سياسة

الأصالة والمعاصرة متفائل بـ”إصلاحات ميراوي” ويدعو لتجاوز أعطاب الجامعة المغربية

الأصالة والمعاصرة متفائل بـ”إصلاحات ميراوي” ويدعو لتجاوز أعطاب الجامعة المغربية

دافع فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب عن الإصلاحات التي يقودها وزير التعليم العالي والبحث العلمي و الابتكار عبد اللطيف ميراوي، مشيدا بالعمل الدؤوب الذي تقوم به الحكومة، وبالتعاطي الجاد والمسؤول للوزير المكلف بالقطاع مع كل القضايا التي تهم قطاع التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

وقال أحمد التويزي رئيس فريق “البام” بمجلس النواب، ضمن الجلسة الشهرية لمساءلة رئيس الحكومة عزيز أخنوش، حول استراتجية الحكومة لإصلاح التعليم العالي، إن فريقه يثمن مخرجات الحوار الاجتماعي الذي قامت به الحكومة مع النقابة الوطنية للتعليم العالي، خاصة أن هيئة التدريس هي حجر الأساس في قطاع التعليم العالي.

وأبرز التويزي التزام الحكومة بالعمل على إصلاح القانون المنظم للتعليم العالي في أقرب الآجال الممكنة لتعزيز آليات الحكامة في القطاع، وتحفيز الأساتذة الباحثين وتثمين مجهوداتهم عبر وضع نظام جديد خاص بهيئة الأساتذة الباحثين يكرس الاستحقاق الكفاءة، ويكفل تحسين وضعيتهم المادية خاصة من خلال مراجعة نظام التعويضات.

وقال رئيس فريق الأصالة والمعاصرة إن فريقه النيابي، متفائل بمشروع الإصلاح البيداغوجي المتعلق بتسريع تحول منظومة التعليم العالي، الذي سيشمل مجموعة من الإصلاحات تسعى إلى تجويد قطاع التعليم العالي، وإحداث مسالك جديدة تستجيب لحاجيات القطاعات الوطنية والإنتاجية والمجالات الترابية.

وسجل أن وزارة التعليم العالي أطلقت منذ بداية هذه الولاية، العديد من الإجراءات القوية في هذا الاتجاه، لبلورة جيل جديد من الإصلاحات، من أجل منظومة للتعليم العالي قادرة على الاستجابة لمتطلبات التنمية ومواكبة التحولات المتسارعة في عدة مجالات.

وأوضح التويزي أن من بين هذه الإصلاحات، توسيع وتحسين الولوج والدراسة بالتعليم العالي من خلال تطوير العرض البيداغوجي وتعزيز البنية التحتية للجامعات، وتوسيع الاستفادة من المنح الجماعية من خلال الرفع من الميزانية المخصصة للمنح لتنتقل من 1831 مليون درهم إلى 2031 مليون درهم، وتعزيز الطاقة الإيوائية للأحياء الجامعية والمطاعم.

وأشار البرلماني ذاته إلى تعزيز الخدمات الصحية المقدمة للطلبة، حيث ارتفع عدد المستفيدين من نظام التأمين الصحي الإجباري الأساسي عن المرض الخاص بالطلبة ليصل إلى ما يفوق 337 ألف طالبا مؤمنا، إضافة إعطاء الأولوية لتجويد آليات التوجيه والإرشاد الجامعي نظرا لأهميتها في تجويد المسار الطلابي والرفع من أدائه.

ولفت إلى إصلاح سلك الدكتوراه، من خلال تكوين جيل جديد من الدكاترة وفق معايير الجودة والتميز، وذلك عبر مراجعة الضوابط العلمية الوطنية لسلك الدكتوراه لتجويد هذه المنظومة، مسجلا أن هذه الإجراءات ستساهم في تجويد منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وستؤسس لمرحلة جديدة تجعل من التعليم العالي رهانا استراتيجيا في مسلسل التنمية.

ويرى فريق الأصالة والمعاصرة أن الإصلاحات والمنجزات التي قامت بها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لتجويد وتطوير هذا القطاع، هي تأكيد لعزم الحكومة على جعل ورش إصلاح منظومة التعليم العالي ضمن أولوياتها، رغم صعوبة التحدي وما يطرحه من تعقيدات وإشكاليات هيكلية ظلت مغيبة من اهتمامات السياسات العمومية للحكومات السابقة، ولم تحظى بالأولوية اللازمة.

في المقابل، قال التويزي إن الجامعة ظلت لعقود آلة لتفريخ آلاف الطلبة بشواهد لا تمكنهم من الولوج إلى سوق الشغل ولا يملكون الكفايات اللازمة لذلك، ولا يتقنون اللغات لاسيما الإنجليزية والفرنسية وضعف التعامل مع الوسائط التكنولوجية الحديثة، منتقدا في السياق ذاته عدم ربط التعليم الجامعي بمحيطه الاقتصادي والاجتماعي وعدم توجه الطلبة إلى التخصصات التي يحتاجها سوق الشغل، والتركيز على تخصصات مرتبطة بالعلوم الإنسانية.

وشدد المصدر ذاته على أن الواقع المقلق الذي يعاني منه التعليم العالي يحتاج، إلى جانب الإرادة والشجاعة في تحمل المسؤولية، إلى تعبئة مالية وبشرية كبيرة لتجاوز هذه الإشكاليات الهيكلية والتغلب عليها، ومنها توسيع الطاقة الاستيعابية للتخفيف من الاكتظاظ بالجامعات ذات الاستقطاب المفتوح الذي يؤثر سلبا على تكوين الطلبة.

ودعا “البام” إلى مواكبة تطور أعداد الأساتذة الجامعيين والأطر الإدارية للتطور السريع للطلبة، لتجاوز ضعف التأطير البيداغوجي والإداري، ومعالجة إشكالية بطء مسطرة معادلة الشهادات الأجنبية التي تؤرق الطلبة وأسرهم وتتسبب في معاناتهم، مشددا على ضرورة إعادة النظر في وحدات الماستر المعتمدة وتقييمها وإضافة اعتمادات جديدة تواكب المستجدات التي تعرفها المملكة.

وحث الفريق النيابي ذاته على ربط التعليم بحاجات السوق المحلية ومتطلبات التنمية، وتوجيه الطلبة نحو التخصصات التي يحتاجها سوق العمل، والتركيز على التخصصات العلمية والتقنية، مشيرا إلى أن الأسواق تعاني من فائض كبير من خريجي الدراسات الإنسانية والأدبية مقابل نقص حاد بعدد خريجي الدراسات الهندسية والتقنية والطبية وبعض التخصصات العلمية الأخرى.

وسجل فريق الأصالة والمعاصرة أن له الثقة الكاملة في أن هذه الحكومة ستعمل على القطع مع كل ما كان يشكل عائقا في وجه تقوية هذا القطاع وتعزيز أدواره، وجعله قاطرة للتنمية المستدامة، وتمكينه من القيام بأدواره كاملة لتنمية الرأسمال البشري وتوفير موارد بشرية متمكنة ومؤهلة، وجعل الجامعة المغربية في صدارة التصنيفات الوطنية والدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News