ثقافة

كيليطو: لا أحب الترجمة ولا أصلح لها ولا أحد طلب مني السرد بالعربية

كيليطو: لا أحب الترجمة ولا أصلح لها ولا أحد طلب مني السرد بالعربية

خلال تناول موضوع الترجمة الذاتية أو عندما يترجم المؤلف نفسه، اتخذ الكاتب والروائي والناقد المغربي عبد الفتاح كيليطو موقفا ذاتيا من الترجمة مؤكدا أنه لا يحبها ولا يصلح لها، موضحا بالمقابل أسباب كتابة أغلب نصوصه السردية بالفرنسية لكون لا أحد طلب منه كتابتها بالعربية على عكس وجود هذا المطلب بالضفة الأخرى.

وتنطلق الترجمة الذاتية، التي جرى مناقشة موضوعها برواق وزارة الثقافة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، الأحد 04 يونيو، من فكرة الاستغناء عن التوسطات بين النص وصاحبه، لجعل النصوص أقرب إلى الأصل، إذ تروم هذه الفكرة استبعاد المترجم الدخيل، لتصبح الترجمة من صاحب المؤلف كأنها كتابة أولى، تغذو معها النسخة المترجمة طبقا لأصلها لكون المؤلف هو الأقرب إلى نصه والمدرك لمعانيه.

وتوقف كيليطو عند عبارة الترجمة كإعادة نظر ليس فقط الترجمة الذاتية بل الترجمة بصفة عامة، مقدما أمثلة عن الترجمات التي أصدرها لنفسه من وإلى اللغتين الفرنسية والعربية.

“ماذا يحدث عندما ننتقل من لغة إلى أخرى؟”، يجيب كيليطو عن هذا السؤال باستحضار مثال روايته “والله إن هذه لحكايتي” التي صدرت باللغة العربية تحت هذا العنوان، في حين عنوانها الفرنسي “PAR DIEU, cette histoire est mon histoire”، مؤكدا أنه يتردد حينما يسأل عن أصل النسخة هل هو بالعربية أم الفرنسة.

وحول نفس العنوان، يقول كيليطو إن عبارة “par dieu” لا تستعمل أبدا من طرف الفرنسيين، ذلك أن الكنيسة منعت استخدام القسم لأن أغلب من يستعملونه تبين لها أنهم كذابون، متسائلا عن الفرق بين العنوان بالعربية وبالفرنسية، مضيفا أن هذه الحيرة حيرة أخرى لمترجمة الرواية إلى الإسبانية التي لم تجد مرادفا ملائما لعبارة “والله” واقترحت على الكاتب عبارة “qué diablo”.

هل يحب كيليطو أن يترجم، يرد بعبارة جازمة “على الاطلاق لا أحب الترجمة.. وإذا اقتضى الأمر أفضل أن أترجم من الفرنسية إلى العربية ولا أحب على الإطلاق الترجمة من العربية إلى الفرنسية”.

وفي هذا السياق، يورد الناقد المغربي مثال أطروحته التي كانت الاستشهادات بها قليلة لأنه استغنى عن ترجمة استشهادات من المقامات، مضيفا أن فكرة أطروحة عن المقامات كانت “جنونية” بسبب غياب ترجمات لمقامات الهمداني والحريري ورسالة التوابع والزوابع وغيرها من الترجمات.

ويؤكد كيليطو “أحتال حتى لا أُلزم بالترجمة، ولا أحب أن أترجم ولا أصلح للترجمة، خاصة في الترجمة الفورية التي قد أفقد فيها كل شيء”.

ويتساءل كيليطو لماذا أغلب نصوصه السردية كتبت بالفرنسية، مجيبا “لأن لا أحد طلب مني كتابة نصا سردي أو روائي بالعربية، بينما في الجانب الآخر طُلب مني ذلك، وكذلك لأن كثيرين أرادو مني أن اكتفي بالنقد فقط”.

ويضيف أن من الأمور التي ساهمت في هذا كونه درس لـ40 سنة بالفرنسية ولهذا بقي بعيدا عن العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News