اقتصاد

الطرق السيارة بالمغرب.. خدمات رديئة وأسعار ملتهبة وأشغال بلا نهاية ومطالب لبنعزوز بتقديم الحساب

الطرق السيارة بالمغرب.. خدمات رديئة وأسعار ملتهبة وأشغال بلا نهاية ومطالب لبنعزوز بتقديم الحساب

عكس الغرض من إحداثها، المتجلي في ضمان راحة المواطنين والسهر على أريحية التنقل بين المدن، من خلال الإشراف على الطرق السيارة وصيانتها وتوفير خدمت تليق بالمغاربة، إلا أن أول انطباع عن الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب وسط المواطنين هو أنها لا تقدم الإضافات المرجوة.

“خدمات رديئة مقابل أسعار ملتهبة”. هكذا يلخص مرتفقون للطرق السيارة قصتهم مع الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، التي يقودها أنوار بنعزوز منذ يناير 2014، دون تقديم الحساب، ودون التحلي بجرأة تسليم المفاتيح لمن يستطيع تجاوز أوجه القصور التي أصبحت معروفة في عمل الشركة، وباتت تُغضب حتى عمالها الذين يدخلون في احتجاجات مستمرة.

وعلى الرغم من بعض نقط الضوء القليلة التي يسجلها مستجوبون من طرف جريدة “مدار21” في عمل الشركة، إلا أن نقط الظلام الكثيرة، تجعل خدمات الشركة تستوجب مساءلة مديرها أنوار بنعزوز لتقديم الحساب، وأيضا وزير التجهيز والماء نزار بركة لتقديم حصيلة وزارته بالطرق السيارة.

كثيرة هي المؤاخذات التي يقدمها المواطنون حول عمل شركة الطرق السيارة بالمغرب، إلا أن استجابة هذه الأخيرة تظل دون المستوى المطلوب، ما جعل أحد المتدخلين يؤكد أنها شركة “لا يهمها سوى الأرباح”، مما يدعو إلى ضرورة التدخل قصد إنقذ ما تبقى من سمعة الطرق السيارة بالمغرب، لاسيما وأن شبكتها المقدرة بـ1800 كلم تعد من النقاط الإيجابية التي يراهن عليها المغرب، شريطة أن يتم إخضاعها للصيانة اللازمة.

أشغال لا تتوقف

وأفاد التدريني يوسف، عضو المكتب التنفيذي للشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن “المغرب قطع شوطا كبيرا في الطرق السيارة، ما أسهم في تقريب مجموعة من المدن سواء من الناحية الاقتصادية، الأمر الذي عزز نشاط الشركات، ووفر الخدمة للمواطنين، وأفاد بشكل كبير في ربح الوقت، الأمر الذي يعني أن المغرب يخطو في الاتجاه الصحيح، غير أنه ما تزال الكثير من الأمور تنقصنا في ما يتصل بالطرق السيارة ببلادنا”.

ويلاحظ التدريني “كثرة الأشغال بمجموعة من المقاطع الطرقية، فمثلا تلك الموجودة بالطريق السيار بين الرباط ومراكش، إذ يضطر السائقون إلى نقص السرعة لتجاوز العديد من المقاطع الطرقية، الأمر الذي يضيع وقت المرتفقين، وهذا يدعو إلى إيجاد صيغة لتسريع الأشغال، لأنها تعيق السير وتنقص من جودة الخدمات، لكن عندما تأتي إلى محطة الأداء تؤدي وكأنك استفدت من الخدمة كاملة، مما يدعو إلى إعادة النظر”.

ويؤكد المتحدث نفسه أن “تزامن الأشغال مع أوقات الذروة في المناسبات والعطل والأعياد، مما ينتج عنه اكتظاظ خطير، وهذا الأمر يتطلب تصحيحه من طرف شركة الطرق السيارة بالمغرب”.

ومن جانبه، اشتكى رئيس المنتدى المغربي للمستهلكين كثرة الأشغال على الطرقات التابعة لشركة الطرق السيارة بالمغرب وتأخر إنجازها، مضيفا “مثلا المقطع الطرقي بين الخميسات ومكناس توجد به أشغال بشكل دائم، إذ رغم قصره توجد به أشغال طيلة السنة، ما يفرض على مستعملي الطريق استخدام جانب واحد من الطريق، ما يسبب حوادث وازدحام دائم وقلق مستمر للمواطنين”.

