اقتصاد

“تقهرنا”.. غلاء المعيشة يخرج المغاربة للاحتجاج بعدد من المدن رفضا للزيادات في الأسعار

“تقهرنا”.. غلاء المعيشة يخرج المغاربة للاحتجاج بعدد من المدن رفضا للزيادات في الأسعار

خرج مئات المغاربة بعدد من المدن، بشكل متزامن، للتعبير عن سخطهم من الزيادات المتتالية في أسعار المواد الغذائية، وخاصة الخضر واللحوم، استجابة لدعوات الاحتجاج التي أطلقتها هيئات حقوقية ونقابية، حيث ردد المحتجون شعارات مستنكرة للغلاء مطالبين الحكومة بالتدخل العاجل بدل مشاهدة نهب جيوب المواطنين.

ونظم المحتجون وقفات احتجاجية بأكثر من مدينة، اليوم الأحد على الساعة الرابعة، حاملين لافتات منددة بالارتفاع المهول للأسعار، رغم التوضيحات التي قدمتها الحكومة في الأيام الأخيرة، إذ يعتبر المحتجون أن الحكومة تقدم فقط التبريرات، دون القيام بإجراءات عملية لإيقاف الغلاء الذي يعاني منه المواطنون.

وصرحت إحدى المواطنات المحتجات بالدار البيضاء ل”مدار21″ أن كل المواد الغذائية والخضر واللحوم ارتفع ثمنها، مضيفة “أصبحت أخجل من الذهاب للسوق بسبب الغلاء”، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة الحالي هو المسؤول وينبغي عليه التحرك لإيجاد حل لمساعدة الشعب المغربي لأن “هادشي بزاف علينا ولا يمكن الصبر عليه لأن الجيب أصبح فارغا”.

وقال محتج آخر على هامش الوقفة المنظمة بالدار البيضاء أنها جاءت بسبب ما يعرفه المغرب من غلاء للأسعار الذي اكتوت به الفئة العريضة من الشعب المغربي، مؤكدا بأن الحكومة التي لم تجد حلا لما يحدث حاليا لا يمكنها أن تستمر في زل ما هو مرتقب عالميا من حروب وأزمات”.

وتابع المتحدث نفسه، في تصريح ل”مدار21″ بأن العديد من الحكومات بالعالم لجأت إلى تخفيض الضرائب ومحاربة الاحتكار والرفع من الأجور حتى تمكن شعوبها من التماشي مع الأزمة العالمية بينما الحكومة المغربية لا تجد سوى المبررات والمصوغات للتهرب من الغلاء الفاحش للأسعار تارة بأنها تستورد وتارة بأننا نصدر وتارة بأن هناك احتكار”، مضيفا “لا ننتظر شيئا من حكومة رجال الأعمال التي تعمل على الاستفادة من الأزمات”.

ومن وجدة حج مئات المواطنين لتنظيم وقفة ومسيرة ضد الغلاء، أد على هامشها عبد العزيز داودي، الكاتب العام للاتحاد المحلي لنقابات وجدة، أن الاحتجاج جاء “للتنديد بالزيادات المتتالية في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية لنقول بصوت واحد كفى لأن هذه الزيادات قهرتنا ولم نعد نستطيع الاستمرار بسببها”.

وأوضح داودي أن “هذه الزيادات تأتي في وقت لم تتحرك الحكومة التي بقيت تتفرج في نهب جيوب المواطنين بشكل غير مسبوق، ذلك أن بعض المواد تجاوزت الزيادات بها 300 في المئة”، مضيفا أن هذه الزيادات تأتي في وقت بقيت الأجور على ما هي عليه وارتفعت تسريحات العمال، وارتفاع نسب البطالة التي تحتل بها الجهة الشرقية الريادة في غياب البديل الاقتصادي بعد إغلاق الحدود”.

وأورد داودي بأن “المنتخبين ومجلس الجهة ومجلس الجماعة والمجلس الإقليمي لا يقومون بدورهم في إرساء مشاريع تنموية من شأنها فك العزلة عن المنطقة الشرقية”، مشددا “سصعد من احتجاجاتنا مستقبلا ولن ندخر جهدا حتى ترضخ الحكومة لمطالب المواطنين والمواطنات”.

ومن المنطقة الشرقية نفسها، وجهت مواطنة محتجة رسالة إلى الحكومة عير موقع “مدار21″، مؤكدة بأن كل المواد ارتفع ثمنها في حين لا توجد أي مناصب للشغل في غياب بديل لشباب المنطقة بعد إغلاق الحدود، مضيفة بأن الحكومة عليها القيام بواجبها وإلا فيجب أن تتخلى عن المسؤولية.

وأضافت السيدة نفسها بأنه يجب النظر إلى حال المسكين مضيفة أن ما يحدث عار ويجب النظر إلى حال الشباب بإيجاد عمل لهم بعد إغلاق الحدود.

وبدورها انخرطت مدينة طنجة في الاحتجاج، حيث تجمع عشرات المواطنين مرددين شعارات رافضة للغلاء، وصرح أحد المحتجين أن هذه الوقفة تأتي ضد المتوالي في أسعار المواد الغذائية والغلاء المهول التي تمس المواد التي تستعملها الأسر المغربية الفقيرة والمواطن البسيط.

وأوضح المتحدث أن القوت اليومي للمواطن المغربي البسيط مهدد، ذلك أن المواطن لم يعد قادرا على تلبية حاجياته، موضحا أنه يجب الاستمرار في الاحتجاج إلى حين فرض التراجع عن هذه الزيادات وطرد الشركات الاستعمارية التي تستفيد من خوصصة العديد من الخدمات لنهب جيوب المغاربة”.

وتابع أحد المحتجين بطنجة أن الوقفة الاحتجاجية تأتي رفضا للأوضاع الكارثية التي يعيشها المواطنون، مضيفا أن “هذه الوضعية جريمة مكتملة الأركان ترتكب في حق المغاربة”، مضيفا الأجور لا تلائم بأي صفة أثمنة المواد الغذائية، واصفا اللجان التي تراقب الأسواق بالكذبة لأنه لا يعقل أن عشرين سنة من المخططات دون أن يتم مراعاة ظروف المواطنين.

وحجت مجموعة من المدن المغربية لتنفيذ وقفات احتجاجية بسبب الغلاء، في وقت أكدت الحكومة أن قامت بمجموعة من الإجراءات التي ستمكن من خفض الأسعار في غضون الأيام والأسابيع المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News