فن

فنان مغربي يجابه قلة موارد الإنتاج بفيديو كليب مبتكر بالذكاء الاصطناعي

قرر الفنان الشاب “مهدايف براين” مجابهة العوائق الإنتاجية التي يعاني منها جل الفنانين المغاربة، بإصدار عمل فني اعتمد فيه على الذكاء الاصطناعي في مزيج متكامل مابين التكنولوجيا والنظرة الإنسانية لخلق توازن إبداعي يلخص فكرة التطهير النفسي عن طريق الموسيقى كأداة للتعبير بشكل غير مباشر.

ويصف مهدايف اغنية “حجايتي السابعة” بالعمل الإبداعي الذي يحكي عن تجارب شخصية وخلاصات عامة، مبرزا أن كلماته تتسم بطابع وصفي تخييلي لكن واقعي في نفس الوقت، وذلك حفاظا على القاموس اللغوي الدارجي المغربي، مع مراعاة نقل هذه التجربة إلى كل ما هو بصري عبر الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي.

وعن استعمال الذكاء الاصطناعي، أكد الفنان المغربي الشاب في حديثه لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أنه لم يكن اختيارا بل ضرورة لأسباب متعددة، أهمها مادي، “لأن تكلف سيناريو الڤيديو كليب كما كان مكتوبا، كانت باهظة جدا، ولأنها أغنية شخصية أطلقت العنان لنفسي، ورحت أتخيل مشاهد هوليوودية ولقطات إبداعية صعبة التطبيق، وباهظة الكلفة الانتاجية”.

وقال إنه وخلال مرحلة تقييم الأرباح تبين أنه من المستحيل إنتاج العمل بميزانية محدودة. فجاءت الفكرة لتحويل نفس السيناريو إلى مشاهد مبتكرة عن طريق الذكاء الاصطناعي، “كان هناك ساعات طويلة من العمل والتجريب لأن التقنية جديدة، وبحكم اهتمامي بهذا المجال كنت اراقب كل يوم التطورات، حتى جاءت اللحظة لوضع خطة عمل لتكريس جميع المنصات والتقنيات التي تم دمجها للحصول على النتيجة التي تم طرحها للجمهور”.

وعما إذا كان الذكاء الاصطناعي مفيدا أم مضرا للفنان، أوضح أن اتخاذ موقف محدد “مازال مبكرا”، لافتا أن هناك دائما تغييرات وتحولات وتقنيات جديدة في المجال، ومضيفا “بالنسبة لي الضرر أو النفع سواء كان على الفنان بشكل عام والفنان المغربي خصوصا، هو على حسب الاستعمال، لأن أي تقنية جديدة يجب التعامل معها بحذر، ومحاولة الإحاطة بجميع تفاصيلها”.

واعتبر أن استغلال الذكاء الاصطناعي في إنتاج ما هو فني سيف ذو حدين لأنه يجب التمكن من أساسيات التعامل معه وليس به، على اعتبار أنه أداة للتعاون وتطوير النتيجة النهائية وليس أداة لإنجاز النتيجة النهائية، “وهنا يكمن الفرق بين استعماله كوسيلة للاستكشاف سبل جديدة للبحث والانتاج، وأداة لتسريع عملية الانتاج بدون التدقيق في النتيجة”.

وأشار الفنان الشاب إلى أنه يطمح في الفترة المقبلة لتسجيل المزيد من الأغاني، وكذلك التعاقد مع شركة إنتاج، لكن بشروط محددة، أغلبها ابداعية، إلى جانب حلمه بأداء أدوار سينمائية تبصم مساره الفني، والعمل مع شباب لهم نفس الطموح، سواء على المستوى الوطني أو الدولي.

واعتبر أن الأغنية الشبابية المغربية الحالية تركز على اللحن وكثرة التحسينات المبالغ فيها، وتهمل الكلمات، وهو ما يجعلها تفتقر للابداع، “أصبحت جميع الأغاني متشابهة، ولا يمكن التفريق بينها، رغم أنه من الضروري أن يكون لكل فنان بصمة خاصة وأسلوب متفرد، لضمان التنوع الاغنية المغربية وتغليب الكيف على الكم وتحسين الذوق الجمعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *