سياسة

بعد أسابيع من تعيين سفير أنقرة.. وفد تركي يزور المغرب بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين وتدارس مشاريع اقتصادية

بعد أسابيع من تعيين سفير أنقرة.. وفد تركي يزور المغرب بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين وتدارس مشاريع اقتصادية

من المرتقب أن يزور وفد تركي، يضم رجال أعمال ومسؤولين من وزارتي الخارجية والتجارة، المملكة المغربية، الأسبوع المقبل، وذلك حسب معلومات حصلت عليها جريدة “مدار21” الإلكترونية.

وأكدت مصادر الجريدة، أن الزيارة هدفها “تعزيز العلاقات بين البلدين”، إضافة إلى تدارس مشاريع اقتصادية، حيث من المرتقب أن يزور الوفد كل من الدار البيضاء وطنجة، “ومن المحتمل مدينة جنوب المغرب”.

ووصفت الزيارة ب “البداية الجديدة في العلاقات التركية المغربية”، مشيرة في السياق ذاته أنها “كانت دائما مثينة، وهذه الزيارة خطوة أخرى نحو تعزيزها بشكل أكبر”.

وتأتي زيارة الوفد التركي، بعد أسابيع من إعلان تعيين السفير التركي الجديد بالرباط، خلفا خلفا لعمر فاروق دوغان، الذي غادر الرباط بداية شهر ماي الفارط وقبيل الانتخابات الرئاسية.

وأعلنت أنقرة، وبشكل رسمي، منتصف يونيو، تعيين مصطفى إلكر كليلتش، والذي سبق وشغل منصب القنصل العام للجمهورية التركي في دبي بالإمارات، وعمل أيضا برئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء.

وتعول أنقرة على كليش، الذي سبق له قضى في منصبه بالإمارات قرابة خمس سنوات (من 2018 إلى 2023)، وقبل ذلك شغل منصب رئيس لمكتب البروتوكول برئاسة الوزراء التركية لمدة 4 سنوات (من 2014 إلى 2018)، (تعول عليه) لتطوير العلاقات مع الرباط، و”تنفيذ الوعود والاتفاقيات السابقة”.

واشتغل أيضا سكرتيرا أول لمكتب رئيس الجمهورية السابق عبد الله غل ما بين 2008 و2010، وقبلها مستشارا سياسيا للبعثة الدائمة لأنقرة بالأمم المتحدة، ومستشارا بسفارة بلاده بإيطاليا وسكرتيرا ثانيا لدى الوفد التركي الدائم لدى الاتحاد الأوروبي.

وتم إعلان تعيين سفير تركيا بالمغرب، بعد أسبوعين تقريبا من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تشكيلته الحكومية الجديدة المؤلفة من 17 وزيرا، من بينهم هاكان فيدان، وزيرا للخارجية الجديد.

وكانت مغادرة السفير عمر فاروق دوغان، قد أثارت جدلا واسعا، خاصة أن وسائل إعلام تركية كانت قد أكدت أن إنهاء مهامه، كانت بسبب تصريحاته حول الصحراء المغربية و”غضبة جزائرية”.

وكان فاروق قد كشف منتصف نونبر أن تركيا مستعدة للوساطة بين المغرب والجزائر، مؤكدا عمق العلاقات مع الرباط ومعبرا عن رغبة بلاده في تطويرها، خاصة بمجال التعاون العسكري والاقتصادي.

وقال سفير تركيا السابق، وقتها، إن بلاده تعول على زيارة محتملة من الملك لتركيا، للارتقاء بالعلاقات بين البلدين، مؤكدا “نحن دولتان شقيقتان وحليفان وشريكان استراتيجيان، فالعلاقات بين المغرب وتركيا عميقة جدًا ومتأصلة في التاريخ”.

وأضاف :”تعود العلاقات بيينا إلى القرن السادس عشر.. لا يمكنني الحديث عنها دون ذكر معركة الملوك الثلاثة حين قاتلت القوات التركية في صفوف القوات المغربية ضد التهديد الأوروبي”.

وتحدث المسؤول التركي، في حوار مع “ماروك إبدو”، عن أهمية الموقع الاستراتيجي للمغرب بالنسبة لبلاده: “تقع تركيا في مضيق البوسفور، والمغرب في جبل طارق، وهذان موقعان استراتيجيان للغاية.. نعتبر هذا الأمر عنصرا مهما للغاية يفرض علينا أن نلتقي من أجل الارتقاء بالعلاقات الرسمية إلى نفس مستوى المشاعر بين الشعبين الشقيقين”.

وأكد دوجان أن أنقرة مستعدة لتقريب وجهات النظر بين المغرب والجزائر، “نحن نؤيد التنمية العادلة في المنطقة، ونحن مستعدون للمساعدة في عملية التقارب بين المغرب والجزائر”، ملمحا في نفس الوقت لوجود طرف ثالث يستفيد من الأزمة المفتعلة بين البلدين.

وأوضح في هذا الصدد “ما عليك سوى إلقاء نظرة على خريطة العالم بأسره ومشاكل الحدود بين البلدين كما هو الحال في إفريقيا، لمعرفة الكيانات التي تستفيد من هذا الوضع”، مؤكدا رغبة مسؤولي بلاده في أن يكونوا وسيطا ليتمكن البلدان الشقيقان من الجلوس والاتفاق والتوصل إلى حل وسط، على حد تعبيره.

ونوه الدبلوماسي التركي بسياسية اليد الممدودة المغربية، وقال: “إننا نعلق أهمية كبيرة على سياسة اليد الممدودة التي كررها جلالة الملك محمد السادس في خطاباته الأخيرة من أجل إيجاد حل لنزاع الصحراء، ونحن ننتظر أن تستجيب الدولة المجاورة لنداءات العاهل المغربي”.

وبخصوص التعاون في الصناعة العسكرية، قال دوجان، إن الأمر لا يتوقف عند تسليم “طائرات بدون طيار” للمغرب، مبرزا أن إسطنبول ستستضيف معرضاً دفاعياً كبيراً “وأنا متأكد من أن المغرب سيشارك فيه للتباحث مع شركائه”.

وأضاف: التعاون العسكري بين بلدينا سيعمل على استقرار المنطقة وتشجيع تنميتها. لهذا أنا على ثقة تامة من أن علاقاتنا في المجال العسكري ستتطور بشكل كبير، كما أننا مستعدون للقيام باستثمارات مشتركة تضمن الأمن والازدهار”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News