تلاحقهما تهم فساد مالي.. أمين المال ورئيس حزب البيئة والتنمية في مرمى تحقيق قضائي

استدعت الشرطة القضائية الجهوية بالرباط جمال توفيق، أمين مال حزب البيئة والتنمية المستدامة، للتحقيق معه على خلفية تهمة “جناية اختلاس وتبديد المال العام”، وذلك عقب شكاية ضده وضد رئيس الحزب كريم هريتان، كان أعضاء من المكتب السياسي بالحزب تقدموا بها للوكيل العام بالمحكمة الاستئنافية بالرباط في يونيو من السنة الماضية، وذلك وفق معطيات كشفها سهيل ماهر، أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب، في اتصال هاتفي مع جريدة “مدار 21”.

وأكد المتحدث أن ميزانية مرصودة تقدر بـ “70 مليون سنتيم قدمتها الدولة فيما يخص السير العادي للحزب، إضافة إلى تمويل يقدر بـ 25 مليون سنتيم من وزارة الداخلية لإنجاز مشروع داخل الحزب، ناهيك عن دعم وزارة الداخلية في الحملة الانتخابية لـ8 شتنبر 2021” يبقى مصيرها مجهولا، إذ ينفرد كل من الرئيس وأمين المال بتسييرها، ويتهربان من إطلاع ومناقشة أعضاء المكتب السياسي للحزب حول مآلاتها، بالرغم من المطالبات والاستفسارات المتكررة من مختلف أعضاء المكتب.

وشدد سهيل ماهر على أن هناك بعض المرشحين عن حزب البيئة والتنمية المستدامة لم يتوصلوا من أمين مال الحزب بـ”الدعم لتمويل حملاتهم الانتخابية 8 شتنبر 2021″، ما اضطرهم إلى الدخول لغمار الانتخابات بـ”صفر درهم من الدعم”، وذلك في غياب تام لأي تواصل ونقاش من طرف المسيرين.

وأضاف أن الحزب توصل بمبلغ 99500 درهم كشطر أول من أصل مبلغ 250 ألف درهم لإنجاز “دفعة جديدة لتقوية قدرات النساء بالحزب”، وذلك في إطار اتفاقية تمويل من طرف وزارة الداخلية مع الحزب تم عقدها في 9 غشت 2019، مؤكدا أن مصير المبلغ ما يزال مجهولا، رغم المراسلات المتكررة من والي جهة الرباط سلا القنيطرة ووزير الداخلية المتكررة للأمين العام حول مصير المبلغ، والتي بقيت بلا جواب.

كم أشار المتحدث ذاته أن أعضاء المكتب السياسي بالحزب يعيشون على هذه الحال طيلة خمس سنوات، ولا يتم مناقشتهم حول تدبير مالية الحزب وذلك بسبب “سياسية التسيير الانفرادية” المنتهجة من طرف “المتهمين” الموجهة ضدهما الشكاية.

وفي سياق متصل، أكد عضو المكتب السياسي أن حزب البيئة والتنمية المستدامة يعرف مجموعة من الاختلالات السياسية، إذ أشار إلى أن الحزب في عهد كريم هريتان يعرف “توقفا تاما عن العمل السياسي” زيادة على “غيابه عن مواكبة مختلف القضايا الوطنية” مردفا أن الحزب لا يعرف نشاطا على المستوى الوطني، فهو لا يصدر “بيانات أو مواقف أو حتى رسائل شكر أو تعزية”، مردفا أن نشاط الحزب ليس قائما اللهم إلا على المستويات المحلية وذلك بفضل “المستشارين الجماعيين والمناضلين التابعين له”.

وتابع سهيل ماهر أن التنظيم الهيكلي للحزب يعرف كذلك اختلالات إذ لا يتوفر على “مجلس وطني وقطاع للشبيبة” و”قطاع خاص بالنساء” وذلك رغم توفر الحزب على “قاعدة كبيرة من النساء المناضلات” إذ ذكر أن “حوالي 350 امرأة حضرت لاحتفالية نظمها الحزب بمناسبة عيد المرأة قبل سنتين”.

وعلى الرغم من القاعدة الكبيرة من المناضلين التي يمتلكها الحزب، ذكر عضو المكتب السياسي أن رئيس الحزب “يأبى إنشاء تنظيمات تجمعها وذلك في إطار سياسته الانفرادية”، مشيرا إلى “المكتب السياسي هو المكتب الوحيد بالحزب ولا يتم إشراكه في التسيير.

وأعاد المؤتمر الوطني الثالث لحزب البيئة والتنمية المستدامة، المنعقد أمس السبت بسلا، انتخاب كريم هريتان رئيسا للحزب.

وصُدّق خلال المؤتمر الوطني للحزب على التقريرين الأدبي والمالي، الذي استعرض مضامينه جمال توفيق أمين مالية الحزب، بالإجماع، علما أنه تطرق إلى تدبير دعم الدولة في الانتخابات الماضية.

وتم خلال المؤتمر الوطني المصادقة أيضا بالإجماع على تعديل النظام الأساسي للحزب، وعلى إعادة انتخاب جمال توفيق أمينا لمالية الحزب، وهدى بنغموش نائبة له.