سياسة

“التحلي بالجدية واستمرار اليد الممدودة للجزائر والإشادة بالشباب”.. باحثون يبرزون أهم رسائل خطاب العرش

“التحلي بالجدية واستمرار اليد الممدودة للجزائر والإشادة بالشباب”.. باحثون يبرزون أهم رسائل خطاب العرش

بعث الملك محمد السادس، مساء أمس السبت، في خطابه بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتربعه على عرش أسلافه المنعمين، مجموعة من الرسائل، وتناول عددا من المحاور في سياق الدينامية التي يشهدها المغرب داخليا وخارجيا، مشددّا على أن “الجدية” أساس كل نجاح.

“خطاب جامع ومانع”

في هذا الإطار، يقول عبد الله المستعين، باحث في العلوم السياسية،  إن خطاب العرشة لهذه السنة كان “جامعا ومانعا ركز على عدة عناصر أساسية التي كان ينتظرها الشعب المغربي قاطبة، وحلفاء المملكة على المستويين الإقليمي والدولي”.

ويضيف المستعين، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن الخطاب الملكي أن أولى هذه العناصر يمكن عنونته بـ”التمغربيت”؛ بمعنى أن المغرب “ليس مجتمعا فقط بالمعنى الحديث، بل يعد أيضا أمة موحدة ضاربة في الهوية وفي عمق، وهو ما يشكل عنصر قوة المملكة المغربية”، مشيرا إلى أن الملك “أكد في خطابه التشبث بالقيم والهوية الوطنية وبالشعار الخالد “الله الوطن الملك”.

ويوضح الباحث في العلوم السياسية أن الملك تطرق كذلك في خطابه إلى “المنجز الدبلوماسي من خلال تأكيد العديد من الاعترافات بمغربية الصحراء ومقترح الحكم الذاتي الذي طرحته المملكة المغربية سنة 2007”.

وجدّد “دعوته بشكل سلمي وأخلاقي يعبر عن الروح  والأخلاق المغربية العالية، التي تربينا ونشأنا عليها، الأشقاء الجزائريين حكاما وشعبا إلى إعادةيعيدو النظر في مسلماتهم وما يحيكونه تجاه المغرب على اعتبار أنه تجمعنا عدة روابط جغرافية وتاريخية وسياسة، يؤكد المستعين.

ويردف المستعين: “على الرغم من علاقاتنا الدبلوماسية مع الدولة الإسرائيلية، إلا أن المملكة المغربية وعكس ما يسوق عنها متشبثة بالقضية الفلسطينية وبعدالة قضية الشعب الفلسطيني وحقه في أرضه ودولته المستقلة”، كما جاء في خطاب الملك.

دعوة إلى “الجدية” لإنجاح جميع المشاريع التنموية

من جهته، يقول محمد أبو خصيب، وهو باحث في العلوم السياسية، إن الخطاب الملكي “جاء كسابقه واضحا في بنائه وأفكاره يتوجه مباشرة إلى جميع المؤسسات، بالإضافة إلى الشعب المغربي من أجل الجدية والعمل لإنجاح جميع المشاريع التنموية اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.

ويرى ابو خصيب، في تصريح لـ” مدار21″، أن الخطاب الملكي تضمن “العديد من الرسائل الموجهة إلى دول الجوار، إضافة إلى ما وصلت إليه القضية الوطنية اليوم، وآخرها اعتراف دولة إسرائيل بمغربية الصحراء، وخيار الحكم الذاتي الذي اختاره المغرب”.

ووجّه الملك مرة أخرى رسالة إلى الجزائر، والتي “لم تختلف، حسب الباحث ذاته، عن سابقتها”، مبرزا أنه لطالما “دعا الملك إلى اليد الممدودة، وأكد أن المغرب منفتح على الجميع ، داعيا إلى حسن الجوار”، مردفا: “يجب على البلدين أن يبنيا اقتصادا مشتركا في ظل وحدة المغرب العربي، كون التحولات العالمية أبرزت أن التكثلات هي الحل الوحيد من أجل بناء مستقبل مزدهر لجميع الأوطان”.

الإشادة بالشباب وتأكيد استمرار “اليد الممدودة” للجزائر

بدوره، قال جمال حدادي، أستاذ جامعي، الملك محمد السادس “خصّص في خطابه حيزا للحديث عن الإنجازات التي حققها المغرب والاستشرافات المستقبلية، حيث إنه ذكر بمجموعة من الإنجازات الكثيرة التي قام بها المغرب على رأسها ما حققه في المجال الرياضي وتقديم ملف الترشيح للمونديال، وصناعة سيارة مغربية، ومن ثم الإشادة بمجهودات الشباب”.

وأضاف حدادي، في تصريح للجريدة، أن الملك “أشار إلى أن هناك “أوراشا كبيرة مفتوحة، مثل ورش الحماية الاجتماعية، والهيدروجين الأخضر وأهمية الماء والإقبال على مجال الاستثمار وتشجيعه”.

وعاد الملك إلى الإشارة مرة أخرى، وفق الأستاذ الجامعي نفسه، إلى “أهمية مد اليد إلى الجزائر من أجل الصلح وطي صفحة الخلاف”، لافتا إلى أن الجزائر حكومة وشعبا “تعد صديقا وأخا للشعب المغربي”.

واسترسل في السياق عينه: “نتمنى توطيد العلاقات بين المغرب والجزائر، وأن يسمع هذا النداء، لأننا نريد أن نكون شعبا واحدا من أجل مغرب كبير ينبني على التنمية والبناء والاستقرار والأمن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News