الاستخبارات الأمريكية تكشف تقريرا سريا حول منشإ كورونا وحمضي لـ”مدار21″: نظرية المؤامرة مستبعدة
أفاد تقرير عن مكتب الاستخبارات الأمريكية، أن أصل فيروس كوفيد 19 ما يزال مجهولا، إذ شدد على عدم وجود دليل قاطع لحدود الآن حول ما إذا كان مصدر الفيروس يتعلق بـ “حادثة بمختبر ووهان بالصين” أو بـ “حيوان مصاب”.
علاوة على ذلك، أشار التقرير، صادر أول أمس الجمعة، إلى عدم وجود ما يكفي من المعلومات والأدلة بما يؤكد آخر ما يروج من أخبار تؤكد أن “ثلاثة علماء بمختبر ووهان كانوا من أوائل المصابين بكوفيد 19 وربما كانوا هم من صنعوا الفيروس”.
وكشف التقرير عن وجود انقسام بين وكالات الاستخبارات الأمريكية حول المنشأ الأول للفيروس، إذ أوضح أن كلا من وزارة الطاقة ومكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي”، يريان أن منشأ الفيروس مرتبط بحادث “تسريب الفيروس من مختبر ووهان”، في وقت يتوقع فيه مجلس الاستخبارات الوطني وأربع وكالات استخباراتية؛ لم يذكر التقرير اسمها، أن “حيوانا مصابا” كان هو السبب في انتشار الفيروس.
كما ذكر المكتب أن جميع وكالات الاستخبارات، أكدت أن الفيروس، أيا يكن مصدره، “لم يتم تصنيعه كسلاح بيولوجي ولم يتم هندسته وراثيا”، مبرزا أن أغلبية المجتمع العلمي ترى أن فرضية انتشار فيروس كوفيد 19 عن طريق حيوان بري هي “الأقوى”.
في علاقة مع الموضوع، قال الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، في تصريح لجريدة “مدار 21″، إنه بالنسبة لأصل فيروس كوفيد 19، كانت هناك ثلاث نظريات كبرى مطروحة.
وأوضح الباحث أن النظرية الأولى وهي أقرب للمؤامرة تتعلق بكون كوفيد 19 يتمثل في “فيروس كورونا تم تعديل جيناته وراثيا داخل المختبر، وتم تسريبه بفعل فاعل” وهي نظرية مؤامرة تبناها الكثيرون، بمن فيهم أشخاص كانوا يقدمون أنفسهم بصفتهم “خبراء في المجال”.
أما النظرية الثانية تقول إن فيروس كوفيد 19 هو “فيروس طبيعي كانت تتم دراسته داخل المختبر، ودراسة الفيروسات أمر يجري به العمل في عدد من المختبرات حيث يتم اتخاذ احتياطات وإجراءات احترازية صارمة جدا للحيلولة دون تسرب الفيروسات، بيد أن ما حصل هنا أن كوفيد 19 تسرب عن طريق الخطأ بسبب تقصير في اتخاذ الاحتياطات اللازمة من طرف العاملين بالمختبر”.
ورجح الباحث أن تكون النظرية الثالثة المتعلقة بتسرب فيروس كوفيد 19 عن طريق “حيوان ما” هي الأكثر احتمالا، شأنه شأن عدد من الفيروسات، إذ تقول النظرية إن الفيروس تسرب انطلاقا من سوق ووهان “الذي يقع قريبا من المختبر، حيث هناك احتمال أن أحد الحيوانات المعروضة للبيع كانت حاملة للفيروس لينتقل فيما بعد للإنسان”.
علاوة على ذلك، أكد المتحدث أن العلماء والخبراء درسوا الفيروس منذ بدايات ظهوره سنة 2020 وتوصلوا إلى أنه لم يخضع لأي تغيير جيني، وهو ما يدحض وينهي نظرية “المؤامرة” المتعلقة بتعديل الفيروس وتسريبه، وبذلك تبقى هناك نظريتان أساسيتان هما نظرية تسرب الفيروس عن طريق الخطأ من مختبر “ووهان”، ونظرية التطور الطبيعي للفيروس عن طريق حيوان مصاب.
وأشار الطيب حمضي إلى أن احتمال انتشار الفيروس وتطوره بشكل طبيعي من الحيوان إلى الإنسان يبقى الاحتمال الأرجح والأكبر، بيد أنه لا يمكن الجزم بصحته بنسبة مئة في المئة، لأن احتمال تسرب الفيروس عن طريق الخطأ من مختبر ووهان يبقى قائما ولو أنه ضعيف، وتظل قيمته العلمية والتنظيمية كبيرة جدا لأنه في حال ما إذا ثبتت صحته سيكون له وقع وتأثير كبير على مستوى القوانين والإجراءات المنظمة للمختبرات في العالم بأكمله.
على صعيد آخر، أكد الباحث أن عدد الحالات المؤكدة لفيروس “كوفيد 19” في آخر أسبوع بالمغرب بلغ 47 حالة، بينما عدد الحالات النشيطة بلغ 54 حالة، فيما لم تسجل أي حالة وفاة، إضافة إلى عدم وجود حالات خطيرة في أقسام الإنعاش، كما بلغ عدد التحاليل التي تم إجراؤها 773، وذلك وفقا لتقرير وزارة الصحة.
وأشار المتحدث إلى أنه لا يجب الاعتماد على هذه الأرقام في التقييم الشامل للحالة الوبائية بالمغرب، ذلك أن الأشخاص لم يعودوا يذهبون لإجراء تحاليل كوفيد 19 كما هو سابقا، متابعا أن هناك، مع ذلك، مؤشرا إيجابيا يتعلق بانخفاض موجة كوفيد 19 بالمغرب، ويتعلق بـ”معدل إيجابية التحاليل”، إذ أكد أن نسبته بلغت 6.1 في المئة هذا الأسبوع في وقت كانت تبلغ 20 في المئة في شهر أبريل، ما يبشر بانتهاء موجة كوفيد 19 شيئا فشيئا.
وكشف الدكتور أن الأغلبية الساحقة من المغاربة يمتلكون مناعة مكتسبة عن طريق اللقاح وأخرى مكتسبة عن طريق المرض، وهو ما يدعو للاطمئنان، مشيرا إلى أن عليهم الأخذ بالاحتياطات اللازمة مع ذلك لكي لا يكونوا سببا في نقل الوباء، كما أوضح أن الأشخاص كبار السن، إضافة إلى المصابين بأمراض مزمنة وخطيرة والذين لا يملكون مناعة كافية، زيادة على من لم يتلقوا اللقاح يجب أن يلتزموا كذلك بالإجراءات الوقائية الضرورية.
