البابا يندّد بـ”عقبات” تعوق السلام ويدعو لاستئناف الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين
أعرب البابا فرنسيس الأحد خلال إحيائه قداس عيد الفصح، عن “قلقه البالغ” إزاء دوامة العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مندّداً في الوقت ذاته بـ”عقبات” عديدة تعوق السلام في العالم.
وقال البابا في رسالته أمام 100 ألف شخص تجمّعوا في ساحة القديس بطرس، إنّ الهجمات “تهدّد جو الثقة والاحترام المتبادل المنشود والضروري لاستئناف الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين حتى يسود السلام المدينة المقدسة والمنطقة كلها”.
وأشار البابا الأرجنتيني، الذي دخل المستشفى الأسبوع الماضي بسبب التهاب الشعب الهوائية، إلى العديد من “العقبات” أمام السلام، مكرّساً حيزا خاصا في رسالته للحرب في أوكرانيا.
وقال متضرّعاً إلى الله “ساعد الشعب الأوكراني الحبيب في مسيرته نحو السلام، وأفِض النور الفصحي على الشعب الروسي”. وأضاف “عزِّ الجرحى والذين فقدوا أحباءهم بسبب الحرب واجعل الأسرى يعودون بأمان إلى عائلاتهم”.
كذلك، تحدّث البابا عن النزاعات حول العالم، من سوريا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، وصلّى من أجل “المتضررين من الزلزال العنيف في تركيا وسوريا”
دعوة للسلام
شهد هذا الأسبوع تصاعداً في أعمال العنف والاضطرابات بين إسرائيل والفلسطينيين، خلال عيدي الفصح اليهودي والمسيحي اللذين يتزامنان مع شهر رمضان.
ودعا البابا إلى استئناف الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين حتى يسود السلام “المدينة المقدّسة والمنطقة كلها”.
وكانت الشرطة الإسرائيلية اقتحمت في وقت مبكر الأربعاء الحرم القدسي خلال شهر رمضان الذي يعتكف فيه مسلمون عادة في المسجد الأقصى ويؤدون الصلاة ليلاً فيه.
وفي اليوم التالي، أُطلق أكثر من 30 صاروخاً من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل. واتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي مجموعات فلسطينية بالوقوف وراء هذه الصواريخ، وقال إنها كانت “نيران فلسطينية، قد يكون من أطلَقَها حماس، وقد يكون الجهاد الإسلامي.
بعد ذلك، شنّت إسرائيل غارات على جنوب لبنان وقطاع غزّة مؤكدة ضرب أهداف لحركة حماس.
والجمعة، أسفر هجومان منفصلان عن مقتل سائح إيطالي وشقيقتين تحملان الجنسيتين الإسرائيلية والبريطانية، وإصابة عدد من الأشخاص بجروح في تل أبيب والضفة الغربية المحتلة.
وليل السبت الأحد، قصفت إسرائيل بالمدفعية وبطائرة مسيّرة مواقع في سوريا بعد إطلاق صواريخ باتجاه هضبة الجولان التي احتلّتها الدولة العبرية وضمّتها.
متاعب صحية
عاد البابا البالغ 86 عاماً إلى مزاولة نشاطه بعدما دخل الاسبوع الماضي المستشفى بسبب التهاب في الشعب الهوائية.
وترأس مساء السبت قداس عيد الفصح لساعتين ونصف ساعة في كاتدرائية القديس بطرس في روما، بحضور نحو ثمانية آلاف شخص.
وكان قد ألغى الجمعة مشاركته التقليدية في خدمة درب الصليب في الكولوسيوم في روما، بسبب البرد.
وكان البابا فرنسيس، الذي يعاني مشاكل صحية مزمنة ويتنقل على كرسي متحرك بسبب آلام بركبته، قد نُقل إلى المستشفى في روما لمدّة ثلاثة أيام الأسبوع الماضي بسبب إصابته بـ”التهاب معدٍ في الشعب الهوائية”.
ومنذ خروجه من المستشفى السبت، شارك في عدّة لقاءات عامة في الفاتيكان، خصوصاً في قداس أحد الشعانين وجلسة الاستماع الأسبوعية العامة الأربعاء. وقام الخميس بغسل أقدام 12 سجيناً شاباً داخل سجن للأحداث في روما.
