سياسة

هل يستجيب حكام الجزائر لدعوة الملك محمد السادس لفتح الحدود؟

هل يستجيب حكام الجزائر لدعوة الملك محمد السادس لفتح الحدود؟

أعرب الملك محمد السادس عن تطلع المغرب إلى إقامة علاقات وطيدة مع دول الجوار، مؤكدا أن الرباط تتمتع بعلاقات مستقرة مع الجزائر وتتطلع للأفضل.

وقال في الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش، السبت، إن “عملنا على خدمة شعبنا لا يقتصر فقط على القضايا الداخلية، وإنما نحرص أيضا على إقامة علاقات وطيدة مع الدول الشقيقة والصديقة وخاصة دول الجوار” .

وأوضح الملك محمد السادس: “خلال الأشهر الأخيرة، يتساءل العديد من الناس عن العلاقات بين المغرب والجزائر، وهي علاقات مستقرة، نتطلع لأن تكون أفضل”.

وزاد: “وفي هذا الصدد، نؤكد مرة أخرى لإخواننا الجزائريين، قيادة وشعبا، أن المغرب لن يكون أبدا مصدر أي شر أو سوء، وكذا الأهمية البالغة التي نوليها لروابط المحبة والصداقة، والتبادل والتواصل بين شعبينا”.

وأردف: “نسأل الله تعالى أن تعود الأمور إلى طبيعتها، ويتم فـتح الحدود بين بلدينا وشعبينا، الجارين الشقيقين”.

ولم تصدر لحد الساعة، أي ردة فعل من حكام الجزائر حول الدعوة الملكية، بل إن جل وسائل إعلام الجارة الشرقية لم تتطرق للخطاب الملكي ومضامينه، والرسائل التي وجهها العاهل المغربي لرئاسة الجزائر وشعبها.

ويرى تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية – جامعة محمد الخامس أكدال، أنه لن يكون هناك رد فعل إيجابي من المنظومة العسكرية الجزائرية لدعوة الملك، لكن في الوقت نفسه يعتبر أن توجيه مثل هذه الدعوة “هو شهادة تاريخية تؤكد أن المغرب مستمر دائما وأبدا في اعتبار أن إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر، والذي يستمر منذ سنة 1994، هو أمر غير مقبول منطقيا ولا في مصلحة الشعبين الشقيقين معا”.

كما أن هذا النوع من الدعوة، وبحسب تصريح تاج الدين الحسيني، الخبير في العلاقات الدولية لجريدة “مدار21” الإلكترونية، تعتبر بمثابة معاينة حقيقية لكون ما يقوم به النظام الجزائري يقف ضد مصالح الشعب الجزائري نفسه، وبالتالي أصبح من غير المقبول أن تستمر هذه الوضعية على ما هي عليه.

ولفت المتحدث إلى أن العاهل المغربي سبق وأشار إلى أن المغرب والجزائر “توأم واحد وأن علاقتهما متداخلة سواء على المستوى القبلي أو العائلي أو الإنساني أو المجتمعي وعلى كل المستويات”.

كما شدد الحسيني على أن هذا التداخل بين الجارين يجعل استمرار إغلاق الحدود والقطيعة التي لا تؤدي إلا لمزيد من التدهور في أوضاع الشعبين، وعرقلة إقامة مغرب عربي كبير، “أمرا غير مقبول”.

وقال إن هذه الدعوة الملكية هي بمثابة التزام يقع على كاهل المغرب لأن قيادته تتمتع بالوعي بحقيقة المخاطر التي تشكلها الأوضاع الراهنة، مضيفا: “لذلك سواء كان الرد إيجابيا أو كان سلبيا، فعلى الأقل يكون العاهل المغربي قد أخلى مسؤوليته فيما يتعلق بهذه الوضعية التي أصبح اليوم يشار إليها بالبنان وكأنها الاستثناء الوحيد الموجود في المجتمع الدولي لمثل هذا التطرف في القطيعة وفي استمرار إغلاق الحدود”.

وأشار في سياق متصل إلى أنه حتى كوريا الشمالية والجنوبية، وهما دولتان تناصبان بعضهما العداء منذ نهاية الحرب الكورية في خميسينات القرن الماضي، ومع ذلك، هناك تعاون على الحدود وهناك معاملة مشتركة وهناك انتقال لليد العاملة وهناك مفهوم ومبدأ رابح رابح يسيطر على العلاقات بين الطرفين.

وسجل أستاذ العلاقات الدولية على أن ما تشهده العلاقات المغربية الجزائرية لحد الآن يشكل استثناء لا مثيل له في المجتمع الدولي، ويكون من واجب كل قائد دولة يريد أن يخلي مسؤوليته ويفي بالتزاماته أن يوجه هذه الدعوة ويكررها ولو كان ذلك عشرات المرات، لأن المسألة لا تتعلق بوضعية الحاكمين أو نظاميهما ولكنها تهم الشعبين الشقيقين ومصالحهما العميقة والمشتركة والتي لا يمكن أن تقبل التنازل أو التأجيل أيا كانت الظروف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News