سياسة

رحبت به أوروبا والجزائر.. هل يؤثر اتفاق السعودية وإيران على علاقات الرباط بطهران؟

رحبت به أوروبا والجزائر.. هل يؤثر اتفاق السعودية وإيران على علاقات الرباط بطهران؟

ترحيب أوروبي وعربي، قلق إسرائيلي، وتوضيحات أمريكية. كانت هذه أبرز ردات الفعل الدولية في الساعات الأولى لإعلان استئناف العلاقات السعودية الإيرانية وإعادة فتح السفارتين والقنصليات الدبلوماسية، مقابل “صمت مغربي”.

ومن بين المرحبين بالاتفاق السعودي الإيراني، الاتحاد الأوروبي الذي اعتبر، وحسب ما جاء في بيان المتحدث الرئيسي للشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، أنه و”نظرا لأن السعودية وإيران لهما دور محوري بالنسبة لأمن المنطقة، فإن استئناف العلاقات الثنائية يمكن أن يسهم في استقرار المنطقة بأسرها”.

الجزائر أيضا رحبت بعودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران واعتبرت أن ذلك يُسهم في تعزيز السلم والأمن بالمنطقة والعالم.

واستبعد المحلل السياسي سعيد الصديقي أن تؤثر هذه العودة على مسار العلاقات بين الرباط وطهران، على اعتبار أن “الملفين مختلفان تماما” مبرزا أن سبب تأزم العلاقات المغربية الإيرانية لم يكن انعكاسا للخلاف الخليجي الإيراني.

وقال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة فاس، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية إن ملف العلاقات بين الرياض وطهران مختلف عن ملف العلاقات مع الرباط، نظرا لأن الأخيرة لم تقطع علاقتها مع إيران بسبب تعكر علاقاتها مع الخليج.

ولفت الصديقي إلى أن السبب الرئيسي هو اتهام المغرب لإيران بدعم جبهة البوليسارية ومدها بالأسلحة النوعية، وخاصة الدرونات، وذلك ما جاء على لسان وزير الخارجية ناصر بوريطة وعدد من المسؤولين الأمنيين، كان آخرهم مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية “البسيج”، حبوب الشرقاوي.

وتابع المحلل شارحا “مادامت إيران تساند البوليساريو عسكريا لا يمكن أن يحصل أي تطور إيجابي في العلاقات بين الرباط وطهران”.

وفي الثالث من أكتوبر الفارط، اتهم وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة، وبشكل مباشر، إيران بـ”تهديد السلم الإقليمي والدولي”، معتبرا أنها أضحت هي “الراعي الرسمي للانفصال ودعم الجماعات الإرهابية في عدد من الدول العربية”.

وقال وزير الخارجية المغربي، في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره اليمني أحمد عوض بن مبارك، بالرباط، إن “طهران، بتبنيها لفاعلين غير حكوميين مسلحين، أصبحت تهدد السلم الإقليمي والدولي، عن طريق حصول هؤلاء الفاعلين على أسلحة وتقنيات متطورة، على غرار الطائرات المسيرة”.

وحمّل بوريطة المجتمع الدولي مسؤولية تطور الأوضاع في حال عدم تصديه للجانب الإيراني، معتبراً أن إيران “هي الممول والداعم الرسمي للانفصال والجماعات الإرهابية عبر تسهيل حصولهم على أسلحة متطورة، فضلاً عن تدخل طهران في الشؤون الداخلية للدول العربية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق جماعات إرهابية مسلحة”.

وأضاف: “المغرب بدوره يعاني مما تقوم به إيران من هذا التدخل، لذلك فنحن نعتبر أن إيران هي الراعي الرسمي للانفصال والإرهاب في الدول العربية”، مشيرا إلى أن “الدول التي تُمكِّن طهران من هذا النوع من الأسلحة عليها أن تتحمل مسؤوليتها لما تشكله من خطورة على سلامة وأمن عدد من الدول، خاصة أن هؤلاء الفاعلين غير الحكوميين لا يتوفرون على مسؤولية قانونية”.

ولم يصدر أن تعليق لحد الساعة من وزارة الخارجية المغربية حول الاتفاق السعودي الإيراني، في وقت خرج فيه مسؤولون إسرائيليون للتحذير من تحركات “العدو المشترك” مع الرباط، حيث اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إعادة العلاقات بين السعودية وإيران بأنها “فشل ذريع وخطير للسياسة الخارجية للحكومة الإسرائيلية” التي يتزعمها حاليا بنيامين نتنياهو.

بدوره قال رئيس رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، نفتالي بينيت، إن “تجديد العلاقات بين السعودية وإيران، هو تطور خطير بالنسبة لإسرائيل وانتصار سياسي بالنسبة لإيران”.

واعتبر أن استئناف العلاقات الإيرانية السعودية يشكل “ضربة قاضية لجهود بناء تحالف إقليمي ضد إيران”، وشدد على أن ذلك “فشل ذريع لحكومة نتنياهو، نجم عن مزيج بين الإهمال السياسي والضعف العام والصراع الداخلي في البلاد”.

وأبرز رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمنية في الكنيست الإسرائيلي، يولي إدلشتاين، أن عودة العلاقات الإيرانية السعوية “أمر سيئ للغاية بالنسبة لإسرائيل والعالم الحر بأسره…وحان الوقت للجلوس والتحدث وحل خلافاتنا من أجل لم شملنا واتحادنا ضد التهديد الوجودي الذي نواجهه”.

وخرج الرئيس الأميركي جو بايدن عن صمته معلقا عن هذه الخطوة بالقول “إنه كلما كانت علاقات إسرائيل وجيرانها أفضل كان ذلك أفضل للجميع”.

من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن السعوديين أبلغوا واشنطن باتصالاتهم مع الإيرانيين، لكن لم يكن للولايات المتحدة دور في الاتفاقية.

وأكد كيربي أن ما يهم واشنطن هو إنهاء الحرب في اليمن، ووقف الهجمات على السعودية، مشددا على أن الولايات المتحدة سترى إذا ما كانت إيران ستفي بالتزاماتها بعد إبرامها الاتفاقية مع السعودية.

وأضاف كيربي أنه ليس واضحا ما إذا كان ذلك سيؤثر على اتفاقيات أبراهام.

يشار إلى أن المغرب قطع علاقته مع إيران في 1 ماي 2018، على خلفية صلة حزب الله اللبناني بجبهة البوليساريو الانفصالية، بعد عامين من عودة العلاقات إلى طبيعتها أواخر 2016 وبعد سبع سنوات من القطيعة على خلفية اتهام الرباط لطهران بنشر التشيّع في البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News