حوارات | فن

سيناريست “كاينة ظروف”: فكرة المسلسل جاءتني من عيون سجينات والاستنساخ جريمة فنية

سيناريست “كاينة ظروف”: فكرة المسلسل جاءتني من عيون سجينات والاستنساخ جريمة فنية

تكشف السيناريست بشرى مالك في هذا الحوار مع جريدة “مدار21” أسرار كتابتها لسيناريو مسلسل “كاينة ظروف” الذي خلبت حبكته وأحداثه قلوب الجمهور المغربي منذ الشروع في بثه على شاشة التلفزيون في شهر رمضان الجاري.

وتطرقت بشرى مالك في حديثها مع الجريدة إلى مجموعة من المواضيع الأخرى من قبيل واقع كتاب السيناريو في المغرب والآفاق المستقبلية الممكنة كما أفصحت عن رأيها بخصوص ظاهرة الاستنساخ التي بدأت تستفحل يوما بعد يوم داخل المشهد الفني المغربي.

كيف وجدت تفاعل الجمهور مع أحداث مسلسل “كاينة ظروف”؟

سعيدة جدا بالأصداء الإيجابية، وبتفاعل الجمهور مع أحداث المسلسل، فالهدف الأساسي يكمن في إرضاء الجمهور، والذي أعتبره بمثابة ميزان حرارة أقيس به نجاح العمل وفشله.

كيف تولدت لديك فكرة المسلسل وشخصياته؟

لقد نسجت الخيوط الأولى لهذا العمل قبل ثلاث سنوات بعدما راودتني فكرته خلال مشاركتي في مهرجان “الدراما التلفزية”، بفيلم من كتابتي وإخراج أمين مونة، الذي عُرض في سجن للنساء.

التقيت آن ذلك مع سجينات بشكل مباشر، وترك ذلك وقعا علي، ما جعلني أتساءل عن وضعيتهن وأقرأ في أعينهن قصصا قادتهن إلى خلف القضبان.

لم أكن أعرف ما إذا كنت سأكتب هذه القصة لفيلم أو سلسة، لكن الموضوع استلهمني كثيرا، وشغل تفكيري، إلى أن حان وقت تقديم طلبات العروض، فقررت إخراج الفكرة إلى الوجود بمسلسل “كاينة ظروف”.

ومن خلال قصة المسلسل، يظهر أن السجن قد يكون ضحيته أي شخص، لا يختار بين الصغير والكبير أو طبقة اجتماعية معينة دون غيرها، ولا مستوى دراسي ما، لذلك اخترت شخصيات مختلفة عن بعضها في المسلسل لتصل إلى كل المغاربة.

لماذا غابت بعض الشخصيات ظهرت في بداية المسلسل؟

هناك شخصيات ستظهر من جديد وهناك شخصيات لن تعاود الظهور، ومنها شخصية لمياء التي جسدتها الممثلة وداد المنيعي بحب وإتقان، لأن القصة بالأساس تتمحور حول ثلاث نساء يغادرن السجن، ويقابلن مشاكل عديدة وسط المجتمع.

صحيح أن الجمهور ارتبط بشخصية لمياء، ما يدل على قدرة المنيعي على تشخيصها باحترافية، فالغرض من هاته الشخصية كان لتقريب المشاهد من اليوم الأول للسجين الذي يدخل مكتئبا ومحبطا، إذ لم أرغب في رصد فرحة الخروج منه فقط، فالعبرة تكمن في كون السجن بقدر ما يغادره البعض يدخله البعض الآخر.

ما هي أسرار نجاح المسلسل في شد انتباه الجمهور؟

السر يكمن في بناء الشخصيات ودراستها قبل صياغة السيناريو، ووضع وثيقة تعريفية توضح سلوكها وطريقتها في الحديث والتواصل مع الآخرين، ورسم معالمها وماضيها وحاضرها، لأن الشخصية هي من تصنع الحوار، الذي لا يجب أن يكون بغاية تأثيث فضاء فارغ، إذ يعتبر الحلقة القوية في العمل. لذلك لا يجب أن تُعطى هذه المهمة لأشخاص لا علاقة لهم بالمجال.

هل الجمهور سيكون على موعد مع أحداث مشوقة في الحلقات المقبلة؟

الأحداث المقبلة مهمة جدا، وعنصر التشويق حاضر في كل الحلقات، فالمهم ليس نهاية سوداوية أم سعيدة، إنما الأهم هل سيستوعب الجمهور الدرس ويستخلص العبر من المسلسل؟

السيناريست في العالم يُعتبر الحاضر الغائب، هل في نظرك يُظلم أم يَظلم نفسه بالبقاء في الظل؟

في العالم كله، السيناريست لا يُعطى له حقه، إذ في البداية كان ينسب العمل للممثلين الذين يظهرون في الشاشة، وحتى المخرج كان مغيبا، قبل أن يظهر في السنوات الأخيرة.

وفعلا السيناريست مغيب، فهناك من يرفض بنفسه الظهور رغم أنني أعيب هذا الأمر، لأنني أجد أنه مسؤول عن العمل الذي يقدمه وعليه تحمل سلبياته وإيجابياته ومواجهة الجمهور والتعريف بهذه المهنة، لأنه هو من صنع تلك الشخصيات ونسج خيوط قصصها، وكتب حواراتها.

ومن جانب آخر، فئة من الجمهور تجهل عادة آليات الدراما وكيف تتم، إذ هناك مفهوم خاطئ سائد عن السيناريست، فالبعض يظن أنه يكتب القصة، والمخرج أو جهة ما تصيغ الحوار، لكن في الواقع السيناريست من يرسم القصة والحوار بين الشخصيات، ويصنع الشخصيات بماضيها وحاضرها، ويكتب أحداثها المتسلسلة.

طفت على السطح أخيرا ظاهرة استنساخ السيناريوهات من أعمال أجنبية ما رأيك في ذلك؟

المتفرج المغربي ذكي جدا ويتابع جيدا الأعمال الأجنبية، لذلك عادة ما يكتشف أي استنساخ في الأعمال التي تعرض أمامه. وهنا أتساءل لماذا نستنسخ من الخارج؟، هل نعيش في مجتمع ميت وجامد ليس له ثقافة أو قضايا رغم أنه في كل منزل مغربي عشرات القصص التي يمكن أن نصنع منها حكايات؟

في الحقيقة، موضوع الاستنساخ يمس جميع كتاب السيناريو المغاربة، لذا نتمنى من القنوات اتخاذ قرارات صارمة تجاه من يرتكب هذه الجريمة الفنية، فالأعمال التي لا تشبهنا لا تنجح، والمشاهد المغربي في حاجة إلى أن يرى نفسه في المرآة.

هل تعتقدين أن المغرب يعاني نقصا على مستوى كتاب السيناريو؟

في الحقيقة المغرب لا يتوفر على عدد كبير من كتاب السيناريو، فهذا المجال لا يدرس في المغرب ويعتمد بالأساس على الموهبة، لذلك هو بحث ذاتي في مجالات متعددة، فالسيناريو وثيقة يعتمدها المخرج وخبير التجميل وغيرهما، يصيغها الكاتب بطريقة تقنية وأدبية وفنية ويخاطب عبرها الجمهور، لذلك يجب أن يتمتاز بالقدرة على رواية الحكاية والبلاغة في السرد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News