تربية وتعليم

يقدم بعضها “وصفات” جاهزة للنجاح.. هل عرّى امتحان البكالوريا حقيقة مراكز الدعم؟

يقدم بعضها “وصفات” جاهزة للنجاح.. هل عرّى امتحان البكالوريا حقيقة مراكز الدعم؟

اتفق عدد من المتتبعين من الأساتذة وأرباب الأسر أن مواضيع امتحانات البكالوريا لهذه السنة، خاصىة المسالك العلمية، جاءت مختلفة عن المواضيع المعتادة خلال الاستحقاقات الفارطة، مؤكدين أن هذه المواضيع أكدت عدم جدوى “وصفات النجاح” التي تقدمها بعض مراكز الدعم، خاصة تلك التي تنتعش مع اقتراب الامتحانات الإشهادية، خارج مراقبة الوزارة.

وخلفت بعض الأسئلة، لا سيما في مواد الفيزياء والرياضيات، صدمة في أوساط المترشحات والمترشحين لاجتياز امتحان شهادة البكالوريا لهذه السنة، ذلك أنها “غير مسبوقة”، مما جعل كثيرون يوجهون انتقادات لمراكز الدعم، التي تعتمد طرق تلقين غير دقيقة وسطحية تمرن التلاميذ على التعامل مع حالات معينة دون أن تمكنهم من آليات التحليل والنقد للتعامل مع شتى الوضعيات.

وتساءل البعض عن جدوى هذه المراكز، خاصة تلك التي اشتهرت في الآونة الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة بعض النماذج التي تعتمد طرقا غير تربوية في تلقين التلاميذ، متخذة من دروس الدعم وسيلة ربحية، دون إعادة الانتباة لخصوصية العملية التعليمية.

في هذا السياق، يؤكد الباحث والكاتب المغربي يحيى اليحياوي، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن مراكز الدعم “مقاولات ربحية وامتداد للتعليم الخاص الذي ابتلينا به في هذا البلد، وللقطاع الخاص الذي يستغل مرحلة الامتحانات لتقديم الدروس، بينما الأصل في العملية أنها بيع وشراء لا أقل ولا أكثر”.

وأشار أستاذ التعليم العالي نفسه أن البرامج الدراسية الموضوعة من طرف وزارة التربية الوطنية “من أحسن البرامج الموضوعة لكن العطب يوجد في صعوبتها بالنسبة لتلاميذ أولى بكالوريا وثانية بكالوريا، ذلك أن التلاميذ لا يتمكنون من ضبط الدروس وفهمها، ويتطلب الأمر أن تخصص العائلة بالضرورة دروس الدعم، سواء من خلال إشراف الأب أو الأم عليها شخصيا، أو من خلال تأدية واجب التسجيل بمدارس الدعم”.

وأضاف أنه بالنسبة لمراكز الدعم على وزارة التربية الوطنية القيام بتحقيق “لتحديد نقاط القوة ونقاط الضعف لهذه المراكز الموجودة والتي تنتشر مع اقتراب الامتحانات”، مضيفا أن تجربته الشخصية مع تلقي ابنه لدروس الدعم أثبتت أن أربعة أشهر من الدعم لم تعطِ أكلها، ما يعني أن الدعم من طرف الوالدين أصبح ضرورة ملحة.

وتابع أن بعض “هذه المراكز تقوم بواجبها مع التلاميذ، لكن عملية الدعم انطلاقا من الوقت المخصص لها يمكن أن تسفر عن نتائج كما يمكن أن لا تكون لها نتيجة”.

وأَضاف أن مشكلة المنهجية “كارثة حقيقية” ذلك أن طلبة باحثين في سلك الدكتوراه وسلك الماستر، موضحا أن التربية على المنهج غائبة، في حين أن الأمر يتطلب عمل دقيق لتعليم التلميذ تقنيات الكتابة والتحليل.

وبخصوص طريقة تلقين دروس الدعم من طرف بعض المراكز والتي تركز على تقديم وصفة النجاح الجاهزة، أبرز اليحياوي أنه ليس المشكل أن تعمل المراكز بهذه الطريقة وأن تعطي للتلاميذ طريقة التعامل مع الامتحان شريطة أن يكون التلميذ قد تلقى تكوينا متماسكا طيلة السنة، لكن الواقع ليس ما سبق ذلك أن التلميذ يكون ضعيفا بينما طريقة الدعم ترسخ هذا الأمر وليس العكس، ما يجعل التلميذ يصدم خلال الامتحان.

وأشار اليحياوي إلى أن التلميذ من الضروري أن يكون لديه التراكم الكافي الذي يتلقاه بالمؤسسة التربوية طيلة السنة، ذلك أن تقنيات واحدة لا تكفي، مقدما نموذج مادة الفلسفة، إذ إن ملقن دروس الدعم لا يريد أن يصنع فيلسوفا بل يلقن فئة تريد سلعة معينة تحتاجها يوم الامتحان فقط.

وتابع أن المتوجهين إلى دروس الدعم يطلبون “وصفة” للنجاح من خلال إضافة العناصر إلى بعضها ومزجها من أجل الحصول على طبق معين، إذ يركز مركز الدعم على وصفة اجتياز الامتحان فقط، مضيفا أن التلميذ إذ تلقى تكوينا جيدا ستكون له القدرة على التعامل مع النصوص والأسئلة مهما تغيرت، لكن إذ اعتمد على أسلوب معين قائم على التلقين فستكون نتيجته صدمة خلال يوم الامتحان.

وفي هذا السياق، قدم اليحياوي مثالا عمن يمتلكون أدوات ومستلزمات البناء لكنه لا يستطيع أن يقوم بالعملية لأنه يفتقر إلى المعرفة والمهارات، مضيفا “إذا لم يكن لدى التلميذ التراكم المعرفي الكافي والمهارات الضرورية للاستفادة منها فستكون النتيجة أنه يتيه يوم الإمتحان”.

تعليقات الزوار ( 3 )

  1. حل المشكل يبدأ بالتكوين الصحيح للأساتذة والمراقبين التربويين مع تحيين البرامج وتكييفها مع عصر الرقمنة، ثم تفعيل دور المراقبة التربوية في تطوير أداء ومهارات والأساليب الديداكتيكية للأستاذ من خلال التكوين المستمر الفعال والدروس النموذجية والتحفيزات المادية والمعنوية و….، بالإضافة إلى تطوير أساليب التوجيه المدرسي الموسمي إلى توجيه فعال يساعد التلميذ ويرفع من وعيه وقدرته على الاختيار الصحيح واتخاذ قرارات واقعية تنسجم مع قيمه وقدراته وطموحاته وإمكانياته.

  2. ان تناسل دروس الدعم قد أضعف العملية التعليمية الرسمية، وأجج من ظاهرة الغياب واللامبالاة داخل فصول الدراسة ،ظنا أن الوجبات السريعة ستبني معرفة ترتكز على أسلوب علمي في استرداد المعارف و الاستدلال العلمي.
    شهادة البكالويا هي تحصيل حاصل لتراكم سنوات من البناء والتكوين.
    فشكرا وتحية تقدير للساهرين على اقتراح هذه المواضيع الجريئة ولا إنصات للفاشلين و الانتهازيين الجاهلين بمقومات المهنة.

  3. مراكز الدعم و أساتذة الساعات الإضافية و مؤسسات التعليم الخصوصي المتسيبة سبب ما نحمده حيث بيع الوهم و عدم ترك المتعلمين ليعتمدوا على أنفسهم. هذه مهزلة كبيرة سنبقى نعيشها كل سنة. أما الامتحانات فهي في المتداول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News