ثقافة

معرض الرباط يقاوم “تغوّل” التكنولوجيا لإحياء علاقة “فاترة” للأطفال مع الكتاب

معرض الرباط يقاوم “تغوّل” التكنولوجيا لإحياء علاقة “فاترة” للأطفال مع الكتاب

لفت حضور الأطفال بالمعرض الدولي للنشر والكتاب الأنظار، حيث خصص منظمو هذا الأخير، على غرار الدورات السابقة، جناحا لهذه الفئة قصد تربيتها على ثقافة القراءة، وتشجيعها على نسج علاقة مع الكتاب منذ الصغر.

فرصة لتقريب الطفل من الكتاب

سكينة، واحدة من الأمهات اللواتي حرصن على اصطحاب أبنائها إلى معرض الكتاب، إذ تقول في هذا الإطار: “نحن في عصر التكنولوجيا، إذ لم يعد الكتاب مؤنسا للأطفال الصغار، مثل جيلنا السابق”، مضيفة في تصريح لجريدة “مدار21” أن المعرض يشكل فرصة لتقريب ابنيها من الكتاب وتحبيبهما فيه، وتحفيزهما على القراءة والابتعاد عن الآلات التكنولوجية، والتعرف على قيمة الكتاب.

الأمر ذاته يؤكده أحد الآباء، الذي صرح للجريدة بأنه يحاول استثمار المعرض بالرباط لتقريب أطفاله من الكتاب وتشجيعهم على القراءة، لاسيما في هذا العصر الذي غزت فيه الهواتف والأنترنت حياتهم وأبعدتهم عن الكتاب، مردفا: “صبرهم أصبح ضيقا لقراءة الكتاب يعتمدون على الجاهز”.

من جانبه، أشار الطفل إبراهيم للجريدة إلى أنه يشعر بالمتعة في قراءة الكتب خلال يومياته، وأبرز أنه يفضل الكتب أكثر من الوسائل التكنولوجية، ومنها “الميتافيزيقية”، والتي تتطرق إلى للقضايا البوليسية، وزاد بالقول: “الكتاب يؤدي دورا مهما في تنشيط ذاكرة الأطفال، وهو مصدر للحصول على معلومات”.

لقاء كتاب أدب الطفل

ويشكل معرض الكتاب أيضا فرصة للقاء كتاب أدب الطفل بهذه الفئة، إذ حضر عدد منهم من دول مختلفة. وفي هذا السياق، قال طارق البكري، كاتب قصص أطفال لبناني، في تصريح لجريدة “مدار21″، إنه يكتب منذ أزيد من 20 سنة في مجال أدب الطفل، ولديه حوالي 500 قصة بين القصص القصيرة والروايات منشورة في عدد من الدول.

ولفت البكري إلى أن المغرب أكثر دولة في العالم العربي تستقبل إصدراته، مضيفا أن هناك عشرات من المدارس في أنحاء المملكة التي تهتم بالقراءة والروايات الخاصة بالناشئة وقامت بإدراج قصصه ورواياته في المدارس الرسمية والحكومية.

وتابع الكاتب ذاته: “ثمة كذلك عدد كبير من الأطفال الذين يتواصلون معي من المغرب، وأجرينا العديد من اللقاءات عبر الوسائط التقنية المختلفة، التي تسهل علينا التواصل، وأطفال المغرب هم الأكثر متابعة لي ولأعمالي”.

وأوضح البكري، في تصريحه للجريدة، أنه يحاول أن تكون قصصه من منبت عربي وفق فكر ومنهج عربيين، ويضمن في كثير منها ما يراه في الواقع، ويكون قريبا من الخيال الذي يتلاءم مع الطفل.

واسترسل قائلا: “في ما يخص الجانب المغربي، قمت بكتابة قصة حول زيارتي إلى المغرب وضمنتها عددا من الصور للمدارس التي قمت بزيارتها وبعض الأمثال والأناشيد والأغاني المغربية التراثية”.

ووجه الكاتب اللبناني رسالة إلى الأطفال مفادها: “الكتاب مفتاح الحياة كلما قرأنا أكثر كلما تعلمنا أكثر”، مؤكدا أن هذا المعرض قد يكون فرصة لأن يحضر الآباء مع أبنائهم للحصول على الكتب والاطلاع على ما في المعرض من جماليات ثقافية متنوعة التي تشجع الأطفال على القراءة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News