سياسة

خارجية فرنسا: العمل والاتصالات يتواصلان بشكل طبيعي مع المغرب

خارجية فرنسا: العمل والاتصالات يتواصلان بشكل طبيعي مع المغرب

مرى أخرى، يحاول المسؤولون الفرنسيون التقليل من حدة التوتر الحالي بين الرباط وباريس، والذي ظهر جليا من خلال الأزمة الصامتة التي جعلت العلاقات السياسية بين البلدين “شبه جامدة”.

وحاول المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، فرانسوا ديلماس، طمأنة الجميع من خلال الدفاع عن “الشراكة الاستثنائية” بين المملكة وبلاده، وذلك من خلال إجابة له على سؤال خلال لقاء صحفي عقده نهاية الأسبوع الفارط قال فيها: “لدينا شراكة ثنائية استثنائية مع المغرب.. رئيس الجمهورية ووزير الخارجية عبرا عن رغبتهما في المضي قدما مع المملكة”.

وبحسب المتحدث الرسمي باسم خارجية باريس، فإن الحوار مستمر بين البلدين دون انقطاع، حيث أبرز أن “العمل والاتصالات يتواصلان بشكل طبيعي بين السلطات المغربية ونظيراتها الفرنسية”.

وقبل شهر، أعرب الرئيس إيمانويل ماكرون عن رغبته في “المضي قدما مع المغرب”، داعيا إلى تجاوز الخلافات “دون الإضافة إليها”.

تصريحات ديلماس جاءت لتنفي بشكل غير مباشر، الأخبار التي كانت تداولتها وسائل إعلام دولية حول تعليمات مغربية من سلطات عليا للوزراء المغاربة، والتي تدور رحاها حول “عدم التعامل مع السفير الفرنسي في ما يخص العلاقات السياسية”.

ومنتصف مارس الفارط، قالت “أفريكا إنتلجنس” (AFRICA INTELEGENCE) في تقرير لها أن العلاقات بين فرنسا والمغرب تشهد مزيدا من التوتر، وأن المملكة المغربية لا تنوي تعيين مبعوث دبلوماسي جديد لها بفرنسا في الوقت الحالي.

وبعد أيام قليلة من العطلة في فرنسا، عاد السفير الفرنسي في الرباط، البالغ من العمر 60 عاما إلى المغرب، ليجد نفسه “يمشي على قشور البيض”، حسب الصحيفة، خاصة بعد تلقى العديد من الوزراء والمسؤولين تعليمات في منتصف فبراير بعدم رؤيته مرة أخرى.

وأشارت إلى أنه وحتى إن لم تكن هذه التعليمات موضوع “مذكرة داخلية” مباشرة، فإنه تم تطبيقها جيدا وبالفعل ألغى العديد من الوزراء وممثلي المملكة اجتماعات ووجبات عشاء مع المدير العام السابق لـ Business France في الأسابيع الأخيرة، وأضحى “شخصية غير مرغوب فيها” بالرباط.

وتؤكد أن “تجميد” العلاقات مع فرنسا، تهدف من خلاله الرباط لدفع باريس للخروج من “موقفها الرمادي” وإبداء موقف حازم، خاصة عقب “زوبعة” قرار البرلمان الأوروبي، والذي اتهم مسؤولون مغاربة “الحزب الحاكم” بفرنسا بالوقوف وراءه، مشيرة إلى أن “الوضع مع فرنسا حاليا، يشبه ما وقع مع ألمانيا سابقا” حين دعا رئيس الدبلوماسية المغربية أعضاء حكومة سعد الدين العثماني إلى تعليق كل الاتصالات مع السفارة الألمانية بالرباط.

وسبق للسفير الفرنسي في الرباط، أن التقى بالفعل بعدد قليل من المسؤولين الحكوميين خلال مناسبات معدودة، لعل أبرزها لقاءه “العابر” مع وزير الصناعة والتجارة رياض مزور في 18 فبراير، وبمحسن الجزولي، الوزير المنتدب المسؤول عن الاستثمارات، خلال المؤتمر العالمي للسرعة الفائقة السككية، الذي عقد في الفترة من 7 إلى 10 مارس في مراكش.

لكن لوكورتييه، وبحسب “أفريكا أنتلجنس”، لم يستقبل رسميا من قبل أي وزير في حكومة أخنوش منذ نهاية يناير، حيث يعود آخر لقاء مباشر له مع وزير مغربي إلى 24 يناير الفارط، حين التقى وزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح.

وكشف المصدر ذاته أن كريستوف لوكورتييه، ناقش وبشكل مباشر “وضعه الدقيق” مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال اجتماع مع إيمانويل ماكرون عقد في الإليزيه بداية مارس، مسجلا أن واقعة تفتيش الجمارك الفرنسية لطائرة الوزير السابق مولاي حفيظ العلمي Falcon 7X، والذي كشفت عن تفاصيلها “الغارديان” البريطانية، زاد الوضع بين باريس والرباط “تأزما”.

ولدى وصوله إلى العاصمة المغربية في بداية العام الجاري، تمكن كريستوف لوكورتييه مع ذلك من الاستفادة من مناخ الاسترخاء، عقب محادثات بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل المغربي محمد السادس، والتي تلتها زيارة رئيسة الدبلوماسية الفرنسية كاثرين للمغرب منتصف دجنبر وأعلنت خلالها وفي مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أن “الوضع عاد لطبيعته بشأن مسألة التأشيرات الشائكة”.

وعلى مستوى رمزي، ومنذ فبراير، تمت دعوة الوزراء والمسؤولين المغاربة لتفضيل استخدام اللغتين العربية والإنجليزية على حساب الفرنسية، وهو بالفعل ما استجاب له عدد من ممثلي الدولة المغربية في عدة مناسبات، وهو الأمر الذي اعتبرته “أفريكا أنتلجنس” غير جديد، على اعتبار أن المغرب كان مترددا في إصدار التراخيص اللازمة لفتح مدارس فرنسية جديدة في المملكة الشريفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News