صيف 2023.. رواج فني غير مسبوق يجبر أضرار الفنانين المغاربة من “زمن الجائحة”
بعد ركود طويل فرضته ظروف جائحة كورونا، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، دبّت الحياة من جديد في الساحة الفنية بسلسلة من التظاهرات الفنية، التي جعلت الفنان يجد لنفسه متنفسا ماديا وفنيا.
وشهدت الساحة الفنية رواجا غير مسبوق في الموسم الصيفي الحالي من حيث عدد التظاهرات الفنية المنظمة، سواء من قبل القطاع العام أو الخاص.
وزارة التواصل والثقافة والشباب برمجت، في شهر غشت الجاري، عددا من السهرات الفنية بعاصمة المملكة وشمالها، تحت عنوان “راب أفريكا” لخلق متنفس للفنانين خلال موسم الصيف، بعد سلسلة من الحفلات التي تولت تنظيمها في إطار فعاليات الرباط عاصمة الثقافة.
وكان للفنانين فرصة للقاء الجمهور عبر فعاليات مهرجان “ثويزا” بمدينة طنجة، التي نظمتها مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية، في الشهر ذاته.
“مهرجان الشواطئ” الذي ترعاه إحدى شركات الاتصالات بالمغرب، استقطب بدوره مجموعة من الفنانين في سهرات فنية بمختلف المدن المغربية.
ولم يكن “مهرجان الشواطئ”، الذي كان من تنظيم خاص، المتنفس الوحيد لثلة من الفنانين، إذ دخلت مجموعة من الشركات الخاصة على الخط لترعى سلسلة من التظاهرات الفنية.
واحتضنت مدينة العرائش الدورة الأولى من مهرجان “صيف العرائش”، الذي صعد على منصته العديد من الفنانين من بينهم “لارتيست” و”كوزان” و”مستر كريزي” وغيرهم.
في يوليوز الماضي، ضمّت مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والاجتماعي والرياضي، باقة من الفنانين للغناء إلى جانب جمهورهم عبر مهرجان “صيف طنجة الدولي”.
وحل مجموعة من الفنانين بمدينة المحمدية قبل أيام لإحياء سهرات فنية شملت أصواتا غنائية تتنوع بين الشعبي والعصري.
بين السهرات الخاصة التي تكلفت بها شركات للمشربات الغازية والأبناك وقطاع الاتصالات، والرسمية التي دعمتها بشكل مباشر الدولة عبر وزارة الثقافة، أو تلك التي كانت فيها العمالات والجماعات الراعي الرسمي، وجد بعض الفنانين مجالا لخلق التواصل مع الجمهور تحقيق إيرادات مالية.
“بادرة إيجابية” لجبر الأضرار
في هذا الإطار، يرى الفنان زكرياء الغافولي، أن عودة وتيرة الحفلات والمهرجانات لطبيعتها، خاصة بعد كورونا والحجر الصحي، “بادرة إيجابية”، لأنها “مصدر دخل للفنان المغربي ليعيش حياة كريمة وأيضا لمساعدته في الإنتاج الذاتي”، بحسب تعبيره.
وأعرب الغافولي، في تصريح لجريدة “مدار21″، عن سعادته لإحياء عدد من الحفلات ضمن جولة صيف 2023، في شمال المغرب وجنوبه، على غرار طنجة وسيدي إفني وهوارة والحسيمة والجديدة وعدد من المدن الأخرى.
بدوره، الشاب يونس، صرح لجريدة “مدار21” بأن الانقطاع الذي طال المجال الفني وتوقف الحركية في الساحة، لاسيما في ما يخص الحفلات الموسيقية التي تشكل متنفسا للفنانين، “ألحقت الضرر بالعديد منهم”.
وأردف الشاب يونس: “بعدما كنا نحقق حضورا قويا في الساحة الفنية، حلت علينا جائحة كورونا لتوقف كل الأنشطة، واليوم نحن سعداء بعودة الحياة إلى الوسط الفني، وأكون سعيدا بلقاء الجمهور”.
