سياسة

المسّ بشرف “الركيبات” يصل البرلمان ومطالب بالتحقيق في دعم الإساءة للهوية الوطنية

المسّ بشرف “الركيبات” يصل البرلمان ومطالب بالتحقيق في دعم الإساءة للهوية الوطنية

دخل برلمانيون من الأغلبية والمعارضة، على خط الضجة التي أثارها عرض الفيلم الوثائقي “زوايا الصحراء… زوايا الوطن” الذي اعتبر مسيئا لنسب وشرف قبيلة الركيبات، مطالبين وزير الثقافة والتواصل والشباب محمد مهدي بنسعيد، بالكشف عن التدابير المزمع اتخاذها للتدقيق في المعطيات التاريخية الواردة بالأفلام الوثائقية والسينمائية الخاصة بالأقاليم الجنوبية.

ووجّه رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، عبد الرحيم شهيد، طلبا إلى رئيس المجلس راشيد الطالبي العلمي، من أجل التحدث في موضوع عام وطارئ، طبقا لمقتضيات النظام الداخلي لمجلس النواب، وخصوصا المادة 152 منه، تقدمت به النائبة البرلمانية عن نفس الفريق حياة لعرايش حول “طعن فيلم في نسب وشرف قبيلة الركيبات بالمهرجان السينمائي بالعيون.

كما وجهت حياة لعرايش سؤلا شفويا إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، حول “طعن فليلم في نسب وشرف قبيلة الركيبات بالمهرجات السينمائي بالعيون”، وقالت البرلمانية،  إن الدورة السادسة لمهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، والتي كان من المفروض أن تمتد ما بين 19و25 دجنبر 2022 بمدينة العيون عرض فليم “زوايا الصحراء زوايا الوطن للمخرجة مجيدة بنكيران، “وهو من الأفلام التي استفادت من الدعم المخصص من طرف المركز السينمائي المغربي”.

وسجلت النائبة الاتحادية، أن “هذا الفيلم الوثائقي تضمن مغالطات ومعلومات خاطئة، مست شخصية تاريخية وقامة وطنية وازنة بالأقاليم الصحراوية المغربية، من طينة وحجم الشيخ سيدي أحمد الركيبي”، مؤكدة أن “هذا الحدث خلف استياء وتذمرا لدى أبناء المنطقة خاصة والمغاربة عموما، نظار للتشويه والتطفل الذي مسا حياة أحمد الركيبي، إلى درجة أن السلطات والجهات المختصة، عملت مباشرة على إزالة جميع اللافتات والملصقات المتعلقة بالتظاهرة من الشوارع.”

وأشارت لعرايش، ضمن سؤالها الذي اطلع عليه “مدار21″، إلى إلغاء حفل اختتام المهرجان المذكور، وذلك درءا لكل ما من شأنه أن يؤجج الوضع، و التصدي لكل عمل يحرف الحقائق التاريخية، ويطعن في نسب وشرف أهل الصحراء، باعتبار أن كل ما يمس شرف وعرض قبيلة من قبائل الصحراء المغربية هو مس في الهوية الوطنية، وفي تاريخ قبائل ناضلت وبايعت سلاطين المملكة المغربية.

وبعد الجدل الكبير الذي أثاره فيلمها “زوايا الصحراء.. زوايا الوطن”، وتسببه في إلغاء مهرجان العيون السينمائي، بسبب تضمن إحدى فقراته إساءة لقبيلة الركيبات وشيخها أحمد الركيبي، أعلنت مخرجة الفيلم مجيدة بنكيران اعتذاراها عن ما تسببت فيه المداخلة من إساءة لأحد رموز الزوايا الصحراوية، مؤكدة أن المسؤولية يتحملها جميع المتدخلين باعتبارها مسؤولة عن الجانب الفني والتقني فقط.

