سياسة

اقتراب الامتحانات الشفوية.. هل يراهن وهبي على الوقت لطي ملف “خروقات” مباراة المحاماة؟

اقتراب الامتحانات الشفوية.. هل يراهن وهبي على الوقت لطي ملف “خروقات” مباراة المحاماة؟

بالرغم من الانتقادات الكثيرة التي طالت مباراة المحاماة، والدعوات المختلفة من هيئات حقوقية ومهنية وسياسية ونقابية لوزير العدل عبد اللطيف وهبي لفتح تحقيق نزيه في المباراة، إلا أن الوزير بنى جدارا من الصمت حول الملف مراهنا على مرور مباراة الشفوي لتأكيد نجاح الناجحين ورسوب الراسبين.

الوزير وهبي الذي أثارت خرجاته في كل مرة جدلا واسعا بسبب تصريحاته التي أحيت في كل مرة مطالب التحقيق يتضح أنه استوعب الدرس، وأصبح مراهنا على الصمت والوقت لتمرير نتائج المباراة، دون فتح تحقيق في الاتهامات الثقيلة التي أطلقت بشأن “الاختلالات”.

وأثار وهبي زوبعة من الانتقادات في كل خرجاته، ذلك أن آخر ظهور له في حوار مع وكالة أنباء المغرب العربي تبعه سيل من التوضيحات من طرف الضحايا والوقفات الاحتجاجية، ما جعله يتفادى التصريحات في الموضوع، والأكثر من ذلك أن وزارة العدل أعلنت عن الامتحان الشفوي للمحاماة في بداية شهر مارس، غير مبالية بالمطالب التي يرفعها الضحايا.

ومن جانبهم، فالضحايا لم يتناسوا الموضوع حيث أكدوا أنهم يعتزمون مواصلة معركتهم وتصعيدها إلى أبعد الحدود لتحقيق مطالبهم بفتح تحقيق نزيه وترتيب الجزاءات في حق الذين ثبت تورطهم في “الاختلالات” مع إلغاء نتائج المباراة وإعادة الامتحان، الشيء الظي يرفضه وزير العدل.

وفي هذا السياق فسر أمين نصر الله، عضو “اللجنة الوطنية لضحايا امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة”، في تصريح لـ”مدار21″، صمت الوزير عبد اللطيف وهبي بأنه “لم يعد لديه ما يقول وفي كل مرة يخرج بتصريح يسقط في زلات”، دون أن يستبعد أن يكون وزير العدل قد تلقى أوامر من أجل السكوت والتقليل من خرجاته.

وأضاف نصر الله بأن لجنة ضحايا مباراة الامتحانات “لا تزال ماضية في المعركة من خلال الجانب القضائي ومراسلة المؤسسات”، مشيرا إلى أنه “تمت مراسلة الديوان الملكي والأحزاب السياسية والفرق البرلماني، إضافة إلى الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والقضاء الإداري والقضاء الجنائي وغيرها من المؤسسات، إضافة إلى الوقفات الاحتجاجية المبرمجة”.

وأشار أمين نصر الله إلى أن انتظارات ضحايا امتحان المحاماة هي أن “يتم إنصافهم من طرف المؤسسات التي يضعون بها كامل الثقة، وأن تقوم بعملها لا سيما وأن الخروقات واضحة، مضيفا أنه في حال لم يكن هناك تجاوب مع قضية ضحايا مباراة المحاماة لن يكون هناك جدوى من هذه المباراة”.

وحول اقتراب الامتحان الشفوي للمباراة الذي سيتم الإعلان بعده عن لائحة الناجحين رسميا ما يطرح استبعاد أي إمكانية لإلغاء النتائج أو إعادة إجراء المباراة، قال أمين نصر الله إن “ضحايا المباراة سيصعدون من احتجاجاتهم خلال الأسبوع الأخير قبل الامتحان الشفوي، والتي قد تصل إلى الإقدام على خطوة الإضراب المفتوح عن الطعام”، لأنه “لم يعد لدينا ما نخسره وهذا الأمر ليس من باب المزايدة” يؤكد نصر الله.

وتابع المتحدث نفسه أن ضحايا مباراة المحاماة لن يتنازلوا عن مطالبهم، حتى لو أصرت الوزارة على تمرير الامتحان الشفوي، مؤكدا “لقد ذهبنا إلى أبعد نقطة ولن يكون هناك أي تراجع أو تنازل”، مضيفا “لا يمكن أن نصمت على هذا الظلم، وأنه اليوم فقط عرفنا أن عضوا في مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب شغل ابنه في ديوان وزير العدل، وخلال الامتحان نجح ابنيه وكاتب الإجراءات الذي يشتغل معه في المكتب وصهر هذا الأخير، وهذه فضيحة”.

وأورد المتحدث أن مراهنة الوزير على الوقت لتمرير “الخروقات” لن تسفر عن نتائج لأن “الضحايا ليس لديهم مطالب نقابية قطاعية يمكنهم الانتظار لتحقيقها، فنحن مرتبطون بتاريخ وزمن معين إذا اقترب ولم يكن هناك حلول سنلجأ إلى الإضراب عن الطعام”.

وحول ما إن كان “الضحايا” سيتراجعون بعد أن أوصلوا صوتهم بخصوص الخروقات التي شابت المباراة، قال أن نصر الله بأن “امتحان المحاماة عرى على واقع الزبونية والمحسوبية التي توجد في جميع القطاعات، وبالتالي فنحن واعون أننا لو مررنا هذه الفضيحة كاملة، فالقادم سيكون أسود”.

وفي السياق نفسه تابع المتحدث “لم يعد لدينا خيار، فأنا أبلغ من العمر 32 سنة لا يعقل أن يمر هذا الامتحان وأنتظر السنة القادمة لاجتاز امتحان آخر ثم أمر بفترة تدريب لثلاثة سنوات وغيرها من الإجراءات”، مؤكدا “كل هذه الأمور لم نعد قادرين لنصبر عليها، حيث نوجد في حالة نفسية لا نستطيع الصبر معها على الإقصاء أكثر”.

واختتم نصر الله حديثه قائلا إن “الصبر الوحيد الذي يمتلكه ضحايا مباراة المحاماة هو الصبر في المعركة النضالية وأن لن يكون هناك أي صبر لأمور أخرى”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News