سياسة

بعد تجاهلهم من وهبي.. مساعي حقوقية لإقناع الطلبة المضربين عن الطعام بتعليق خطوتهم

بعد تجاهلهم من وهبي.. مساعي حقوقية لإقناع الطلبة المضربين عن الطعام بتعليق خطوتهم

بعد أن واجههم وزير العدل عبد اللطيف وهبي بالتجاهل والصمت، رافضا الاستجابة لمطالبهم بفتح تحقيق نزيه ينهي الجدل حول “الخروقات” التي أثيرت بشأن مباراة المحاماة، أطلق مجموعة من الحقوقيون والسياسيون وممثلو هيئات مغربية نداء إلى المضربين عن الطعام من ضحايا امتحان المحاماة لمناشدتهم من أجل إيقاف خطوتهم.

وناشد عدد من الحقوقيين، في عريضة تضمنت توقيعات المضربين عن الطعام، المقدر عددهم بـ11 شخصا، من بيهم طالبتان، المضربين من أجل وقف خطوتهم لأجل “حماية الحق في الحياة والسلامة الجسدية”، خاصة مع تدهور الحالة الصحية لعدد من المضربين ونقلهم إلى المستشفى أكثر من مرة.

وجاء في العريضة “نحن مجموعة من المواطنين المغاربة المؤمنين بقيم حقوق الإنسان، والمتطلعين مثلكم إلى مغرب المساواة والإنصاف والعدالة، نناشدكم من موقع المسؤولية التي يجب أن تكون جماعية لحماية الحق في الحياة، وحماية السلامة الجسدية، من أجل إيقاف إضرابكم عن الطعام، خصوصا بعد الأنباء المتواترة عن تدهور حالتكم الصحية”.

وتابع الحقوقيون “إننا معكم في نضالكم السلمي المدني من أجل الدفاع عن الحق في امتحانات ومباريات لا تخرق ضمانات الشفافية والإنصاف، ولا تكون معبرا لكل أشكال التدخل من أي جهة كانت”، مضيفين “إن صرختكم واحتجاجاتكم قد أبانت عن سمو ترافعكم ونبل معركتكم السلمية والمشروعة”.

وخاطب الموقعون على العريضة المضربين قائلين “إننا إذ نحيي صمودكم وثباتكم على موقفكم، نناشدكم من أجل إيقاف إضرابكم عن الطعام.   نناشدكم باسم عائلاتكم التي أفنت زهرة أعمارها فداء لكم. نناشدكم باسم أسمى حق في الوجود، وهو الحق في الحياة، نناشدكم باسم كل أصدقائكم وأحبابكم والمتعاطفين مع نضالكم، نناشدكم لأننا نريدكم بيننا ومعنا من أجل مواصلة مسيرة النضال من أجل مغرب للجميع”.

وعاهد الموقعون المضربين عن الطعام وضحايا الامتحان على دعمهم في كل أشكالهم النضالية المقبلة، و”لكن الأولوية هنا والآن لحقكم في الحياة، ولسلامتكم الصحية والجسدية”.

في هذا السياق، دعت اللجنة الوطنية لضحايا امتحان المحاماة “جميع المرسبين‎ ‎‫ والمرسبات إلى تجسيد وقفة احتجاجية أمام البرلمان يوم‎ ‎‫الأحد 5 مارس 2023 ابتداء من الساعة 16:00، في ظل التفاعل السلبي لمجموعة من المؤسسات والتواطؤ‎ ‎‫المفضوح لبعض الجهات من أجل طمس جريمة التلاعب ‎ ‎‫بامتحانات المحاماة”.

‎‫ودعا الضحايا كذلك “كافة ممثلي الهيئات الحقوقية والنقابية ‎ ‎‫والسياسة والضمائر الحية للحضور وتجسيد التضامن مع‎ ‎‫القضية العادلة واحتجاجا ضد الفساد والمحسوبية والزبونية ‎ ‎‫الذي يطبع المباريات والامتحانات العمومية”.

وضمن أوائل التوقيعات على العريضة الموجهة للمضربين عن الطعام، توجد توقيعات النقيب عبد الرحمان بنعمرو، والنقيب عبد الرحيم الجامعي، وعبد السلام لعزيز، الأمين العام لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، ونبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد.

كما يوجد من بين الموقعين عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وعادل تشيكيطو، رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، وحسان كمونK رئيس المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف، ومحمد الغلوسي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، وفاطمة التامني نائبة برلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، ورشيد حموني برلماني عن حزب التقدم والاشتراكية، وعلي بوطوالة نائب الأمين العام لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، ومحمد الساسي عضو المكتب السياسي لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، إضافة إلى عدد من الحقوقيين والنشطاء.

وفي ساعات متأخرة من ليلة أمس أفاد محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام بأنه “انتهيت قبل قليل من نقاش مفتوح وصريح وواضح مع الطلبة المضربين عن الطعام بالرباط احتجاجا على نتائج امتحان المحاماة”، مضيفا “نقاش طويل استغرق ما يقارب ستة ساعات من الزمن، نقاش حر وديمقراطي يهدف إلى اقناعهم بتوقيف الإضراب المفتوح عن الطعام نظرا لتداعياته على أوضاعهم الصحية وحقهم المقدس في الحياة، وهو ما تفهمه الجميع وليست لأي أحد منهم الرغبة بالمخاطرة بحياته”.

وتابع الغلوسي، ضمن تدوينة على صفحته بموقع التواصل التواصل الاجتماعي “تفاجأت حقيقة بمستواهم ونضجهم وأخلاقهم العالية وتوصلت إلى قناعة أساسية هي أن هؤلاء الشباب ما كانوا ليقدموا على خطوة الإضراب المفتوح عن الطعام لولا تعنت وزير العدل وركوبه موجة التحدي، كانوا فقط في حاجة إلى من ينصت إليهم، من يحاورهم، من يصدقهم القول، كان بإمكان الوزير أن يفتح بابه لهم ويعاملهم كأبنائه ويشعرهم بالأمل في المستقبل وأنا لي اليقين أنهم لن يسلكوا طريق التصعيد، ما أقوله ليس خيالا إنها حقيقة لمستها هذا اليوم”.

وأورد المحامي محمد الغلوسي “نعتهم الوزير بكمشة وصد الأبواب في وجوههم ولم يجدوا أي مخاطب مسؤول وشعروا بأن لا أحد يلتفت إليهم مما جعلهم يتجرعون مرارة الظلم والحكرة والتي شكلت وقود إقدامهم على خطوة تصعيدية تجلت في دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام”، مؤكدا أن “الحوار معهم سيتواصل وبقلب مفتوح وأكيد سنصل إلى نتائج إيجابية لأننا لانريد أن نفقد شبابا كله طموح وعزيمة وإصرار وتضحية، الوطن في حاجة إليهم جميعا”.

ويذكر أن الطلبة المضربين عن الطعام لجأوا إلى خطوة الإضراب عن الطعام بعد أن رفضت الوزارة الاستجابة لمطلبهم في فتح تحقيق، وتجاهلتهم مختلف المؤسسات التي طرقوا أبوابها، بما فيها المؤسسات القضائية التي طالبوها بإلغاء الامتحان وفتح تحقيق في الموضوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News