سياسة

ابن كيران يَعِد بإعادة تربية أعضاء حزبه استعداد للانتخابات القادمة ويعرض وصفته للنجاح

ابن كيران يَعِد بإعادة تربية أعضاء حزبه استعداد للانتخابات القادمة ويعرض وصفته للنجاح

بالرغم من السنوات المتبقية على الانتخابات القادمة إلا أن عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، يضع عينيه على العودة إلى تسيد المشهد السياسي، رغم السقوط المخيب خلال 8 شتنبر، زاده في ذلك ما يعتبره تجربة “استثنائية” في التدبير الجماعي لمستشاري الحزب خلال السنوات الماضية، و”فشل” الأحزاب الحالية في تقديم بديل، مراهنا في الحين نفسه على “إعادة تربية أعضاء الحزب للعودة إلى تدبير الشأن العام في القريب.

ويرى ابن كيران، خلال كلمة أدلى بها أمام المؤتمر الوطني الثالث لجمعية مستشاري العدالة والتنمية، اليوم الأحد، أن عودة الحزب إلى تدبير الشأن العام ستكون وشيكة، مطالبا أعضاء الحزب بالاستعداد المكثف للمرحلة المقبلة من خلال مراقبة العمل الجماعي حاليا والتبليغ عن الاختلالات، ومواصلة التكوين والتواصل مع المواطنين، والتمسك بالمرجعية، معتبرا أن هذه الأمور من مقومات العودة.

وأشار إلى أنه منذ عودته إلى قيادة الحزب انطلق في إعادة هيكلته، بدءا من المستوى الجهوي، ثم على المستوى الإقليمي والمحلي، كما تمت إعادة هيكلة هيئات الحزب الأخرى كالشبيبة والنساء والمهنيين، والأن بصدد هيكلة جمعية مستشاري الحزب، مضيفا أن أغلب اللقاءات شكلت فرصة للتواصل السياسي وعرفت حضورا وازنا وحماسا كبيرا، وإن كان بعضها شهد حضورا أقل.

وفي إشارة إلى الاستعداد للعودة تابع ابن كيران “إن كانت دولتنا والناخبين لم تعد تريدكم فإن الله يريدكم والشعب يريدكم وفي النهاية ستعودون”، مؤكدا “نحن هنا من أجل الوقوف في وجه الفساد والاستبداد”.

وأبرز بن كيران دور الحزب في خدمة الدولة والحياة السياسية موضحا “منذ جئنا ونحن نقدم الكثير وساهمنا في إنقاذ بلادنا من ربيع عاتِ وأسوء من الخريف، وقمنا بإجراءات أنقذت ميزانية الدولة، إضافة إلى المساهمة على مستوى الجماعات، في حين تمت مجازاتنا بهذا الشكل من طرف الدولة، مضيفا هناك أناس يتضايقون منا”.

في السياق نفسه، أوضح بنكيران “لا يصح إلا الصحيح وأن الناس إذا أغرتهم الوعود الكاذبة والأموال وتواطؤ رجال السلطة، ففي الأخير سيرى المغاربة من هو الصحيح، وسيتذكرون مستشاري البيجيدي الذين شرفوا حزبهم وبلادهم”، مؤكدا على مستشاري حزبه “لا تراجع لأنه لدينا هدف وسنبقى محافظين عليه، ويجب أن نتشبث حتى وإن لم نكن في التسيير لأنه إذا تخلينا قد نسأل، ويجب أن نستمر”.

وحول وضفة العودة، طالب بنكيران من أعضاء حزبه الاستعداد منذ الأن للانتخابات القادمة، داعيا إياهم للاستعداد للترشح، وعدم التراجع لأن المقصود في السماء وهذه مرجعية الحزب التي لن يتخل عليها، مؤكدا أن ّالتشبث بالمرجعية ضروري وأنه سيبدل مجهودا في إعادة التربية لأعضاء الحزب، التي هي من صميم الدين الإسلامي”.

