مجتمع

زلزال الحوز.. محنة وجراح ودموع في عمق المغرب على لسان الضحايا

زلزال الحوز.. محنة وجراح ودموع في عمق المغرب على لسان الضحايا

ثوان معدودة كانت كافية لتشرّد أسرا وتيتّم أطفالا وتسوّي قرى مع الأرض في رمشة عين. فالزلزال الذي ضرب إقليم الحوز ونواحيه بغتة وبقوة مدمرة، ليلة الجمعه الماضي، لم يمنح السكان الفرصة للنجاة.

وخلّفت هذه الفاجعة قصصا أليمة أثارت تضامنا وتعاطفا واسعين على مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي ما تزال فيه فرق الإنقاذ والإغاثة تحاول انتشال الضحايا من تحت الركام، إلى جانب إيصال المساعدات الطبية والغذائية إلى الناجين.

فقدوا كل شيء

“فقدنا كل شيء بذلنا فيه جهدا.. فقدنا أسرنا وأصبحنا بلا عائلة ولا مأوى”، يقول محمد ابن دوار تيكخت بإقليم شيشاوة الذي فقد 24 شخصا من عائلته في ليلة مرعبة.

لم يعش محمد هذه المأساة بمفرده، إنما تقاسم مرارة الفقدان مع باقي أبناء قريته الصغيرة التي ترجل بها 70 شخصا عن صهوة الحياة تحت ركام بيوت شيدوها لتحميهم قبل أن تصبح مقبرتهم.

ويضيف ناج آخر في حديثه إلى الجريدة: “لقد توفي هنا الجميع، فقدنا كل أحبابنا وفقدنا الحياة معهم في رمشة عين”.

ورصدت عدسات الكاميرا أطفالا وآباء منهارين لموت أفراد أسرهم في زلزال لم ينذر بحدوثه إلا بعدما حول سكينة الجبال والقرى إلى دمار.

ولعل المسنة التي خطفت قلوب الملايين حول العالم، وهي تسرد معاناتها إثر فقدانها زوجها وأربعة من أبنائها، ستظل في ذاكرة هذا الحدث الأليم، حيث صرحت لوسائل إعلامية بنبرة حزينة مليئة بالحسرة: “توفي زوجي وأربعة من أولادي في هذا الزلزال، بقيت وحيدة هنا”.

كل الأرواح غالية

لم تسفر عمليات البحث تحت الأنقاض فقط عن إنقاذ أرواح بشرية، بل حتى الحيوانات انتشلتها أياد رحيمة، ففي وقت الكوارث الطبيعية والفواجع والمصائب كل الأرواح غالية، وكل نفس تستحق الحياة، ولا مجال للانتقاء.

هذه المشاهد عشناها خلال “زلزل الحوز”، إذ تمكن المنقذون، كما تبين صور وفيديوهات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، من استخراج حمار حي بين الحطام.

وعلى المنوال نفسه، لبّت القلوب الرحيمة نداء استغاثة قط من تحت الأنقاض، وتمكنت من إنقاذه وخروجه إلى بر الآمان.. وعلى المنوال نفسه، لبت القلوب الرحيمة نداء استغاثة قط من تحت الأنقاض، وتمكنت من إنقاذه وخروجه إلى بر الآمان.. باختصار إنها الرحمة التي زرعها الله في خلقه.

اليوم الأسود

“إنها المرة الأولى منذ قرن التي يسجل فيها المركز هزة أرضية عنيفة بهذا الشكل بالمغرب”، بحسب تصريح ناصر جابور، رئيس قسم بالمعهد الوطني للجيوفيزياء بالمغرب.

الثامن من شتنبر 2023، تاريخ يوم أسود عاشه المغاربة، حيث انهارت آلاف البنايات التي ردمت فيها مئات الأرواح تحت الأنقاض.

في ثوان معدودة سقطت دواوير بأكملها، وسط صدمة ولحظات عصيبة حبست أنفاس أبناء الجبال.

مدارس تحولت لمقابر

تحولت مدارس إلى مقابر بعدما لقي تلاميذ حتفهم في ليلة الجمعة السوداء، لتصبح أقسامها المهدمة شاهدة على مأساة أطفأت أصوات العشرات من أطفال قرى المغرب العميق.

شهادات كثيرة أثرت في العالم، ضمنها تدوينة معلمة تدعى زينب أعلنت وفاة جميع تلامذتها في منطقة تاجكالت التابعة لجماعة تافنكولت.

نسرين أبو الفضل معلمة بمدرسة أداسيل الابتدائية بإقليم شيشاوة، بدورها شاركت فاجعة فقدانها لـ32 من تلاميذها في ليلة “الرعب”.

مواطنون بقبعات المنقذين

تظافرت جهود سكان المناطق المنكوبة لإنقاذ عالقين تحت الأنقاض، حيث تجندوا للتنقيب على أبناء دوايرهم العالقين تحت الأنقاض، لينجحوا في استخراج مسنين وأطفال من أعماق الركام.

ويسابق أبناء الجبال الزمن للعثور على ناجين وتقديم المساعدة للمصابين، لاسيما تلك المناطق التي لم تصلها بعد المساعدات لصعوبة الطريق المؤدي إليها.

ولم يتوان مواطنون آخرون في مناطق غير متضررة من الكارثة، عن تقديم الدعم والتضامن والمساهمة في إنقاذ آلاف الجرحى والمصابين ضحايا الزلزال بالمستشفيات، حيث سارعوا إلى مراكز تحاقن الدم تلبية لنداء الوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News