ارتفاع الأسعار ووضعية القطيع يستنفران البرلمان ومطالب لوزير الفلاحة بتوفير شروط مناسبة لعيد الأضحى

مع اقتراب عيد الأضحى، لا نقاش يستأثر باهتمام المغاربة أكثر من توفر الماشية الكافية ووضعية القطيع الوطني وأسعار أضاحي العيد في ظل “موجة الغلاء”، ما جعل عددا من النواب البرلمانيين يسائلون محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عن إجراءات الحكومة لضمان تخليد المغاربة لهذه الشعيرة الدينية في شروط جيدة.
وفي هذا السياق، ساءل عبد الله بووانو، النائب البرلماني عن مجموعة العدالة والتنمية، محمد صديقي عن حقيقة الخصاص المسجل في القطيع الوطني، وعن الإجراءات التي برمجتها الحكومة على جميع الأصعدة لـ”توفير شروط تخليد المواطنين المغاربة لعيد الأضحى المبارك في أجواء من الطمأنينة والفرح” مذكرا بـ”المكانة التي يوليها المغاربة لعيد الأضحى المبارك، سواء بالمرجعية الدينية أو المرجعية الاجتماعية”.
وأشار النائب البرلماني نفسه إلى أن عيد الأضحى لسنة 2023 يحل “في ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، بالنظر إلى ارتفاع معدل التضخم، واستمرار موجة غلاء أسعار الأعلاف والمواد الأساسية”.
وعن فريق التقدم والاشتراكية، استفسر النائب البرلماني، رشيد الحموني، بدوره عن وضعية القطيع الوطني، وعن المراقبة وضبط أسعار بيع المواشي في السوق الوطنية في ظل موجة الغلاء وتأثيرها على الماشية ببلادنا.
واعتبر الحموني أن هذه المناسبة تأتي هذه السنة “في ظل موجة غلاء المحروقات وتأثيرها المباشر على ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية وأسعار الأعلاف وآثار الجفاف على بلادنا وعلى قطيع الماشية وتمدد أزمة انهيار القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين”.
وأضاف النائب البرلماني عن حزب “الكتاب” أن “المواطنات والمواطنين تائهون بسبب موجة الغلاء التي تشهدها بلادنا في جميع المجالات الاستهلاكية الأساسية، ومتخوفون من الآثار السلبية للغلاء وضعف قدرتهم الشرائية في ارتباط مع ارتفاع أسعار الأضاحي”.
وعن غلاء أثمنة الأعلاف وتأثيرها في ارتفاع أسعار المواشي، تساءل النائب البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مولاي مهدي الفاطمي، مع وزير الفلاحة عن “الإجراءات العاجلة التي ستتخذها الحكومة لضمان الأسعار العادلة للمستهلكين والمنتجين”.
واستحضر الفاطمي ما تعانيه الفعاليات المهنية في مجال تربية المواشي من ارتفاع أسعار الأعلاف وتأثيراتها على هذه الفئة، خصوصا بعد ازدياد حدة هذه الأزمة مع اضطرارهم لشراء الأعلاف بكميات كبيرة بغية تسمين المواشي استعدادا لهذه المناسبة السنوية والمخاوف المرتبطة بارتفاع الأسعار بناء على هذا السبب.
وتأتي هذه المناسبة السنوية في ظل موجة ارتفاع الأسعار التي تشهدها البلاد، مما أثار نقاش إلغاء هذه الشعيرة الدينية بالنظر للوضع الاقتصادي الذي يعيشه المغاربة، لكونها ستحمّل الأسر المغربية عبئا آخر على كاهلها.
وبينما يدعو البعض إلى إلغاء مناسبة العيد، يتمسك آخرون بضرورة الإبقاء عليها باعتبارها مناسبة اقتصادية مهمة تسهم في إنعاش الاقتصاد الوطني، ولكون العرض المتوفر في الأغنام لهذه السنة يتميز بالتنوع، ويناسب القدرة الشرائية لكل شريحة من الشرائح الاجتماعية.