الطالبي: نعيش أجواء وطنية حزينة ومظاهر التضامن قوة معنوية لإسناد ضحايا الزلزال
قال رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، إن المملكة المغربية “تعيش في أجواء وطنية حزينة” جراء الزلزال المدمر الذي ذهب ضحيته العديد من المواطنات والمواطنين وخلف خسائر جسيمة في الأرواح والمباني والممتلكات.
وأضاف الطالبي، اليوم الإثنين خلال اجتمع مشترك للجنتي المالية بالبرلمان، أنها “لحظة مؤثرة نقدم خلالها أحر التعازي لأمير المؤمنين الملك محمد السادس ولأسر الضحايا، معربين لأسرهم ولذويهم عن صادق مواساتنا ومؤكدين لهم جميعا عن تضامننا القوي في محنتهم”.
وسجل رئيس مجلس النواب خلال الاجتماع المشترك الذي استهل بقراءة الفاتحة ترحما على أرواح الضحايا الذين قضوا في هذه الكارثة الطبيعية، أن المملكة استطاعت بفضل القيادة الحكيمة للملك محمد السادس، أن تجعل الانتصار في أحلك اللحظات وأقساها، أمرا ممكنا، معتبرا أن مظاهر التضامن والتلاحم الوطني مع ضحايا الزلزال “تعد قوة معنوية تذكي لدينا جميعا مشاعر الاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن الغالي”.
وتابع الطالبي العلمي قائلا: “وهو شعور عميق وصادق، يحس من خلاله كل واحد منا بأن وطنه هو حصنه وكرامته (..) ولا شك أن شعورا مقدسا من هذا القبيل يقوي لدينا الصمود في وجه الصعاب والتقلبات والأزمات”، مشددا على أن “هناك تعبئة عز نظيرها تؤكد مكانة المغرب، بقيادة الملك الحكيمة والمتبصرة، في المحافل الدولية ولدى كافة الأمم والشعوب”.
وزاد: “لقد عشنا منذ اللحظات الأولى لهذه الفاجعة المؤلمة موجة عارمة من التضامن العفوي والصادق لكل فئات المجتمع”، لافتا إلى مبادرات العديد من الدول الشقيقة والصديقة لتقديم الدعم والمساندة إثر الزلزال المدمر الذي خلف خسائر في الأرواح والممتلكات”.
وأكد رئيس مجلس النواب أن مجلسي البرلمان، دأبا على التنسق الوثيق في لأعمالهما ومبادرتهما، سواء في إطار المساهمة المادية أو في إطار الاختصاصات الدستورية للمجلسين، مبرزا أنه “سيجعل من عمله المشترك دعامة وسندا ونفعا لبلدنا ولمواطنينا الأعزاء الذين تضرروا وعانوا جراء هذه الكارثة الطبيعية”.
من جهته، أكد رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة أن إحداث الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال الذي عرفته المملكة، يعتبر لحظة مفصلية في التعبير عن قيم التضامن والتآزر، التي لطالما كانت من الشيم الحقيقية للمغاربة.
وسجل ميارة في كلمة خلال نفس الاجتماع، أن البرلمان المغربي بمجلسيه، بكل مكوناته مجند للتعبير عن قيم التضامن، طيلة السنوات القادمة التي ستستمر فيها عملية البناء وإعادة الإعمار في المناطق المتضررة.
هذا، وتطبيقا لأحكام الفصل السبعين من الدستور والمادة السادسة والعشرين من القانون التنظيمي لقانون المالية، عقدت اللجنتان المكلفتان بالمالية بمجلسي البرلمان اجتماع مشتركا لإخبارهما بإحداث حساب مرصد لأمور خصوصية يسمي “الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة عن الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية” بحضور الوزير المنتدب المكلف بالميزانية.
ومنح البرلمان اليوم الإثنين الحكومة الضوء الأخضر لإحداث صندوق خاص لتدبير الآثار المترتبة على الزلزال، حيث أخبر الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، غرفتي البرلمان بمرسوم إحداث حساب مرصد الأمور خصوصية يحمل اسم “الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية”، وذلك في أعقاب مصادقة الحكومة على المشروع ضمن اجتماع استثنائي عقدته يوم أمس الأحد.
وأوضح لقجع، في معرض تقديمه لمشروع المرسوم، أن إحداث هذا الصندوق يأتي تنفيذا للتعليمات الملكية الهادفة إلى اتخاذ التدابير العاجلة لفائدة الساكنة والمناطق المتضررة من الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية، يقترح إحداث حساب مرصد الأمور الخصوصية يحمل اسم “الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية”.
وأضاف الوزير أن هذا الحساب الذي سيمكن من تلقي المساهمات التطوعية التضامنية للهيآت الخاصة والعمومية والمواطنين بشكل أساسي، سيخصص لتحمل “النفقات المتعلقة بالبرنامج الاستعجالي لإعادة تأهيل وتقديم الدعم لإعادة بناء المنازل المدمرة على مستوى المناطق المتضررة”.
