برلمانيون يحاكمون وزير الشغل بسبب “فاجعة كلميم” والسكوري يحمل المسؤولية للحكومات السابقة

تعرض يونس سكوري وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، اليوم الاثنين خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب، إلى محاكمة من طرف نواب الأغلبية والمعارضة الذين وجهوا له انتقادات لاذعة على خلفية حادث انقلاب قارب للهجرة غير النظامية بسواحل مير اللفت مما أسفر عن وفاة 13 شخصا، من بينهم امرأة ورجل مسن.

وقالت عائشة زلفى عضو الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، إن فاجعة كلميم، “مؤشر واضح على فشل برنامج أوراش وعجز الحكومة عن وضع تصور حقيقي لامتصاص البطالة المنتشرة في صفوف الشباب وتوفير فرص حقيقية للتشغيل”، مضيفة أن المثل المغربي يقول : “حتى مشّ ما كايهرب من دار العرس” لو أنكم وفرتم مناصب حقيقية لضمان العيش الكريم للشباب المغربي فلن يلجأ الشباب إلى الهجرة غير الشرعية واختيار ركوب التهلكة”.

ونبّهت البرلمانية وزير الإدماج الاقتصادي والشغل، إلى عدد الأمهات اللواتي اكتوين بنار فقدان فلذات أكبادهن، “وكم خلفت هذه الفواجع من أطفال يتامى وأرامل في غياب أي معيل لهم”، وسجلت عضو الفريق الاشتراكي، أن الحكومة الحالية، “تعاني من فهم الخطب و التوجيهات الملكية”، وزادت موجهة مخاطبة سكوري: ” اليوم أبانتم أنكم فشلتم فعلا في وضع خطة حقيقة للحد من البطالة”.

وتقدمت البرلمانية باسم الفريق الاشتراكي بالتعازي لأسر ضحايا فاجعة غرق قارب للهجرة غير الشرعية بجماعة مير اللفت جماعة سيدي باقليم كلميم، وقالت إن “هؤلاء شباب في مقتبل العمر للأسف هم ضحايا قوارب الموت”، وتساءلت “إلى متى ستظل جهة كلميم واد نون تنشط فيها هذه القوارب وإلى متى يستمر مسلسل ابتلاع البحر لشباب المنطقة”؟  وسجلت أن “هذه الجهة هي الأولى وطنيا في معدلات البطالة والأخيرة في عدد مناصب الشغل”.

من جهته، أكد عضو فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب محمد الصباري، أنه “في الوقت الذي كان فيه العالم يخلد احتفالات رأس السنة الميلادية كانت جهة كلميم واد المنكوبة والمكلومة تشيع جثامين مجموعة من الشباب قضوا غرقا”، مضيفا “مكرهين ركبوا قوارب الموت في جهة كلميم الشباب ليس لديهم أي خيار  الفقر والبطالة من أمامهم والأطلسي من ورائهم، وشدد الصباري على أنه “لابد من ايجاد حل ناجع للبطالة والحد من ازهاق أرواح رعايا صاحب الجلالة”.

من جانبه، اعتبر فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب، أن ما وقع بجهة كلميم واد نون، ” أمر مؤلم جدا في مغرب اليوم” معربا عن تعازي الفريق لأسر الضحايا وبالشفاء العاجل للجرحى والسلامة للمفقودين، وأكد الفريق النيابي أنه ” دائما ندق ناقوس الخطر بهذه الجهة التي تحتل الريادة في البطالة وبصفر استثمارات وجهة بدون معامل” ن داعيا في المقال الحكومة إلى وضع برامج تشغيل اسثنائية لفائدة هذه الجهة”

ورد الوزير السكوري، ضمن جلسة الأسئلة الشفهية الأسبوعية بمجلس النواب، على الانتقادات البرلمانية، وقال إن الحكومات السابقة لم تقم بأي شيء للحد من معدلات البطالة على صعيد جهة كليمم واد نون وأنها هي من تتحمل مسؤولية ما وصلت إليه الجهة اليوم”.

وقدم  الوزير، التعازي في ضحايا فاجعة جهة كلميم واد نون، واعتبر أن “مثل هذه الأحداث المأساوية تترك أثارا كبيرا في نفوس جميع المغاربة”، وأوضح في المقابل أنه ” انطلاقا من رغبة الحكومة الحالية لتفعيل ديمقراطية حقيقية محلية قررنا إبرام برنامج تعاقدي مع الجهات ومنحها جميع الامكانيات المتوفرة”.

وسجل سكوري، أن الحكومة معبأة من أجل حل مشاكل المواطنين بمختلف جهات المملكة، وأشار إلى أنه زار مؤخرا جهة كلميم واد نون وقضى بها عدة أيام والتىقى مع المنتخبين ومختلف الفعاليات والسلطات المحلية من أجل تدارس قضية التشغيل، مبرزا أن الجهة تتميز بعدد من الخصوصيات بذل مجهود في إطار برنامج أوراش بالنسبة للحصيص الذي منح لهذه الجهة رغم قلة كثافتها السكانية.