ما نقلت صحيفة “إلفارو دي مليلية” على لسانه.

وادعى رئيس مليلية المحتلة، خوان خوسي إمبرودا، أن “المدينة لها تاريخ إسباني يصل، في 17 شتنبر القادم، إلى 526 سنة متواصلة، أي 459 عاما قبل تواجد المغرب”، بحسب تعبيره.

رضوان أجديد، الباحث في العلاقات الدولية، وخلافا لما تروج له مواقع إسبانية، استبعد أن تكون خطوة نشر الخريطة المغربية كاملة سببا في أزمة جديدة بين الرباط ومدريد.

بل واعتبر، في تصريح سابق، أن الرباط ومدريد وبعد مارس 2021، ورغم اتفاقهما على عديد من النقاط والخطوط الحمراء، إلا أن موضوع سبتة ومليلية المحتلتين كان دائما “نقطة غير متفق عليها” بين الطرفين، معتبرا أن نشر الخريطة رسالة من المغرب تؤكد تشبثه بالثغرين المحتلين.

وبحسب تصريحات أجديد لجريدة “مدار21” الإلكترونية، فإن خطوة السفارة المغربية هي رسالة لإسبانيا بعد الانتخابات التشريعية والتي فاز بها الحزب الشعبي اليميني، وتحديدا للحكام الإسبان الجدد الذين سيتولون زمام الأمور.

وأكد الأستاذ الجامعي أن “مغرب اليوم” يعرف جيدا متى وكيف يحرك الأمور وخاصة تلك التي تتعلق بشركائه الرئيسيين، مثل فرنسا وإسبانيا، مشيرا إلى أن المملكة تملك أوراق ضغط تتحكم في علاقتها مع الأخيرة، أبرزها الصيد البحري والهجرة غير الشرعية.

وبالنسبة للمتحدث، فالمغرب ومن خلال احتجاجه الأخير ردا على انزلاقات مسؤول أوروبي، أصدر موقفه المباشر، ولم يحتج لنشر خريطة كاملة للتعبير عنه.

وكان المغرب قد احتج على اعتبار سبتة ومليلية المحتلتين “حدودا للاتحاد الأوروبي”، مؤكدا مغربيتهما، وذلك في مذكرة احتجاجية تقدمت بها وزارة الخارجية المغربية للمفوضية الأوروبية.

وتقدمت وزارة الخارجية المغربية بمذكرة احتجاجية رسمية ردا على “التصريحات العدائية” لنائب رئيس المفوضية الأوروبية المكلف بالهجرة مارغريتيس شيناس، بشأن مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين.

ونددت المذكرة الدبلوماسية المغربية التي تم إرسالها عبر سفارة الاتحاد الأوروبي بتصريحات المسؤول الأوروبي، الذي اتهم، المغرب باللجوء إلى “تهديدات متنوعة” واستخدام المهاجرين “كسلاح”، ضد الاتحاد الأوروبي.

بالمقابل، أشار خوسيه مانويل الباريس، إلى أن خريطة الطريق المتفق عليها مع المغرب، بما في ذلك مسائل الجمارك، تتم متابعتها، لافتا إلى أنه اتفق مع ناصر بوريطة قبل عام على جميع الخطوط العريضة المحددة لذلك.

وبعد لقائه مع بوريطة قبل عام، أعلن الباريس أنهما اتفقا على “العمل من أجل أن يتم بدء مرور البضائع بطريقة منظمة وتدريجية عبر المنافذ الجمركية البرية خلال شهر يناير من العام الجاري”، لكن ذلك لم يتم تفعيله لحد الساعة.

ونفّذت السلطات الإسبانية ونظيرتها المغربية، في ماي الفارط، الاختبار التجريبي الثالث لتشغيل الجمارك التجارية في معبر “تراخال” بسبتة المحتلة، بعد الاختبارين اللذين تما في يناير وفبراير الماضي.

وجرت أول عملية تجريبية للمكتب الجمركي لمليلية المحتلة المغلق منذ 2018، والمكتب المستحدث بسبتة، في 27 يناير الماضي، إذ عبرت عربة محمّلة بـ”منتجات النظافة الشخصية” من سبتة المحتلة إلى إقليم تطوان، ليتم تنفيذ عملية ثانية بعد أقل من شهر، وبالضبط في 24 فبراير الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News