سياسة

ماء العينين ترفض الترحال السياسي وتدعو حزبها للتخلى عن “الصبيانية”

ماء العينين ترفض الترحال السياسي وتدعو حزبها للتخلى عن “الصبيانية”

كشفت القيادية بحزب العدالة والتنمية أمينة ماء العينين، عن رفضها لعروض تلقتها من حزبيين سياسيين للترشح باسميهما في الانتخابات التشريعية أو الجهوية القادمة، مشيرة إلى أن إحدى هذه العروض تم من طرف أمين عام حزب سياسي والآخر عبر قيادي مبعوثا من طرف الأمين العام لإحدى الهيئات السياسية التي لم تذكرها بالإسم.

وقالت ماء العينين، “ليس طبيعيا هذا القدر من التطبيع السياسي والاجتماعي مع الترحال السياسي عشية الانتخابات، حتى صار الأمر عاديا بل ويقابل بالاحتفاء وقد يدعو أصحابه إلى الفخر”، مشددة على أنها “مؤمنة بأن في الأمر مزيدا من امتهان السياسة وتسفيه السياسيين وتمييع الأهداف النبيلة للعملية السياسية ورهاناتها الأصيلة.”

وتابعت البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، “مؤسف أن يصل الترحال إلى نخب الأحزاب ومناضليها المعروفين إما عرضا أو طلبا أو قبولا”، معتبرة  في تدوينة مطولة على حسابها بموقع “فايسبوك”، أن الأمر يستبطن إفقادَ المعنى للانتماء الحزبي بين أبناء الأحزاب السياسية الذين يُنتظر منهم الدفاع عن الحرمة “المفترضة” للمؤسسة الحزبية”.

واسترسلت عضو مكتب برلمان العدالة والتنمية، قائلة: “لست سياسية تبحث عن المواقع والمناصب بأي طريقة، وانتمائي لحزب العدالة والتنمية لم يكن انتماءً لحزب سياسي يمكنني تغييره كما أغير قميصي، وإنما كان انتماءً لفكرة ومشروع سياسي واعد”، مردفة “وقد مارستُ حقي في انتقاد الذين جنوا على هذا الحزب من داخله باختيارات وقرارات خاطئة بعضها انتهازي وجبان تهدف إلى تغيير جيناته السياسية”.

وسجلت ماء العينين، أنها ستظل تنتقد بعض قيادات حزبها “مهما كبر حقدهم الذي تجاوز في أحيان ماهو سياسي إلى ماهو شخصي من جزء من القيادة الحالية -نساء ورجال-” وأوردت: “إننا إذ نرتقي ونترفع عن الكثير من السفاسف صونا لصورة حزبنا، فإن بعض قيادات الحزب عليها أن تتصف بقدر من التحفظ، وأن تتخلى عن الصبيانية والتحامل الذي تبديه داخل الهيئات وخارجها، فنحن لا يخيفنا الاستقواء التنظيمي، وظللنا نعتبر “القيادة” صفة للكبار وليس لقبا تمنحه عضوية الهيئات.”

وكانت أمينة ماء العينين، أبلغت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، اعتذارها عن الترشح، بعدما قررت القيادة السياسية للبجيدي تزكيتها على رأس لائحة “المصباح” بدائرة سيدي افني، برسم الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في الثامن من شتنبر المقبل.

ورجّحت مصادر الجريدة أن يكون قرار الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، بتزكية القيادية البارزة في “البيجيدي” بدائرة  سيدي إفني، من أجل امتصاص موجة الغضب التي انتشرت داخل صفوف الحزب الإسلامي، بعد غياب اسم ماء العينين ضمن لوائح الترشيح التي أعلنتها عنها الأمانة العامة برسم الانتخابات البرلمانية الجهوية والجماعية القادمة.

في غضون ذلك، تأسفت ماء العينين، أن ” تصل ظاهرة الانتقال والترحال إلى حزب العدالة والتنمية، وقد ظل محصنا ضدها بقوة مشروعه السياسي وقوة التعبئة والروح النضالية داخله”، معتبرة أنه “بما أن الأمر صار يتخذ طابع الظاهرة، فإن تقييما حقيقيا يفرض نفسه إنقاذا للحزب حتى لا يندحر ويصل إلى ما وصلت إليه بعض الأحزاب التاريخية التي فاقته في أزمة ماضية شعبيةً وحضورا سياسيا.”

وأكدت عضو مجلس جهة سوس ماسة، أن “الوقت  ما يزال مبكرا جدا في المغرب لوقف النضال السياسي والحقوقي، إلى جانب المجهود الاقتصادي والاجتماعي”، مضيفة “نحن في حاجة إلى وضع حد للنزوح الجماعي بعيدا عن السياسة من طرف النخب الجادة والكفاءات الحقيقية، وكل هذا النزوح الجماعي قريبا من السياسة من طرف السماسرة والتافهين وبائعي الوهم”.

واعتبرت ماء العينين، أن “السياسة نضال وتراكم وخبرات وانتماء وانحياز فكري، وليست مغامرة طارئة يخوضها الناس من داخل الحكومة والبرلمان والجماعات”، وقالت : “نحن لا نتعلم أبجديات السياسة لأول مرة داخل هذه المؤسسات التي وُجدت لتُتوج بها المسارات الطويلة داخل الأحزاب أو على الأقل داخل الحياة السياسية وصخبها ونقاشاتها ورهاناتها”.

وأوضحت ماء العينين، أنها لسيت ضد تغيير اللون الحزبي لمن يختارون ذلك حينما تتحصل القناعة الهادئة بذلك بعيدا عن الزمن الانتخابي وسُعار المواقع والمناصب، بناء على رهانات واضحة يغذيها المسار السياسي الشخصي وحصيلة التجارب والقدرة على الإقناع بالإنتقال الحزبي، مسجّلة أن الأحزاب السياسية “لم تترك بممارساتها اليوم  فرصة للتمايز على أساس الفكر أو الإيديولوجيا أو الاختيارات السياسية والمذهبية، لقد اقترب الكل من الكل أو يكاد”.

وخلصت القيادية بحزب “البيجيدي”، إلى أنها ستظل “مؤمنة أن الانتصار للوطن يستلزم الانتصار للسياسة والحزبية كما يجب أن تكون، ولذلك لابد للمناضلات والمناضلين أن يتصدّوا لمخططات وأد السياسة وقتل المصداقية وتعميم السطحية والتفاهة والفراغ واللّاكفاءة، لأن المغرب في حاجة إلى وقف مسلسل “شكلانية” القوانين والمبادرات والمؤسسات.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News