فن

ظاهرة “مقرفة” تصيب فن التشخيص.. استياء أهل الاختصاص من إقحام مشاهير “الإنستغرام” في التلفزيون

ظاهرة “مقرفة” تصيب فن التشخيص.. استياء أهل الاختصاص من إقحام مشاهير “الإنستغرام” في التلفزيون

ما تزال ظاهرة استقطاب مشاهير “السوشل ميديا” إلى شاشات التلفزيون وإسناد أدوار رئيسية لهم، تثير استياء أهل الاختصاص، الذين يجددون النقاش في كل موسم رمضاني، محملين المسؤولية لمنفذي الإنتاج الذين يتبضعون أبطال هاته الأعمال من تطبيق إنستغرام.

ويبدو أن معايير انتقاء أبطال الأعمال التلفزية اختلفت عن السابق، إذ لم يعد “التكوين” شرطا أساسيا ضمن سلسلة الشروط، إنما أعداد المتابعين على صفحاتهم أصبح معيارا كافيا، أو وجوه جديدة تتقاضى أجورا زهيدة، مما يساهم في تغييب شريحة واسعة من الفناين، وفق نقاد.

وبهذا الصدد، قال الناقد الفني فؤاد زويرق إن ظاهرة جلب من يسمون بالمؤثرين، أصبحت ظاهرة “مقرفة” تصيب فن التشخيص ببلادنا في مقتل، مستغربا إقحام مشاهير كل اهتمامهم تنصب على جمع أكبر عدد من “اللايكات” في المسلسلات بدعوى شعبيتهم، دون أخذ بعين الاعتبار سوء وبؤس تشخيصهم الذي يؤثر على العمل ككل.

وحمل الناقد ذاته بعض المنتجين مسؤولية ما أسماه بـ”المرض المستفحل”، مستحضرا الراحل جمال الدين الدخيسي، الذي خلق الممثل الواعي المثقف، ولقنه أبجديات الصنعة أكاديميا داخل المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وفق تدوينته في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

وأضاف الناقد فؤاد زويرق أنه “رغم انتكاسة الدراما ببلادنا إلا أننا مازلنا نرى ”حنة إيديه” ونعايش إرثه أمام أعيننا ونستمتع به، وهذا لا يقلل بطبيعة الحال من موهبة ممثلينا الذين لم تتح لهم الفرصة للدراسة في هذا المعهد، بل صنعوا أنفسهم بأنفسهم داخل ورشات التمثيل، أو صقلت موهبتهم تحت سياط الركح، أو اختاروا معاهد أخرى ثم نجحوا بفضل إصرارهم وحبهم للمجال”.

بدورها الممثلة سناء عكرود تساءلت عمن سيحمي الممثل المكون أكاديميا الذي يعيش من مداخيل هذه المهنة التي كرس لها حياته واختار أن يدرسها ويتمكن من آلياتها وميكانيزماتها ليزاولها باحترافية واحترام وتهيب كما يزاول الطبيب والمهندس والمحامي والنجار مهنهم المحترمة.

وواصلت عكرود في تدوينة نشرتها عبر حسابها الرسمي على “إنستغرام” قائلة: “من سيحمي الممثل المحترف من الاجتياح العشوائي غير المقنن لـ”المؤثرين” و”انستغراميين و”مغنيين” و”كائنات” باستدارات سخية أعيد صنعها وتشكيلها وتدويرها ووضعها في واجهة عرض تثير شهية المضاربين”.

وتساءلت عكرود أيضا عمن سيحمي الممثل الحقيقي من الكائنات الوصولية التي تمارس مهنا أخرى “حقيقية” وتأتي لتزاحم الممثل في شغفه ولقمة عيشه فتقبل بأبخس الأجور فقط من أجل الظهور.

واعتبرت عكرود أن هناك بعض الممثلين مغيبين بسبب احتكار زملاء لهم كل الفرص، واكتساحهم الشاشة بأجور زهيدة، مردفة: “تجدهم يمثلون في البر والبحر والأرض والسماء وحتى الفضاء، فتجدهم في المسلسلات والإعلانات وبرامج التقديم والمسابقات ونشرة الأخبار، فمن سيتظم هذه الفوضى وهذا الاختلال في التوزيع؟”.

وأشارت عكرود إلى أن بعض الممثلين يستغلون من طرف منفذي الإنتاج أو ما أسمته بـ”سمسار الأدوار”، لافتة إلى أن هناك عشوائية وفوضى في توزيع الأدوار واختيار الممثلين دون مراعاة السن أو احترام شروط توافقه مع الدور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News