سياسة

انتكاسة “أمّ الألعاب” تستدعي بنموسى وأحيزون للبرلمان والمعارضة تطالب بكشف الحِساب

انتكاسة “أمّ الألعاب” تستدعي بنموسى وأحيزون للبرلمان والمعارضة تطالب بكشف الحِساب

أثارت من جديد “المشاركة المخجلة” و”غير المشرفة” للمغرب في بطولة العالم لألعاب القوى بالعاصمة المجرية بودابست قياسا بالإمكانيات الهائلة التي تتوفر عليها الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى موضوع التراجع غير المسبوق لألعاب القوى في المحافل الدولية.

واكتفى المغرب في النسخة الأخيرة من بطولة العالم بميدالية ذهبية واحدة بفضل العداء “سفيان البقالي”، وانتزاع ميدالية برونزية يتيمة عن طريق العداءة المغربية “فاطمة الزهراء كردادي” في مسابقة “الماراثون”، هذه الأخيرة التي حرمت في مناسبات سابقة من تمثيل بلادنا في مسابقات قارية ودولية، وتعرضت للعديد من المضايقات كادت أن تعصف بمشاركتها وتتويجها في هذه البطولة.

ووسط تراجع أداء “أم الألعاب” المغربية دعت المعارضة الاتحادية بمجلس النواب إلى عقد اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال للانعقاد بحضور وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضةشكيب بنموسى، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى عبد السلام أحيزون، من أجل تقييم مشاركة المغرب في مختلف تخصصات ألعاب القوى بكل المسابقات الإقليمية والقارية والدولية خلال السنوات الأخيرة.

وأوضح عبد الرحيم شهيد رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، أن طلب فريقه البرلماني يأتي لتدارس أدوار الإدارة الفنية ومراكز التكوين التابعة للجامعة الملكية لألعاب القوى باعتبارهما اللبنة الأساسية لصناعة الأبطال المغاربة، ومناقشة حصيلة الجامعة فيما يتعلق بالتسيير والتخطيط والتنظيم اللوجستيكي وحكامة التدبير المالي، داعيا إلى استثمار التألق الذي حققته كرة القدم المغربية بالمونديال من أجل استعادة وهج ألعاب القوى الوطنية

وسجل شهيد ضمن تصريح لـ”مدار21″ أن المغرب ظل في مكانه و لايتقدم في اتجاه تطوير أداء ألعاب القوى الوطنية وهو تأخر لا يواكب التألق الذي تشهده كرة القدم الوطنية التي وضعت المملكة في المركز الخامس عالميا، معتبرا أن “هذا التراجع غير مفهوم بالنظر إلى حجم الامكانيات المتوفرة حيث كان بالامكان لألعاب القوى ابمغربية أن تكون في وضع أفضل مما هي عليه اليوم”.

وأضاف رئيس فريق “الوردة”، أن الدعوة لانعقاد لجنة التعليم والثقافة والاتصال بحضور رئيس الجامعة الملكية لألعاب القوى تستهدف تقديم توضيحات أوفى حول أسباب هذا التراجع وما هي الفرامل التي تحدّ من تقدم رياضة ألعاب القوى المغربية ولماذا لا تستطيع الأخيرة مضاهاة ما حققه المغرب على صعيد المنتخب الوطني لكرة القدم الذي سجل قفزة غير مسبوقة بتأهله إلى نصف نهائي مونديال قطر

ويتوخى الفريق الاشتراكي من وراء استدعاء أحيزون للبرلمان الوقوف أيضا على كيفية إعداد العداءات والعدائين المغاربة سواء للملتقيات الدولية كالدوري الماسي أو التحدي أو للألعاب الأولمبية وبطولة العالم، وذلك عقب النتائج السلبية والمخيبة للآمال، والحضور المتواضع والخجول لألعاب القوى المغربية في أولمبياد طوكيو سنة 2021.

ونبهت المعارضة الاتحادية إلى تسجيل ألعاب القوى الوطنية لأسوء نتيجة في تاريخ مشاركتها في الألعاب الإفريقية المنظمة في المملكة  سنة 2019 حيث احتل المغرب (الرتبة 14 على الصعيد القاري، من بين 16 بلدا)، حيث لم يتمكن خلال هذه المسابقة ولأول مرة من الحصول على أية ميدالية ذهبية، بالإضافة إلى المشاركة الباهتة في بطولة إفريقيا لألعاب القوى سنة 2022.

