المحكمة الدستورية ترفض إلغاء مقعدين برلمانيين للحركة والاستقلال بالدار البيضاء

صرّحت المحكمة الدستورية ضمن قرار جديد لها برفض إلغاء انتخاب عبد الحق الشفيق عن حزب الحركة الشعبية المطرود من حزب الأصالة والمعاصرة، واسماعيل بنبى عن حزب الاستقلال برسم الانتخابات المجراة في شتنبر الماضي بدائرة عين الشق بالدار البيضاء.

وقضت المحكمة برفض طلبي عبد الحق هلال عن جبهة القوى الديمقراطية ومحمد شوقي عن حزب الاتحاد الاشتراكي الراميين إلى إلغاء نتيجة الاقتراع الذي أجري في 29 شتنبر 2022 بالدائرة الانتخابية المحلية “عين الشق” (عمالة مقاطعة عين الشق) والذي أعلن على إثره انتخاب عبد الحق الشفيق واسماعيل بنبى عضوين بمجلس النواب.

وأمرت المحكمة ضمن قرارها الصادر تحت رقـم: 214/23 م.إ، بتبليغ نسخة من قرارها هذا إلى رئيس مجلس النواب، وإلى الجهة الإدارية التي تلقت الترشيحات بالدائرة الانتخابية المذكورة، وإلى الأطراف المعنية، وبنشره في الجريدة الرسمية.

وتتلخص المأخذ المتعلقة بالأهلية بالنسبة للمطعون في انتخابه الأول، عبد الحق الشفيق، سبق له أن انتخب برسم اقتراع 8 شتنبر 2021 باسم حزب سياسي معين، وأنه ألغي انتخابه برسم الاقتراع المذكور بموجب قرار المحكمة الدستورية رقم 22/188 م.إ الصادر في 28 يونيو 2022، ثم ترشح برسم الاقتراع موضوع الطعن باسم حزب سياسي آخر، دون أن يقدم استقالته من الحزب الذي كان ينتمي إليه، كل ذلك في مخالفة للقانون التنظيمي للأحزاب السياسية، وللنظامين الأساسي والداخلي للحزب الذي ترشح باسمه، مما يعد مناورة تدليسية.

وأوضحت المحكمة، وهي تبتّ في طلب الإلغاء، أنه “بصرف النظر عن توقيت اتخاذ قرار الطرد وسياقه، فإنه يبين من الاطلاع على “الوصل النهائي عن لائحة إيداع ترشيح”، والمستحضر من قبل المحكمة الدستورية، أن المطعون في انتخابه ترشح في 11 شتنبر 2022، أي في تاريخ لاحق على صدور قرار طرده، وخصص له رمز السنبلة بتزكية من الجهاز المختص لحزب الحركة الشعبية، مما لا يكون معه المطعون في انتخابه المعني، منتميا وقت إيداع ترشيحه لأكثر من حزب سياسي واحد، ويكون المأخذ المتعلق بالأهلية غير قائم على أساس”.

وتتخلص المآخذ المتعلقة بسير الاقتراع بالنسبة لاسماعيل بنبى عن حزب الاستقلال، في اعتراضه الناخبين يوم الاقتراع وإغرائهم بالمال للتصويت لفائدة المطعون في انتخابهما، وأن السلطات المختصة لم تتدخل رغم إخبارها من طرف الطاعن الأول، إضافة إلى استعمال،”التكنولوجيا لإفساد عملية الاقتراع”، إذ إن المطعون في انتخابه الأول، أحضر سيارة قرب مكاتب التصويت مجهزة إلكترونيا لنقل ما يروج داخل هذه المكاتب عن عملية التصويت، وبفضل هذه التقنية، فإن الناخب يبعث من هاتفه بصورة الورقة التي يضع عليها علامة لفائدة المطعون في انتخابه المذكور إلى هاتف آخر.

واعتبرت المحكمة الدستورية، أن الطاعن الثاني، لئن أدلى، تعزيزا لمأخذه بدعامة إلكترونية، عبارة عن أربعة شرائط فيديو وصورة من محضر للضابطة القضائية مؤرخ في 27 أكتوبر 2022 تحت عدد 7062/ف.ش/ق/2022 المنجز من طرف الفرقة الجنائية لفرقة الشرطة القضائية بمنطقة أمن عين الشق الدار البيضاء، فإنه لا يبين من الاطلاع على مضمون شرائط الفيديوهات المذكورة حدوث ما ادعاه.

وكشفت المحكمة، أن الوقائع المدعاة في النازلة، وبعد فتح بحث تمهيدي بشأنها من طرف الشرطة القضائية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، التي أمرت بالاستماع إلى صاحب السيارة المذكورة ومجموعة من الأشخاص، تقرر بشأنه الحفظ بتاريخ 27 أكتوبر 2022 لانعدام العنصر الجرمي، حسبما يستفاد من كتاب وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء، المؤرخ في 12 يناير 2023 عدد 23/2023 المسجل بالأمانة العامة للمحكمة الدستورية في 31 يناير 2023 تحت عدد 24/2023، مؤكدة أن المأخذين المتعلقين بسير الاقتراع “غير مرتكزين على أساس صحيح”.

وقررت المحكمة الدستورية، في يونيو 2022، إلغاء انتخاب عبد الحق الشفيق (الأصالة والمعاصرة) وإسماعيل بنبى (حزب الاستقلال) عضوين بمجلس النواب، على إثر الاقتراع الذي أجري في 8 شتنبر 2021 بالدائرة الانتخابية المحلية عين الشق (عمالة مقاطعة عين الشق)، كما أمرت المحكمة ذاتها بتنظيم انتخابات جزئية في هذه الدائرة بخصوص المقعدين اللذين كانا يشغلانهما عملا بمقتضيات المادة 91 من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب.

هذا، وتصدر عبد الحق شفيق مرشح حزب الحركة الشعبية النتائج النهائية للانتخابات الجزئية عن دائرة عين الشق بالدار البيضاء؛ بحصوله على 3580 صوتا، ليأتي في المرتبة الأولى على الرغم من قدومه من حزب الأصالة والمعاصرة، بينما استطاع مرشح حزب الاستقلال إسماعيل بنبي الحصول على 1219 صوتا.

وحصل مرشح حزب جبهة القوى الديمقراطية عبر مرشحه عبد الحق هلال، على 329 صوتا، بينما رشيد القبيل مرشح حزب العدالة والتنمية حصل على 287 صوتا فقط، واستطاع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية محمد شوقي الحصول على 279 صوتا عن دائرة عين الشق، فيما حصل مرشح الحزب الاشتراكي الموحد عادل شاهدي على 76 صوتا، مقابل حصول مرشح حزب التقدم والاشتراكية يوسف جاهد بالله على 45 صوتا.