وأضاف الأمين العام في السياق نفسه أن الدولة “مهما قامت بمجهود، ومهما كان من يترأس الحكومة إن لم يكن هناك تجاوب معه من طرف الناس في جميع القطاعات والمجالات فلن ينجح، ولهذا يجب أن نشتغل على هذا الجانب موضحا أنه سيعمل على خلق لجنة تربوية.

وأوصى ابن كيران أعضاء حزبه “يجب أن تستعدوا للمستقبل من خلال متابعة مستجدات العمل الجماعي، وهذا ليس تجسس، بل واجب تقومون به في الدفاع عن المواطنين، وغن تبلغوا عن الاختلالات”، مؤكدا على ضرورة “التكوين الذي يجب ألا يتوقف استعداد للمرحلة المقبلة، لأنكم ستعودون إلى التدبير لأنه إلى حدود اللحظة لم يقدم الموجودون في تدبير الشأن العام أي شيء”.

وشدد بن كيران على ضرورة التواصل مع المواطنين وأن يتم شرح ما يقع لهم، وأن يتشبثوا بالسياسة لأنه لا بديل عنها فحزب العدالة والتنمية له قناعة الإصلاح في ظل الاستقرار، مؤكدا على ضرورة المشاركة لأنه لو لم تكن المشاركة ستكون العواقب وخيمة.

هذا واغتنم عبد الإله بن كيران كلمته للإشادة بحسن تدبير مستشاري حزب العدالة والتنمية خلال العشر سنوات الماضية، مضيفا أن الحزب على المستوى الحكومي كان أداؤه مشرفا جدا وإن وقعت أخطاء سياسية بررت الهزيمة.

وأشار المتحدث إلى أنه “لو كانت الانتخابات متفرقة، يوم للانتخابات التشريعية وآخر للانتخابات المحلية، من المستحيل أن تكون هذه النتائج على مستوى الجماعات، لأن أداء مستشاري الحزب أتشرف بتبنيه وتميز بأشياء ما أحوج الوطن إليها”، متسائلا “كيف يفرط بلد في مثل هذه الشريحة من المنتخبين، فمنذ ولجتم الجماعات أشاد الناس بحسن الاستقبال ونظافة اليد، في حين اليوم يمنع مستثمرون من دخول الوزارات”.

وأضاف أن تدبير مستشاري العدالة والتنمية تميز بالشبابيك الموحدة للحصول على رخص السكن والتعمير بكل شفافية وفعالية بدل المعاناة والابتزاز، وتحسن النظافة في المدن، إضافة إلى النقل الجماعي الذي جعل مدن مغربية تتوفر على نقل يضاهي مدن أوروبية، موضحا أن “الإدارة خلال الفترة السابقة كانت إن لم تعرقل عمل مستشاري الحزب فهي لا تساعدهم وفي بعض الأحيان تقف في وجههم سدا منيعا، قبل أن يستدرك بأن بعض رجال السلطة كانوا بالفعل يساعدون”.

وكشف أن مستشاري الحزب “عُرفوا بمجموعة من التدابير منها ما يتعلق بخلق فرص الشغل، وما يتعلق بمناطق صناعية كانت مهددة أن تصبح تجزيئات يأخذ فيها رؤساء جماعات عمولات كبيرة، إضافة إلى ما يتعلق بالإنارة والوقوف إلى جانب المواطنين وما يخص الفيضانات، فضلا عن حس بيئي متعلق بالمساحات الخضراء”.

وانتقد بن كيران بالمقابل تدبير مستشاري الأحزاب الأخرى خلال الفترة الراهنة، قائلا “لا زلنا في بداية المشوار لكن رائحة النزاعات والخلافات والتفويتات انبعثت”، واصفا “مرحلة تدبير الحزب للجماعات بالاستثنائية”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News