وبدأ اندحار العدائين المغاربة منذ نسخة 2008 ببكين، إذ شارك المغرب بوفد ضم 74 فردا في مختلف الأنواع الرياضية، 26 منهم في ألعاب القوى، واكتفوا حينها بميداليتين، الأولى فضية كانت لجواد غريب في سباق الماراثون، والثانية برونزية للعداءة حسناء بنحسي في سباق 800 متر.

وفي النسخة الموالية بلندن سنة 2013، شارك المغرب بـ30 متسابقا خيبوا كل الآمال بفوز يتيم بميدالية برونزية أحرزها عبد العاطي إيكيدر في سباق 1500 متر.

الانتكاسة الكبيرة كانت في “أولمبياد ريو 2016” عندما خرجت ألعاب القوى المغربية بخفي حنين، وهي المرة الأولى التي لا يحرز فيها المغرب أي ميدالية منذ نسخة 1984.

وسجل المصدر ذاته، عجز المغرب عن تشكيل الفريق الوطني للمشاركة في بطولة العالم للعدو الريفي خلال هذه السنة، لافتا إلى أن نسخة “هيلسينكي 2005″، كانت هي آخر دورة توج فيها الأبطال المغاربة بأكثر من ميدالية واحدة، إذ لم تتمكن المشاركة المغربية على مستوى بطولة العالم منذ تلك الدورة من حصد سوى ذهبيتن وفضيتين وبرونزيتين فقط.

وأوضح شهيد أنه بعد أن كانت ألعاب القوى المغربية القاطرة التي قادت التألق المغربي وحصد العديد من الألقاب والميداليات في المسابقات القارية والدولية، حيث سبق للمملكة أن احتلت المركز الخامس عالميا، ظل المغرب يعيش على وقع “النوستالجيا” ولم يسع إلى إحداث تغيير باتجاه استعادة أمجاد ألعاب القوى مع سعيد عويطة وهشام لكروج ونزهة بدوان ونوال المتوكل وخالد السكاح وغيرهم من الأسماء التي رفعت الراية المغربية.

وشدد رئيس الفريق الاشتراكي على ضرورة استعادة وهج ألعاب القوى الوطنية التي كانت تنافسي كينيا واثيوبيا على المراكز الأولى، لافتا إلى أنه طيلة 6 دورات الأخيرة ظلت ألعاب القوى الوطنية في منحنى تراجعي غير مفهوم، مسجلا أن رئيس الجامعة مطالب بإطلاع ممثلي الأمة ومن خلالهم الرأي العام الوطني عن أسباب تراجع أداء ألعاب القوى وعما إذا كان الأمر يتعلق بالإدارة التقنية أو محاصرة الأبطال أوضعف الدعم المالي .

ونفى شهيد أي محاولة لاستهداف أحيزون عبر جره للمساءلة البرلمانية، وأكد أن غاية المعارضة الاتحادية هي طمأنة المغاربة عن مستقبل هذه الرياضة التي منحت المغرب في وقت سابق موقع الريادة، لافتا إلى الدور التنموي والبيداغوجي الذي لعبت كرة القدم الوطني خلال الفترة الأخيرة ومساهمتها الكبيرة في تقديم دور إشعاعي كبير للمملكة على الصعيد العالمي.

ورافق سوء الطالع “أم الألعاب” المغربية في حقبة الرئيس الحالي للجامعة الملكية لألعاب القوى، عبد السلام أحيزون، الذي عمّر في المنصب زهاء 16 سنة وما زال يتمدد في كرسيه، ولم يتمكن خلالها من إهداء المغرب الذهب العالمي أو الأولمبي سوى في العامين الأخيرين عن طريق سفيان البقالي في أولمبياد طوكيو وبطولة العالم بيوجين الأمريكية.

ولم يوفق أحيزون في قيادة ألعاب القوى المغربية إلى منصات التتويج بالمعدن النفيس، فمنذ توليه سنة 2006 رئاسة الجامعة الملكية المغربية ونتائج الأبطال المغاربة تتراجع عاما بعد آخر، إذ احتاج أحيزون، ومعه ألعاب القوى المغربية، إلى 17 سنة ليتذوق الذهب الأولمبي، و16 عاما ليعانق المعدن الأصفر ببطولة العالم.

وشهدت صناعة النجوم، على غرار سعيد عويطة، هشام الكروج، نوال المتوكل ونزهة بيدوان، تراجعا مخيفا في المغرب، بسبب انعدام الرؤية الواضحة وبالتالي غياب أهداف قادرة على التحقق، رغم المجهودات التي تبذل في هذا الباب.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News