صحافة وإعلام

بايتاس: وسائل التواصل الاجتماعي تطرح جوانب مقلقة لا ينبغي مواجهتها بالرقابة بل التحصين والتوعية

بايتاس: وسائل التواصل الاجتماعي تطرح جوانب مقلقة لا ينبغي مواجهتها بالرقابة بل التحصين والتوعية

قال الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، إن التعامل مع الجوانب المقلقة التي تطرحها وسائل التواصل الاجتماعي، وانعكاساتها غير المرغوب فيها على القيم الديمقراطية في العصر الحديث، لا يجب أن يكون قائما على الرقابة.

وأوضح بايتاس خلال درس افتتاحي لتكوين الدكتوراه في الصحافة والإعلام الحديث، قدمه أمس السبت بكلية اللغات والآداب والفنون التابعة لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، برسم الموسم الجامعي 2022-2023، إن التعامل مع هذه الإشكالية لا يجب أن يكون قائما على الرقابة، بقدر ما يجب أن يكون مبنيا على التحصين والتوعية، على مستوى المدارس والفضاءات العمومية والجمعيات والأحزاب السياسية وغيرها.

وأبرز الوزير أن النموذج الاقتصادي الذي تعتمد عليه شبكات التواصل الاجتماعي قائم أساسا على الربح عن طريق الإشهار، ما يفرض جذب أكبر نسبة من المستهلكين بصنف الأخبار التي تخلق التفاعل أو ما يطلق عليه “البوز”، مذكرا في هذا الصدد بالأرباح الخيالية التي تحققها شبكات التواصل الاجتماعي بفضل كم هائل من الأخبار يستهلكها المواطن دون تحر لصحتها.

وأكد بايتاس الأرقام “صادمة” حول اتساع ردهة الأخبار الزائفة في المغرب، مشيرا إلى نتائج الاستطلاع الذي أصدره المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئية بحر الأسبوع الجاري، والذي كشف أن 93 بالمئة من المغاربة يتلقون أخبارا غير موثوقة، وأن 51 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع أكدوا أنهم بثوا أخبارا مشكوك في صحة مضمونها.

وسلط بايتاس الضوء على الأرقام التي أعلنت عنها الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات لسنة 2020، التي تعكس تطور رقعة الإعلام الرقمي في المغرب، حيث يبلغ عدد مستعملي الأنترنيت في المغرب 88 بالمئة من السكان، وأن أكثر من 21 مليون مغربي يستعملون بشكل يومي مواقع التواصل الاجتماعي.

وتوقف المسؤول الحكومي عند العلاقة بين حرية الممارسة التي تتمتع بها مواقع التواصل الرقمية بالممارسة الديمقراطية، مبرزا  أن فئة كبيرة من الشباب يستعملون هذه الوسائط للتعبير عن الرأي.

وشدد بايتاس في كلمته على ضرورة تقوية التواصل بين المؤسسات السياسية المنتخبة ونجاعتها في علاقتها بالمواطن باعتبار ذلك من الضمانات الأساسية لتجنب الانزلاقات التي تنجم عن التوظيف السيء لهذه الوسائط.

وتطرق أيضا إلى العلاقة بين الصحافي المهني والفاعل في مواقع التواصل الرقمية، مبرزا الاتساع الذي تشهده رقعة هذه المواقع الرقمية “غير المؤسساتية”، داعيا إلى ضرورة تعزيز المكانة التي تحتلها الصحافة المهنية في المجتمع.

ويرى الوزير أن الصحافي المهني عادة ما يشتغل بأمانة مهنية في عمله الصحفي، من خلال التمحيص والبحث وتقصي الحقائق في بحثه عن الأخبار، وتحري المصداقية والموضوعية في نشرها، وهو ما لا يتوفر في كثير من الفاعلين العاملين في مواقع التواصل الاجتماعي التي تضع الربح المادي فوق كل اعتبار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News