سياسة

ميارة من بنما: إفريقيا وأمريكا اللاتنية لهما كل الإمكانيات للتموقع بعالم “ما بعد كورونا”

ميارة من بنما: إفريقيا وأمريكا اللاتنية لهما كل الإمكانيات للتموقع بعالم “ما بعد كورونا”

قال النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، إن حضور الوفد المغربي أشغال الجمعية العامة لبرلمان أمريكا اللاتينية والكراييب ببنما سيتي، مرة أخرى، والإصرار على المزيد من الصداقة والتعاون، نابع من قناعات أصيلة وراسخة لدى كافة مكونات الشعب المغربي، وأهمها الإيمان المطلق بأهمية دعم كل المبادرات التضامنية، وكل المشاريع الاندماجية، وخصوصا المرتبط منها بالتعاون جنوب- جنوب، لما له من أهمية قصوى في تعزيز الحوار والتضامن وتحقيق التنمية.

وأكد ميارة، في كلمة ألقاها بهذه المناسبة، أن انضمام البرلمان المغربي لهذا التكتل الإقليمي الهام قد جاء تجسيدا لقناعة المغرب الراسخة بأهمية الدور الطلائعي الذي تؤديه اليوم التكتلات الإقليمية والجهوية في عالم متنامي التحولات والتغيرات، مشيرا إلى أنه، قبل كل هذا وذاك، قرار ينسجم مع الخيار الاستراتيجي للمملكة تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بتعزيز التعاون جنوب-جنوب، وهو ما جسدته الزيارة التاريخية لجلالته لبلدان أمريكا اللاتينية سنة 2004.

وأضاف: “فالتعاون جنوب-جنوب، يشكل بعدا محوريا في الرؤية التنموية للملك محمد السادس، وهو ما أكده جلالته خلال خطابه في القمة الثالثة لمنتدى الهند و إفريقيا حين شدد على أن “التعاون جنوب-جنوب، ليس مجرد شعار أو ترف سياسي، بل ‏هو ضرورة ملحة تفرضها ‏حدة التحديات التي تواجه بلداننا وحجمها، بحيث لا يمكن معها ‏الاعتماد على أشكال التعاون التقليدية، التي أصبحت غير ‏قادرة على الاستجابة للحاجيات ‏المتزايدة لشعوبنا”.

وواصل قائلا: “إن اجتماعنا هذا ينعقد في ظروف دولية صعبة واستثنائية، جراء التبعات السلبية لجائحة كوفيد 19 على المستويات الاقتصادية والاجتماعية، وهي في الحقيقة تداعيات يمكن اعتبارها إضافة وانعكاسا لاختلالات بنيوية سابقة، تمتد من مخلفات قيود الاستعمار واستنزاف الثروات، إلى تجليات منظومة العلاقات الدولية غير عادلة”.

وشدّد ميارة على أن التحديات والرهانات المشتركة، تجعلنا من وحدتنا وتعاوننا ضرورة حتمية من أجل جعل صوت شعوبنا صوتا مسموعا لدى المنتظم الدولي، خاصة في ظل ما تزخر به مناطقنا من مؤهلات واعدة مسنودة بتاريخ وموروث مشترك وبقيم وروابط انسانية متينة، يضيف ميارة.

وعلى المستوى الاقتصادي، أشار ميارة إلى أن إفريقيا وأمريكا اللاتينية تمتلكان إمكانيات اقتصادية وديموغرافية وطبيعية هائلة، تشكلان عوامل مهمة للتموقع الإيجابي في النظام العالمي الجديد لما بعد كوفيد 19، مردفا أن مسارات التعافي والتنشيط الاقتصادي المبنية على التعاون والثقة والتكامل، كلها مؤشرات ومعطيات تؤكد أن التعاون بين بلداننا سيمكننا جميعا من الطاقات الكبيرة المشتركة من أجل المضي قدما في ترسيخ آليات شراكة تضامنية مربحة تتيح أزيد من مليار و900 مليون مستهلك بآفاق تجارية واقتصادية كبيرة، وواعدة كفيلة بإنضاج شروط إنشاء شراكة نموذجية قائمة على مبدأ رابح رابح بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية والكراييب.

أما على المستوى السوسيو ثقافي، فإن المنطقتين الإفريقية والأمريكة اللاتينية، وفق رئيس الوفد البرلماني المغربي، تجمعهما روابط وقيم وقواسم مشتركة، شكلت أساس العلاقات التاريخية بين بلداننا وشعوبنا، حيث ساهمت هجرة العرب والأفارقة إلى منطقة أمريكا اللاتينية في خلق انصهار أثمر تمازجا ثقافيا وإنسانيا أغنى الموروث الحضاري الإنساني، إلى جانب حركات التحرر بالمنطقتين التي أدت دورا متميزا في دعم الشعوب الإفريقية والعربية وأمريكا اللاتينية في كفاحها من أجل الاستقلال، لافتا إلى أن هذه الاعتبارات مجتمعة، تشكل بلا شك الدعامة والأساس القيمي لمسار علاقات التعاون التي تجمع الطرفين، والنواة الصلبة لصمود علاقاتهما أمام كل الصعوبات والتحولات مهما كانت المتغيرات والتحولات والسياقات التي قد تفرضها.

وسجل ميارة، الذي يرأس أيضا برلمان البحر الأبيض المتوسط، أن دوله الأعضاء تواجه التحديات المماثلة في المنطقة اللاتينية من قضايا الهجرة، وتغير المناخ، واحترام حقوق الإنسان، وتمكين المرأة، ناهيك عن مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.

وزاد: “لاشك أنه لدينا الكثير لنتعلمه من بعضنا بعضا، فبرلمان البحر الأبيض المتوسط منفتح على كل أشكال التعاون معكم سواء عبر بلورة المبادرات المشتركة أو من خلال توقيع مذكرات تفاهم وتعاون تسهم في بناء علاقات تعاون مؤسساتية مع منظماتكم الصديقة والرقي بها إلى مستوى طموحات شعوبنا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News