فن

فؤاد زويرق: “أسماك حمراء” إبداع بصري والتلمسي تعطينا درسا في التشخيص الحقيقي

فؤاد زويرق: “أسماك حمراء” إبداع بصري والتلمسي تعطينا درسا في التشخيص الحقيقي

قال الناقد الفني فؤاد زويرق إن فيلم “أسماك حمراء” للمخرج عبد السلام الكلاعي صُنع بحرفية فنية، فيه من الإبداع ما يجعل المشاهد يستمتع بتفاصيله، وينسيه الانتكاسات المتتالية في السينما.

وأضاف في السياق ذاته: “جمل بصرية مكتوبة بعناية عبر كاميرا متحركة لا تعترف بالحدود الفاصلة بين التخيلي والتسجيلي، مما يجعل واقعيته طاغية، بعيدا عن المبالغة في التعبير الممسرح الذي يتقنه بعض الممثلين المزيفين”.

وأشاد زويرق بأداء الممثلة جليلة التلمسي قائلا: “تقف بكل موهبتها وطاقتها لتعطينا درسا في التشخيص الحقيقي القادر على نقل الانفعالات الداخلية بكل بساطة وسهولة وسلاسة، دون إفراط ولا تفريط، جليلة التلمسي هنا هي مركز ثقل هذا العمل، واختيارها كان فيه ذكاء، ملامحها، تعابيرها، حركاتها الجسدية، كلها عناصر شكلت الشخصية الملائمة لهذا الدور، وكأن السيناريو فصّل عليها تفصيلا”.

وعدّ المتحدث ذاته أن السيناريو شكل نواة الفيلم وجعل بناءه الدرامي متماسكا وصلبا إلى آخر نفس، مبرزا أن “فريدة بوعزاوي ونسرين الراضي، فالأولى كانت الدعامة الرئيسية التي ساندت جليلة وجعلت تشخيصها بهذه القوة والإبداع، وحققت توازنا بينها وبين باقي الشخصيات، كما ساعدتها على الإنطلاق بكل أريحية، أما الثانية أي نسرين الراضي فكانت ممتعة ومبدعة بشكل مبهر، وهذه حقيقة فليس من السهل لعب دور شخص مصاب بالشلل الدماغي، لكن نسرين كما دائما كسبت الرهان وكانت على قدر المسؤولية في تشكيل لوحة درامية بعمق نفسي وانساني متقن إلى حد كبير”.

واعتبر الناقد ذاته أن الشخصيات الثلاث في هذا العمل شكلن مفاتيح السجن برمزيته الجسدية والذكورية والترابية، فـ”حياة” أي جليلة التلمسي هي سجينة للمجتمع الذكوري، فدخولها السجن كان نتيجة تصرفات زوجها الذي قتلته، وخروجها من السجن ومحاولتها التأقلم من جديد داخل المجتمع جعلها تتصادم وتصدم بسلوكيات ذكورية من شقيقها، ووالد زوجها، وابنها الذي أنكرها في البداية، والمشرف على العاملات الذي تحرش بها، وسائق الشاحنة.

واسترسل قائلا: “و”هدى” أي نسرين الراضي هي سجينة جسدها بسبب إعاقتها التي ألزمتها الكرسي المتحرك، أما “أمل” فريدة بوعزاوي فهي سجينة الوطن الذي خذلها وفضلت الهروب منه ومغادرته بطريقة غير شرعية على البقاء فيه بجانب أختها هدى”.

ويضيف: “في النهاية يتم تحرير السمكة الحمراء وإعادتها إلى البحر، فهل هو أمل وحياة وتحرير لهؤلاء النسوة؟ القصة بسيطة للغاية لكن طريقة تناولها وسردها، ومعالجتها، وشحنها بالمشاعر الإنسانية الطبيعية وكذا اللغة البصرية المستعملة جعلها تشكل عملا خصبا ممتلئا بعناصر فنية أثرت علينا كمشاهدين من الناحيتين الإبداعية والإنسانية، فالإبداعي هنا كل مايهم التشخيص والرؤية الإخراجية والسيناريو واختيار وتسكين الممثلين، والإنساني يهم الموضوع نفسه وعوالمه المتفرعة والمتفرقة بين الشخصيات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News