فن

مسرحية “الزايغة”.. حكاية ضعف امرأة قوية تخالف التقاليد والشريعة في ليلة ماجنة

مسرحية “الزايغة”.. حكاية ضعف امرأة قوية تخالف التقاليد والشريعة في ليلة ماجنة

سيكون عشاق المسرح على موعد مع مسرحية “الزايغة” في الـ12 من شهر ماي الجاري، وذلك على خشبة مسرح المركب الثقافي بن مسيك في الساعة السابعة مساء.

ومسرحية “الزايغة” هي حكاية قوة امرأة ضعيفة أو بصيغة أخرى حكاية ضعف امرأة قوية، ولكن بعقلية ضعيفة لا ترتكز على أساس، امرأة تفقد شرفها نتيجة الجنون والحب والصدمات العاطفية، ورغبتها في قضاء ليلة ماجنة، وفق ورقة تعريفية للعمل.

ففي ليلة من ليالي عاشوراء اعترت ابنة الحاج المكي جومانة حالة نزوة طائشة فرقصت مع خادمها المدني ولد “السراح” وحرضته على الانفصال عن خطيبته الطباخة جميعة.

وتجري أحداث المسرحية في ليلة دينية من ليالي عاشوراء، وخلال هاته الليلة الخادم المدني يخالف التقاليد والشريعة صحبة ابنة مالك الضيعة، معالجة فكرة الانهيار الاجتماعي والأخلاقي.

وتسلط هذه المسرحية الضوء على الصراع الاجتماعي السائد بين الأسرتين؛ أسرة الحاج المكي وأسرة الخادمة لرصد التباين والتضاد، إذ تسعى كل من الخادمة جميعة وابنة الحاج المكي إلى الحصول على المدني.

وترصد المسرحية مفارقات بين جومانة والخادمة، فالأولى لا تضع حدودا ولا قيودا أخلاقية بينها وبين من تعشقه، بينما الخادمة تقدم نفسها على أنها سيدة شريفة عصامية مكافحة.

وتظهر المسرحية عُقد جومانة ابنة العائلة الثرية التي تعاني الحسد والحقد والبغض، ورصد التضاد بين الثراء والفقر وبين السعادة والاحباط.

وتنبني المسرحية على مواضيع الاحتقار والصراع الاجتماعي الطبقي والصراع بين الرجل والمرأة وصراع السلطة. وتتخللها وصلات استعراضية راقصة لتحقيق الفرجة وجذب المتفرج.

وتهتم مسرحية “الزايغة” بالقضايا الإنسانية الجوهرية التي تُعنى بالمجتمع والأفراد والسمات الإنسانية ومكوناتهم الشخصية.

وتقترب مسرحية “الزايغة” من السخرية والدعابة والفرح، رغم تراجيديتها وحمولتها المأساوية، لتؤكد روح الأمل ورغبة الحياة والاستمتاع حتى في اللحظات العصبية وزمن الصراعات والنزاعات العنيفة في الحياة.

ويبتعد النص المسرحي عن الأحداث اليومية المستهلكة، ليعالج قيما إنسانية ثابتة على اعتبار أن الأحداث الجارية تنقضي وتموت بانقضاء اللحظة التاريخية التي أنتجت في سياقها.

وتنتمي مسرحية “الزايغة” إلى المسرح الكلاسيكي حيث تحترم قانون الوحدات الثلاثة، وتعتمد الصراع من خلال لعبة الإغراء، بين ابنة الحاج مالك الضيعة وخادمها المدني “السراح” وتنتهي بعرض مأساوي.

وتنتهي المسرحية بموت الخادم طبقا لمقولة نيتشه “الآمال التي يعقدوها الأفراد للهروب من قدرهم الاجتماعي مجرد وهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News