وطالبت عضو الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، الوزير بنسعيد، بإطلاع البرلمان، عن كيفية دعم هذا الفيلم من قبل المركز السينمائي المغربي، وماهي آليات تدبير واختيار اللجان التي تراقب العمل السينمائي، وما هي التدابير والآليات الكفيلة بضامن البحث الجدي والموضوعي في الثقافة الحسانية بعيدا عن السطحية والأشرطة المتسرعة؟

وفي نفس الاتجاه، سجل سيدي صالح الإدريسي عضو فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب أن “ساكنة الأقاليم الجنوبية بصفة عامة وأفراد قبيلة الشرفاء الرقيبات تعيش على وقع الصدمة، بعد عرض فيلم وثائقي يحمل عنوان “زوايا الصحراء… زوايا الوطن” ضمن فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الفيلم الوثائقي بمدينة العيون، وهو الفيلم الذي حمل بين طياته مجموعة من المغالطات وصلت حد الطعن في نسب أفراد قبيلة الشرفاء الرقبيات بعد التطاول على جدهم الشيخ سيدي أحمد الرقيبي”.

وأكد البرلماني في سؤال كتابي موجه إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل أنه “ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها عرض أفلام لا تمت للمنطقة بصلة وتتناول ثقافتها وعاداتها بكثير من التهكم وعدم الاحترافية”، لافتا إلى أن أبناء المنطقة من ذوي الاختصاص العلمي في مجال التاريخ وبشهادات الدراسات العليا وبتجارب دولية مستعدون لتقديم المعلومات التي تخص تاريخ منطقتهم”.

وطالب عضو فريق البام بالغرفة الأولى للبرلمان الوزير بنسعيدن بـ” الاعتماد على أبناء المنطقة لإبراز ثقافة وعادات أقاليمنا الجنوبية على أحسن وجه وعدم السماح بالتلاعب بالتاريخ أو تزويره أو تحريفه أو استغلال التراث الحساني لتحقيق مآرب شخصية من لدن أطراف لا علاقة لهم بالمجال الصحراوي والثقافة الحسانية”، داعيا في المقابل إلى الكشف عن التدابير المزمع اتخاذها من أجل “تشديد الرقابة على الأفلام التي تهم مناطقنا وأقاليمنا الجنوبية، وذلك قبل عرضها في المعارض والمهرجانات الدولية الخاصة إن كانت تهم مكونا قبليا له امتداد تاريخي وجغرافي”.

وفتح جدل الإساءة لأحد أعلام الصحراء المغربية في الفليم المذكور، النقاش حول قطاع المجال السمعي البصري والسينمائي ومسيريه، وصل لحد مطالبة المسؤولين عن “الفضيحة”، والتي أغضبت عددا من سكان الأقاليم الجنوبية، بالاستقالة “فورا ودون تبرير”، وأولهم وزير الثقافة محمد مهدي بنسعيد.

ولم يكن خطأ شريط “زوايا الصحراء زوايا الوطن”، والذي تضمن شهادة المؤرخ الجيلالي العدناني التي اعتبرتها شريحة واسعة من المجتمع الصحراوي إساءة لأحد رموز المنطقة ولمكون من مكوناتها الكبيرة، أول خطأ في القطاع والذي يمس قضية حساسة للمغاربة قاطبة “ملف الصحراء المغربية والوحدة الترابية”.

ففي منتصف أكتوبر الفارط، أثار الفيلم السينمائي المغربي “زنقة كونتاكت”، الفائز بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته الـ22، جدلا واسعا بسبب احتوائه على مشاهد تضم أغنية تعود للمغنية الانفصالية “مريم منت حسان”، المعروفة بدعمها لجبهة “البوليساريو الوهمية”.

وتساءل الكثير من المتتبعين للشأن الثقافي والسينمائي المغرب، ساعتها كيف لفيلم أن يروج لمغنية انفصالية وموسيقاها، أن يعرض في مهرجانات متعددة، بل يفوز بجوائر، دون “مراقبة” من المسؤولين عن القطاع، خاصة أن الفيلم تم دعمه بأكثر من 400 مليون سنتيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News