سياسة

بلوان: المغرب كان أولى بقطع العلاقات والقرار يفضح تناقض النظام الجزائري

بلوان: المغرب كان أولى بقطع العلاقات والقرار يفضح تناقض النظام الجزائري

على غرار الدبلوماسية المغربية، لم يستغرب المحلل السياسي، والباحث في العلاقات الدولية حسن بلوان، بدوره القرار “الأحادي” الجانب الذي اتخذته الجزائر بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، معتبرا أن هذا القرار الذي تلاه وزير خارجية الجمهورية، أمس الثلاثاء والمستند على اتهامات “واهية” ما هو إلا “تنفيذ” لسيرورة تهديدات سابقة تكشف “حجم التناقضات الداخلية التي يعيشها الجار الشرقي للمملكة”.

ويرى بلوان في تصريحه لـ ” مدار21″، أنه كان متوقعا أن تبادر الجزائر إلى تنفيذ ” تهديداتها اتجاه المغرب بإعلان قطع العلاقات الدبلوماسية معه مرتكزة على اسباب واهية واتهامات باطلة لا يمكن أن تقنع احدا لا داخل الجزائر ولا خارجها” مضيفا: ” لكن طريقة الاعلان عن القرار ومضامينه وتوقيته كلها مؤشرات توحي بان تناقضات خطيرة داخل مربع الحكم واجنحته في الجزائر كانت وراء هذا القرار المجاني البعيد عن الصواب.”

وتابع بلوان: “ان تختار الجزائر مواقفها الدولية وتدبير سياستها الخارجية كما تشاء فهذا حقها الطبيعي الذي تكفله كل المواثيق والقوانين الدولية، لكن أن يكون ذلك على حساب دول الحوار وخاصة المغرب، وكيل الاتهامات الباطلة والادعاءات الكاذبة ضده فهذا يطرح أكثر من علامة استفهام حول النوايا الحقيقية لحكام الجزائر والماسكون بزمام السلطة فيها”.

ويعتبر المحلل السياسي، في حديثه أن المغرب كان أولى بالمبادرة إلى قطع العلاقات فهو الذي “يستهدف في وحدته الترابية انطلاقا من الجزائر التي خصصت للمجموعات الانفصالية الارهابية قاعدة على اراضيها وتمولها بالمال وتسلحها بالسلاح وتصرف عليها ملايير الدينارات دبلوماسيا، لكن المغرب يحافظ دائما على مبادئه القائمة على حسن الجوار والتعاون البناء، ومد يد الحوار وتطبيع العلاقات في مناسبات عديدة كان ٱخرها في خطاب العرش اواخر يوليوز الماضي”.

بلوان، شدد على أن اعلان الجزائر قطع علاقاتها مع المملكة المغربية ” لن يغير في الواقع شيئا الا المزيد من الخسائر الاقتصادية التي تستنزف البلدين، لان النظام الجزائري الجديد/القديم منذ سنتين وهو يغلق جميع ابواب التعاون بين البلدين، ويرفض جميع مبادرات حسن النية التي تأتي من المغرب، بل زاد في اتهاماته الباطلة والسريالية بمسؤولية المملكة عن الحرائق ودعم حركتي الماك ورشاد دون ادلة علمية او منطقية”.

وأردف الباحث المتخصص في العلاقات الدولية ” إنه وبلا شك الجزائر تعيش تناقضات داخلية مصيرية تزداد معها الهوة بين الشعب الجزائري والنظام الحاكم، مما دفع بالاخير الى البحث عن شماعة ليعلق فيها الفشل الذريع في سياساته الداخلية والخارجية، وما الهجمات الإعلامية المنسقة ضد المملكلة المغربية الاخيرة الا مقدمات لهذا القرار الاخير بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب”.

اذن لا اعتقد أن تكون لهذه الخطوة اثارا مباشرة على العلاقات بين البلدين لأنها متوترة فعلا، والسفير الجزائري غادر المغرب منذ مدة، لكن مهمة وخدمات القناصل في البلدين ستبقى عادية وروتينية خدمة لجاليات البلدين.

لكن في المقابل ستزداد حدة التنافس والصراع بين البلدين في المحافل الدولية والاقليمية، بدلا من تنسيق الجهود بين البلدين لمواجهة التحديات الامنية والاقتصادية والصحية المشتركة، فالصراع لا يخدم الا القوى الاقليمية الاخرى التي تستفيد من ابدية النزاع بين الاشقاء المغاربة والجزائريين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News