العربي الشوين: محدودية الدخل من الشعر والزّجل جعلتني ألج إلى ميدان تأليف الأغاني

العربي الشوين، شاعر وجزال مغربي بدأ مسيرته في نظم الكلمات حينما كان تلميذا في الإعدادي، حيث تولدت لديه هذه الموهبة وصقلها في ورشات إبداعية، بمدرسته، قادته ليصبح ممتهنا للمجال.

يقول الشوين، في حوار مع جريدة “مدار21″، إنه “لم يختر أن يكون شاعرا أو زجالا، إنما وجد نفسه عن طريق الصدفة يميل تلقائيا إلى هذا الفن، من خلال قراءته لبعض الشعراء والزجالين، ما دفعه لتطوير تجربته في هذا الميدان”.

وعن اهتمام الجمهور بالشعر، يرى الشاعر والزجال ذاته أن “رؤية الناس في العالم بأسره تغيرت”، إذ أصبحوا، في نظره، “يتجهون إلى كل ما هو مادي، بعيدا عما هو جوهري أو إبداعي أو له قيمة معنوية”، عادا أن “الإنسان مثلما يحتاج إلى تغذية روحه بما هو ديني، وجسده بما هو رياضي، يحتاج تغذية فكره بما هو ثقافي إبداعي”.

ويضيف الشوين أنه في كل الأمكنة والأزمنة “لا يمكن تجريد اهتمامات الإنسان من حاجته إلى الإبداع لتغذية فكره”.

ويشير المتحدث ذاته إلى أن الإبداع والثقافة في المغرب “لا يكسبان أرباحا مادية”، معزّزا موقفه بالقول: “المسابقات التي تنظم باستمرار لا دخل فيها للمبدعين، بخلاف الخليج التي تصل قيمة الجوائز فيها إلى الملايين، مما يجعل الكاتب يبدع وهو مرتاح”.

واسترسل حديثه إلى الجريدة: “هناك شعراء مغاربة شرفوا المملكة في مسابقات دولية مثل أمير الشعراء، واحتلوا مراتب كبيرة، وهذه المسابقات تقدم جوائز بقيمة مالية كبيرة تحفز المبدع على الاستمرار، عكس المغرب حيث يمنح فيها “تروفيه” أو كتاب لا يستفيد منهما المبدع”.

ويشدّد الشوين على أنه “لا يمكن  للمبدع في المغرب أن يعيش من كتاباته”، مبرزا أن “ثمة العديد من الكتاب الذين تفرغوا لهذا الفن وهم الآن يعيشون التشرد، أو بمساعدات الناس”.

ومن الشعراء الذين أعجب بتجربتهم، استحضر الشوين كل من المتنبي، وأبو فراس الحمداني، وأبو نواس، أما بالنسبة للشعراء الجدد فهو يقرأ لأحمد بخيث، ومحمد عريج، ونوفل السعدي، وفي ما يتعلق بالزجالين أبدى إعجابه بعلي مفتاح، وعبد الكريم ماحي، وعزيز بن سعد، وفي فئة الشباب دليلة فخري، وعادل لطفي، ومبدعين آخرون..

وشارك العربي في عدة مسابقات محلية ووطنية، ومستمر في الكتابة، إذ توج للمرة الأولى بلقب شاعر دكالة في سنة 2012، لتليها سلسلة من التتويجات في مسابقات عديدة.

واتجه العربي الشوين أخيرا إلى مجال الكتابة الخاصة بالأغاني، حيث إنه تعامل مع ثلة من الفنانين المغاربة والعرب، لافتا إلى أن تجربته الجديدة في الكتابة الغنائية لم تأت بالصدفة، بل نتيجة نضج وتراكم للتجربة.

وتابع: “حينما وجدت أنني لا أجني أرباحا من كتاباتي للأبيات الشعرية والزجل، رغم حصدي عشرات الجوائز محليا ووطنيا، ولعدم ارتياحي في ممارسة عدة مهن، قررت الولوج إلى عالم تأليف الأغاني لتحقيق دخل مالي”.

وكشف الشوين أنه “تعامل مع الفنانين حاتم إدار وعثمان بلبل وغيرهما”، مبرزا أنه ستصدر قريبا مجموعة من الأغاني من كتاباته لفائدة فنانين مغاربة وعرب، إضافة إلى استعداده لإصدار ديوان شعري مرتقب، ومشاركته في مسابقة بالوطن العربي.