فن

نعمان لحلو: المغرب غني بالألوان الموسيقية وأختار مواضيع أغاني بعناية

نعمان لحلو: المغرب غني بالألوان الموسيقية وأختار مواضيع أغاني بعناية

قال الفنان المغربي نعمان لحلو إن التنوع الموسيقي في المغرب يعطيه قيمته الحضارية التي ستمثله عبر التاريخ، مشيرا إلى أن الدول التي ليست لها حضارات ستختفي في المستقبل.

وتحدث نعمان لحلو خلال حلوله يوم أمس الجمعة ضيفا بالمجالس الرمضانية التي تنظمها مؤسسة الزاوية للفكر والتراث، بمقر الحزب المغربي الحر بالرباط، عن أصول الموسيقى المغربية التي تشتمل على ستة أنواع منها تطورت عبر مئات السنوات وكل نوع منها يتشعب إلى ألوان عديدة.

وفي هذا الصدد، أوضح الفنان نعمان لحلو أن ألوان الفلكلور المغربي تتعدى الـ50، منها أحواش والأطلس والعيطة، وغيرها، ثم “الغناء العالم” الذي ينقسم إلى ثلاث أنواع وهي الموسيقى الأندلسية، والملحون، السماع وتسمى عالمة لكون تركيباتها تمت وفق دراسات علمية.

ويدخل الفن الشعبي ضمن تراث الأغنية المغربية، الذي بدوره يتفرع إلى قسمين، وهما المدني والقروي، الذي وجد لأكثر من 500 سنة، وكان لليهود المغاربة دورا مهما في صناعة النغمة الموسيقية الشعبية، يضيف الفنان نعمان لحلو.

وظهرت الموسيقى العصرية في الخمسينيات من القرن الماضي التي كانت تعتمد على أربع مقومات تتعلق بالشعر واللحن، التوزيع، الموسيقي والغناء، قبل بروز موسيقى الغيوان في السبعينيات في إطار مواكبة الثورات الاجتماعية التي شهدتها أوروبا وأمريكا اللاتينية وكانت تنادي بالتحرر والمساواة، فمجموعات الغيوان والمشاهب وجيل جيلالة حققت القرب من المغاربة بتطرقها إلى مواضيع اجتماعية، بحسب نعمان لحلو.

وتابع لحلو: “تعد الموسيقى الحديثة، آخر ما عرفته الموسيقى المغربية، والتي يدخل في إطارها العديد من الألوان من بينها فن الراب والهاوس وغيرهما”.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن روافد الموسيقى المغربية متعددة، منها روافد إفريقية وأمازيغية وعربية، خاصة على مستويين هما الإيقاع والمقامات، مبرزا أن “المغرب كان قبلة يؤثر ويتأثر”.

وكشف لحلو أنه بصدد الإفراج عن أغنية جديدة سيطرحها على طريقة “الفيديو كليب”، والتي يخاطب من خلالها روح والدته حول طبيعة الحياة في عصر التكنولوجيا، وينقل عبرها مفارقة بين العالم الواقعي والافتراضي.

وتحدث لحلو خلال هذا اللقاء عن مساره الفني الذي بدأه في سن العاشرة بمدينة فاس التي ترعرع فيها وسط عائلة متوسطة بعيدة عن الفن.

واسترسل نعمان لحلو قائلا: “كنت مولوعا بغناء التراث الأندلسي حينما كنت طفلا، وأديت العديد من الأغاني الصعبة والتي كانت تعود لكبار الموسيقيين العرب”.

شغف نعمان لحلو بالموسيقى قاده إلى أمريكا بعد حصوله على شهادة الباكالوريا ليشتغل في رواق مغربي وسط فلوريدا لسنوات، قبل أن يختار لقاء الجمهور مباشرة بالغناء في سهرات فنية للجاليات العربية، يضيف المتحدث ذاته.

وتحدث نعمان لحلو خلال هذا اللقاء أيضا عن استقراره بشكل غير نظامي في أمريكا لمدة معينة، قبل أن يهاجر إلى مصر بحثا عن الانتشار والشهرة في العالم العربي.

وبهذا الصدد، قال نعمان لحلو إن الفنان محمد عبد اللوهاب نصحه بالذهاب إلى مصر، ليخوض هذه التجربة، ويطرح فيها أول ألبوم غنائي له باللهجة المصرية، لكن شعوره بالغربة قاده إلى العودة للمغرب مجددا.

لقاء تلفزيوني واحد بالمغرب، كان كافيا ليصبح نعمان لحلو مشهورا في الوسط الفني بالمغرب، ويجعله الأكثر طلبا في الحفلات والسهرات، وفق حديثه.

ويقول نعمان لحلو إنه وجد نفسه في تقديم الأغاني الوطنية، التي تعكس الهوية المغربية، في قالب حداثي، بلمسته الخاصة التي يبحث فيها دائما عن التميز، التي تتجاوز اليوم 140 أغنية في رضيده الفني بين التلحين والغناء.

ويختار نعمان لحلو مواضيع أغانيه بعناية، التي يشترط فيها الانفراد والتميز، فقد قدم مجموعة من الأعمال حول أطفال الشوارع والغناء عن الأطفال المصابين بالسرطان، والهجرة السرية، وأطفال التوحد، والتطرف اديني، ونقل جمالية المدن المغربية في أغانيه التي كانت تحتاج منه إلى بحث معمق، لإيمانه بأن الفن رسالة نبيلة هدفها التوعية والتحسيس.

ولأنه يؤمن برسالة الفن، أكد نعمان لحلو أنه ينبغي حماية الذوق العام، والتحلي بالأخلاق الحميدة في الفن الذي يوجه إلى مختلف الفئات العمرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News