وسجل طارق بختي أن هذه حالة الأشغال المتأخرة تتكرر كذلك عند مدخل العاصمة إذ يوجد مقطع طرقي بين الكاموني والرباط تستمر فيه الأشغال منذ مدة طويلة”.

لهيب الأثمنة

وحول الأثمنة المحددة للتنقل عبر الطرق السيارة في المملكة، أفاد يوسف التدريني أنها مرتفعة، مثلا المقطع الطرقي بين الرباط ومراكش التي تحدد له الشركة حوالي 130 درهم، التي إذا أضيف لها ثمن الغازوال تصبح مكلفة كثيرا”، ما جعل المتحدث يطالب بإعادة النظر في التعريفة المحددة خاصة بالنسبة للسيارات النفعية، ذلك أن وسائل النقل التجارية يمكن أن تضيف الثمن للتكاليف.

ويوضح عضو الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب في السياق نفسه أنه بالنسبة للمواطنين يصبح الثمن كبيرا، ما يتطلب تخفيض التسعيرة لتشجيع المواطنين على استعمال الطرق السيارة، على أن يهم هذا التخفيض خاصة السيارات النفعية.

وتعليقا على مستوى الخدمات، يؤكد طارق بختي، رئيس المنتدى المغربي للمستهلك، في تصريح لـ”مدار21″، أنه “مستوى متدنٍ ولا يرقى لطموحات المواطنين المغاربة”، مشيرا إلى أنه للأسف “المواطن يؤدي مبالغ وهي دائما في ارتفاع بالرغم من قصر المسافة بين عدد من المناطق، إلا أن الأثمنة تكون مبالغ فيها مقارنة بالخدمة، حيث توجد مراكز الأداء بشكل كبير، وقد تجد بين مدينة وأخرى نقطتين للأداء، ومثلا داخل مدينة قنيطرة وحدها توجد نقطتان للأداء.

وأفاد بختي “قد لا تهمنا الأثمنة أحيانا إذا كانت الخدمات تستحق، لكن المشكل هو أن هذه الأخيرة لا ترقى للانتظارات”، مسجلا أن “حالة الطرق متردية، في حين أن المواطن يؤدي من أجل أن يكون مرتاحا خلال استعمال الطريق بغض النظر عن السرعة”.

ممارسات خطيرة

من جانب آخر، يثمن عضو الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب “عمل شركة الطرق السيارة بالمغرب على تزويد الطرق السيارة بكاميرات المراقبة”، مشددا على أنها “خطوة رائعة، خاصة مع وجود بعض الممارسات الخطيرة، من قبيل رمي الحجارة من القناطر التي سببت في حوادث سير ووفيات، غير أن شركة الطرق السيارة جهزت القناطر بالسياجات والكاميرات، مما قطع مع هذه الظاهرة، وهذا من الأمور الإيجابية التي يمكن تسجيلها”.

ويضيف يوسف التدريني أن “هناك بالمقابل أمورا سلبية من قبيل ضياع السياجات ببعض المقاطع الطرقية، خاصة بالمناطق التي توجد بها الدواب والماشية على جوانب الطرقات، ما ينطوي على تهديد كبير لسلامة مستخدمي الطرق السيارة”.

وبدوره، أفاد طارق بختي أنه بالمقابل هناك نقطة إيجابية تتعلق بتسييج القناطر التي كانت تشهد سابقا حالة رمي الحجارة “لكن هذا التجهيز لم يشمل جميع القناطر إذ ماتزال مجموعة من القناطر، وهناك نقاط تشهد حالات السرقة، الأمر الذي يشكل خطرا على مستعملي الطرق”.

فرض بطاقة جواز

وبالرغم مما أثير حول فرض بطاقة جواز على مستعملي الطرق السيارة منذ يونيو، إلا أن التدريني يعتبر أنها “من بين الأمور الإيجابية في عمل شركة الطرق السيارة بالمغرب، إضافة إلى أنها بأثمنة تشجع الناس على استخدام شبكة الطرق التابعة لشركة الطرق السيارة بالمغرب”.

