سياسة

ذي إيكونوميست: فرنسا تحتاج للغاز والجزائر متخوفة من تعاون الرباط وتل أبيب في الأسلحة

ذي إيكونوميست: فرنسا تحتاج للغاز والجزائر متخوفة من تعاون الرباط وتل أبيب في الأسلحة

قالت مجلة ذي إيكونوميست البريطانية إن التقارب بين فرنسا والجزائر راجع بالأساس لأزمة الغاز التي يعرفها العالم وخاصة أوروبا، مشيرة في الوقت ذاته أن العلاقات بين باريس والرباط متوترة، حيث أن “آخر زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب تعود لسنة 2018، لكن الملك محمدا السادس قضى عطلته بفرنسا العام الماضي دون أن يلتقي بالرئيس”.

وسجلت المجلة في مقالة تحليلية بعنوان “فرنسا تتخلى عن المغرب لصالح الجزائر ” دفاع حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن إدانة البرلمان الأوروبي للمغرب فيما يتعلق بأوضاع حقوق الإنسان وخاصة الصحفيين، “بل إنه أسهم في تمرير القرار دون توجيه انتقادات متزامنة للنظام الجزائري الذي له سجل واسع في هذا المجال”.

ويشير المصدر ذاته أن العلاقات بين فرنسا والجزائر خلال الفترة الأخيرة تعرف تطورات إيجابية، ترجمتها الزيارات الرسمية بين مسؤولي البلدين، مؤكدا أن باريس سعت منذ فترة للتقارب مع الجزائر، شأنها شأن العديد من الدول الأوروبية، في خضم الحرب الروسية على أوكرانيا، التي تسببت في أزمة غاز غير مسبوقة.

وتستشهد المجلة البريطانية بزيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني للجزائر الأسبوع الفارط، حيث أبدت رغبتها خلال لقاء مع تبون في تعزيز التعاون بين بلديهما في مجال الطاقة بحيث تصبح إيطاليا “مركزاً” لتوزيع الطاقة الجزائرية في أوروبا.

ونبهت المقالة التحليلية إلى أن العلاقات بين الجزائر وفرنسا كانت متوترة للغاية قبل سنة ونصف بسبب تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون بخصوص الذاكرة الجماعية للجزائريين، إضافة إلى تأثيرات قرار تقليص التأشيرات الفرنسية الممنوحة لمواطني البلدان المغاربية، والتي كان ضمنها الجزائر.

وقالت إن الجزائر وقبل فترة قصيرة استدعت السفير الفرنسي للاحتجاج على تصريحات الرئيس الفرنسي، ومنعت القوات الجوية الفرنسية من المجال الجوي الوطني، “لكن بعد ذلك تغير موقف باريس بشكل مفاجئ من جنرالات قصر المرادية، ليستقبل بعدها ماكرون أعلى جنرال جزائري، وهو سعيد شنقريحة، بوصفه أقوى رجل في البلاد، ثم بعث وفدا وزاريا إلى الجزائر لتوقيع اتفاقيات مشتركة”.

وعن التنافر بين باريس والرباط، قال الخبير الأمريكي في شؤون الجزائر جيف بورتر، لذي إيكونوميست إن “المغرب كان يرسم دوائر بشأن الجزائر في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، لكنها أصبحت فجأة أكثر أهمية لأوروبا وأقل إشكالية”، معتبرا أن “المغرب أدار ظهره لأوروبا القديمة بصفة نهائية”.

واعتبرت المقالة التحليلية أن “المملكة المغربية اتجهت نحو عقد شراكات جديدة مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية”، خاصة عقب الزياراة الأخيرة، مبرزة أن جميع الإشارات تؤكد أن “النظام العسكري الجزائري يتخوف من الأسلحة العسكرية الإلكترونية المتطورة التي ستوفرها تل أبيب للرباط في الأشهر المقبلة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News