سياسة

نور الدين: العقل الاستراتيجي للملك محمد السادس يترفّع عن “الشطحات السلطوية” لجنرالات الجزائر

نور الدين: العقل الاستراتيجي للملك محمد السادس يترفّع عن “الشطحات السلطوية” لجنرالات الجزائر

أكد أحمد نور الدين المحلل السياسي والمتخصص في العلاقات المغربية الجزائرية، أن موقف الملك محمد السادس من العلاقات مع الجزائر لم يتغير خلال ربع قرن، وسجل أنه “موقف ملك ينظر إلى المستقبل بعمق زمني لا يقدر بعمر جنرالات الجزائر وإنما بعمر الملكيات العابر للقرون”.

وأضاف نور الدين في تصريح لـ”مدار21″ تعليقا على مضامين خطاب العرش الأخير الذي جدد فيه الملك محمد السادس مد يديه للجارة الجزائر من أجل فتح احدود بين البلدين، أن الملك “ينظر إلى عواقب الأمور ومآلاتها لا إلى الشطحات السلطوية لحديثي العهد بالسلطة ومزايداتهم السياسوية والعسكرية.”

واعتبر الخبير بالعلاقات الدولية أن “الملك يقيس في ذلك تبعات الحروب التي تخلف من جهة ملايين الضحايا ما بين قتيل ومعطوب، في ظل قوة النيران الرهيبة للأسلحة الحديثة، ومن جهة أخرى تخلف دمارا في البنيات التحتية وتفضي إلى فقدان السيادة الوطنية لفائدة عواصم القوى الكبرى”.

وجدد العاهل المغربي الملك محمد السادس الالتزام الصادق بنهج اليد الممدودة تجاه الجزائر في أفق تحقيق طموحات الشعوب المغاربية في “الوحدة والتكامل والاندماج”.وأوضح الملك في خطاب وجهه إلى الأمة بمناسبة الذكرة الرابعة والعشرين لعيد العرش، أنه “خلال الأشهر الأخيرة، يتساءل العديد من الناس عن العلاقات بين المغرب والجزائر، وهي علاقات مستقرة، نتطلع لأن تكون أفضل”

وأضاف: “نؤكد مرة أخرى، لإخواننا الجزائريين، قيادة وشعبا، أن المغرب لن يكون أبدا مصدر أي شر أو سوء، وكذا الأهمية البالغة، التي نوليها لروابط المحبة والصداقة، والتبادل والتواصل بين شعبينا”، مردفا “ونسأل الله تعالى أن تعود الأمور إلى طبيعتها، ويتم فـتح الحدود بين بلدينا وشعبينا، الجارين الشقيقين”.

ويرى نور الدين أن العاهل المغربي “مثله مثل أي عقل استراتيجي يعرف أن الحروب سواء أكانت اقليمية أو دولية دائما ما تنتهي إلى مائدة المفاوضات”، وزاد: “وهذا ما دعا إليه في خطابات سابقة، ولازال يدعو إليه للحوار حول كل القضايا الخلافية دون “طابوهات ودون سقف أو شروط”، مردفا أن الملك يعرف أن “الشرعية والحق إلى جانب المغرب وأن النظام الجزائري ظالم ومعتد على شعب المغرب”.

وشدد المتخصص في العلاقات المغربية الجزائرية أن العاهل المغربي، “مطمئن لنتائج أي حوار أو مفاوضات مباشرة أو بوساطة عربية أو افريقية أو دولية، لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه”، معتبرا في المقابل أن الذي يرفض المفاوضات أو يخشى من الحوار، “إما أنه مدرك تمام الإدراك أنه على خطأ ومجانب للشرعية وللحق والقانون الدولي، وعلى يقين أنه لا يملك أي ورقة للإقناع والتفاوض”.

وتابع قائلا: إما أنه نظام أخرق يحكمه أغرار ومراهقو السياسة والحكم، يدفعون بلدهم نحو الهاوية والخراب ورهن مؤهلاتها وقدراتها ومستقبلها للقوى الأجنبية دون أي مبرر عقلاني يقبله المنطق او السياسة.وإما أنه نظام أولغارشي تحكمه مافيا تفضل مصالحها الشخصية وتضخيم حساباتها البنكية في أوروبا، على حساب مصالح شعبها ووطنها.

وسجل النظام العسكري الجزائري يمعن في رفض كل مبادرات المغرب للحوار والسلام وتنقية الأجواء منذ 2018 إلى اليوم، ويتعنت في رفض كل المبادرات العربية والوساطات الدولية، حيث أعلن عن رفضه الحوار والوساطة في تصريحات رسمية للرئيس الجزائري وفي بلاغات رسمية للخارجية الجزائرية.

وقال نور الدين إن هذا “هو  الجوهر الفرد في معنى اليد الممدودة للعاهل المغربي الذي يمثل ملكية لها امتداد زمني في الماضي والمستقبل، ولا يريد الدمار لبلده ولشعبه ولا يريد رهن سيادة وطنه لمراكز القرار الخارجية”، مستطردا “بل العكس تماما كما يقول في نقس هذا الخطاب يريد خدمة شعبه، وخدمة الشعب كما يوضح هو نفسه لا تقتصر فقط على القضايا الداخلية، وإنما أيضا تمتد الى إقامة علاقات وطيدة مع الدول الشقيقة والصديقة، وخاصة دول الجوار” .

ويرى الخبير في العلاقات الدولية أن الملك يقود مشروع نهضة اقتصادية واجتماعية ومشروع إقلاع صناعي وتكنولوجي ومشروع تحقيق السيادة المغربية في القطاعات الاستراتيجية التي تحدث مطولا عنها في خطاب العرش وفي خطابات سابقة، مؤكدا أن “المشروع النهضوي يقتضي الجدية في عدم مسايرة من يريد جرنا إلى الجحيم، أولئك الذين لا يملكون مشروعا آخر غير هدم وحدة المغرب وتمزيق أوصاله”.

وخلص الخبير بالعلاقات الدولية أحمد نور الدين إلى أنه “شتان بين من له مشروع للبناء ومن له مشروع للهدم، لذلك كله سيظل المغرب متشبثا بالدعوة إلى عين العقل والصواب، إلى المصالحة بكل جدية، دون أن يعني ذلك عدم الاستعداد بالجدية المطلوبة أيضا لكل الفرضيات كما تقتضيه الحكمة والعقل أيضا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News