وأفاد أن “من ينتقد هذه البطاقة يفعل ذلك لمجرد الانتقاد، ذلك أن الأشخاص الذين يروجونها متواجدون عند مداخل الطرق السيارة والبطاقة ثمنها 10 دراهم كما أن الزبون لن يؤدي أكثر من التعريفة التي يؤديها في الحالة العادية، إضافة إلى أنها لا تخلق أي إشكال وتسهل عملية المرور، كما يمكن تعبئة البطاقة بسهولة عبر التطبيق الإلكتروني، وتوفر وقت التوقف للأداء في الشبابيك المخصصة لذلك”.

وحول نفس النقطة، يواصل عضو الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب “إذا تم النظر إلى بطاقة جواز من الناحية الاجتماعية يمكن تسجيل أنها تقلل مناصب الشغل، أما بالنسبة للمرتفقين فهي لا تخلق أي إشكال لمستعملي الطرق السيارة”، مضيفا عن تجربته الشخصية مع الجواز “اقتنيته منذ سنوات حين كان ثمنه 200 درهم ونال إعجابي لأنني أمر دون داع للانتظار في الشبابيك وأقوم بتعبئته عند نفاذه بكل سهولة”.

غير أن طارق بختي، رئيس منتدى المستهلك، يرى أن مشكلة الاكتظاظ عند نقط الأداء “استفحلت بشكل كبير مع اعتماد بطاقة جواز، ذلك أن الشركة تعمل على فرض هذه البطاقة وتريد استخلاص الأموال قبل استفادة المواطنين من الخدمة، إضافة إلى أن الشركة لم تنظر إلى البطاقة من باب تسهيل الخدمة بل من أجل تخفيض أعداد اليد العاملة”.

وحول النقطة نفسها، يتابع رئيس منتدى المستهلك أنه “من بين أربعة أو خمسة ممرات تجدد ممرا واحدا مخصصا للأداء ويوجد به موظف، في حين أن باقي الممرات محجوزة لمستخدمي جواز، ما يتضح من خلاله أن الشركة تريد تقليص اليد العاملة لتجاوز الإضرابات العمالية، ويتم فرض الجواز بالرغم من أن القلة القليلة هي التي تستعمله”.

وأشار إلى أن أغلب مستخدمي الطرق لا يفضلون استخدام الجواز لأنهم لا يتنقلون بشكل دائم، ما يجعلهم يحتفظون بأموالهم لاستخدامها في ما يحتاجونها بدل تعبئة بطاقة لن يستعملوها.

كما أن هذه البطاقة تطرح مشكلا آخرا بسبب عدم شرح الشركة لمستخدميها، ذلك أنهم يبقونها أمام الزجاج الأمامي للسيارة، ما يعرض شريحتها للتلف بسبب أشعة الشمس، مما يتطلب شراء بطاقة أخرى، إضافة إلى أنه أحيانا توجد مشاكل على مستوى آلة قراءة بطائق جواز، ومشكلة أخري متعلقة بنسيان المواطن أحيانا أن البطاقة فارغة وتتطلب التعبئة ما يخلق ارتباكا في نقط الأداء.

تواصل ضعيف

وعن استجابة مراكز النداء التابعة لشركة الطرق السيارة بالمغرب للمواطنين، أكد عضو الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب أنه سبق له التواصل عبر الرقم المخصص للمرتفقين من أجل الإبلاغ عن تواجد مراهقين فوق إحدى القناطر تخوف من قيامهم بممارسات تهدد سلامة السائقين، واستعمله مرة ثانية عند مشاهدته دابة على جانب الطريق من أجل إخبارهم قصد التدخل.

وأفاد يوسف التدريني بأنه خلال الاتصال بمركز النداء كانت هناك استجابة، غير أنه لم يتبين ما إذا كان عمال شركة الطرق السيارة قد تدخلوا بالفعل للوقوف على خطورة الحالات التي أبلغ عنها، مرجحا إمكانية تدخلهم لأن سيارات الشركة موزعة على مختلف الطرق السيارة.

وبالمقابل، أفاد رئيس منتدى المستهلك أن نقط الأداء “لا تتوفر على أي مسؤولين للاستجابة لمطالب المواطنين مثل ما يوجد خلال عملية مرحبا لاستقبال الجالية المغربية، لكن على العكس عمل الشركة يطغى عليه هامش التجارة، والشركة لا تفكر في المواطن لتقدم له خدمة، لأن المجال لا يعرف أي منافسة وتحتكره شركة واحدة، لا تخضع لأي محاسبة”.

وأشار بختي إلى أن “المواطن كذلك لا يشتكي ولا يقوم بأي خطوات لرفض سلوكات شركة الطرق السيارة، وعلى الأقل استخدام الطرق الوطنية أو مقاطعة استعمال جواز، أو أضعف الإيمان وضع شكايات بالصندوق المخصص لها، لكن المواطن لا يعبر عن امتعاضه بل يكتفي فقط بالاستنكار”.

سلامة مهددة وخدمات رديئة

وسجل رئيس المنتدى المغربي للمستهلك انعدام معايير السلامة على الطرقات ببعض المقاطع الطرقية، بالإضافة إلى الاكتظاظ الكبير على مستوى محطات الأداء.

وأضاف بختي أنه إلى جانب رداءة الطرق تسجل مشكلة عبور الماشية من وسط الطريق، مما يخلق تهديدا لسلامة المرتفقين، بالرغم من أن المواطنين يؤدون الثمن حتى لا تكون عوائق خلال سفرهم، إضافة إلى “خلو الإدارات التابعة للشركة عند نقط الأداء من مسؤولين، إذ تجد فقط بعض الحراس الذين لا يمتلكون أي أجوبة حول المشاكل التي تعترض مستعملي الطريق، أو تجد موظفا وحيدا مسؤولا عن تعبئة البطائق”.

ووقف طارق بختي عند مشكل نقص التشوير الطرقي، إذ يمكن أحيانا أن تفصل بين علامة وأخرى مسافة 20 كيلومترا، إضافة إلى أن علامات التشوير أحيانا لا تتوفر على الصباغة اللازمة والمعايير التي تجعلها ظاهرة حتى في الليل، ما يجعل التشوير الطرقي المعتمد من قبل شركة الطرق السيارة بالمغرب ضعيفا جدا”.

وأضاف أن شركة الطرق السيارة لا توفر “مدار بدّال” بطرقها من أجل إعطاء بديل للمواطن الذي ينسى أو يتجاوز مخرج الطريق، الذي يكون مخفي أحيانا، ما يجعله يقطع مسافة طويلة إلى غاية مدينة أخرى من أجل العودة لتصحيح مساره”.

توسيع شبكة الطرق السيارة، وفق يوسف التدريني، من بين المطالب التي باتت ملحة، خاصة تجاه المدن التي لا تتوفر عليها، إضافة إلى مطلب تثليت الطرق السيارة الذي ما زال بعرف كثيرا من التأخرات..

تعليقات الزوار ( 3 )

  1. الشعارات الكادبة
    و الكل ساخط المستخم و الموضف و المستعمل ووووو الله ياخد فيكم الحق

  2. -الثمن ديال الطريق السيار غالي
    -كثرة الاشغال و طول مدتها تعيق السير
    -يجب خفض الثمن بسبب الاشغال
    -تحسين الخدمات و إعادة تربية المستغلين في الطرق السيارة
    و الله المستعان
    و الحمدلله على كل حال

  3. كانعقل واحد رمضان كنت راجع من الرباط لمكناس ووقعت حادثة سير قدامي واحد الرموك هاز واحد الصهريج بحال البروبان وبسبب الشيفور داه النعاس تقلب قدامي وشعلات العافية خصوصا ف داك الربيع اليابس جنب الطريق دغيا العافية شدات وبدات غادية فاش اتاصلت بمركز النداء هاديك لي جاوباتني كانقول ليها راه حادثة سير وقعات والعافية شعلات والطريق تقطعات كولشي واقف وهي تدور فيا قالت ليا وا سمع السؤال ديالي عاد هضر وجاوب عليه..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News