دولي

رغم تخفيف إجراءات “صفر كوفيد”.. شوارع بكين خالية على عروشها

رغم تخفيف إجراءات “صفر كوفيد”.. شوارع بكين خالية على عروشها

ما تزال شوارع بكين خالية تقريبا من حركة الناس بفضاءاتها وأماكنها العامة، في مشهد يبدو جليا من خلاله أن الحذر من الإصابة بفيروس كورونا ومتحوراته لازال يسيطر على نفوس سكان العاصمة، وذلك على الرغم من تخفيف القيود الصحية المرتبطة بالوباء.

ولا يبدو أن القرار الأخير الذي اتخذته السلطات بتخفيف إجراءات السيطرة على كوفيد-19، والذي تم تنفيذها لأكثر من ثلاث سنوات في إطار استراتيجية صارمة لمكافحة وباء كوفيد -19، قد كان له أثر، على الأقل في الوقت الحالي، على نفوس السكان من أجل استئناف المسار الطبيعي لحياتهم.

وأعلنت السلطات الصينية الأسبوع الماضي عن تخفيف الإجراءات الصحية الصارمة للسيطرة على الفيروس، التي كانت قد اتخذتها في إطار استراتيجية صفر كوفيد.

وهكذا لم يعد الأشخاص الذين ثبتت اصابتهم بالفيروس ملزمين بالتنقل لمراكز الحجر الصحي، فضلا عن تقليص اجراء الاختبارات الإلزامية للكشف عن كوفيد-19، بما في ذلك الأشخاص الذين يسافرون داخل البلد الذين أصبحوا غير ملزمين بالإدلاء برمز السفر الرقمي، وهو الذي كان اجباريا من أجل التنقل بين المدن والمقاطعات.

وأوضحت السلطات أن الإجراءات الجديدة تأتي بسبب إضعاف المتحور الجديد لكوفيد-19، غير أن ارتفاع عدد الإصابات، لم يشجع سكان العاصمة على المغامرة بالخروج.

وعلى المستوى الرسمي، تظهر الأرقام الصادرة عن وسائل الإعلام انخفاضا ملحوظا للإصابات مقارنة بالأسابيع القليلة الماضية.

وذكرت لجنة الصحة الوطنية الثلاثاء أن البر الرئيسي الصيني سجل يوم الاثنين 2270 حالة بفيروس كوفيد -19 محلية العدوى، و5181 من دون أعراض، مسجلة أنه في الأسبوع الماضي، تجاوزت الإصابات المؤكدة 4000 حالة يوميا، في حين بلغ عدد الحالات بدون أعراض عشرات الآلاف.

ويبدو أن السلطات مصممة على المضي قدما في تخفيف إجراءات السيطرة، لا سيما من أجل تمكين الاقتصاد من الانتعاش من جديد، وذلك بعد التباطؤ الذي أثر على توقعات النمو الحكومية.

وأعلن مكتب بلدية بكين للثقافة والسياحة أول أمس الثلاثاء العودة إلى الأنشطة السياحية، من بنيها السفر من وإلى المدينة في احترام لبعض الإجراءات الصحية، لاسيما فخص درجة حرارة جسم السياح والمرشدين السياحيين والسائقين قبل الرحلات.

من جهة أخرى نشرت وسائل الإعلام العمومية يوم الاثنين نتائج استطلاع أجري عن طريق الانترنيت أظهر “رضا واسعا” اتجاه تدبير الوضعية الصحية بالبلاد.

وبحسب وسائل الاعلام فإن المشاركين في هذا الاستطلاع أكدوا أن الإجراءات الصارمة التي نفذتها الصين لمكافحة الوباء، والتي تم تعديلها بشكل دوري على مدى السنوات الثلاث الماضية لمواجهة متحورات الفيروس، أنقذت ملايين الأرواح.

وقالت نانسي روانان من مقاطعة شنشي، والتي شاركت في هذا الاستطلاع عبر الانترنيت “فخورة وممتنة لأن لون رمز صحتي ظل دائما أخضر”، مؤكدة أن إجراءات مكافحة كوفيد قد وفرت الحماية للصينيين من الفيروس.

وكتبت “تم تطبيق تدابير مكافحة الأوبئة على المستوى الوطني في دجنبر 2019 وتم تخفيف بعض هذه الإجراءات في دجنبر … الأمر متروك لنا الآن”.

وأشارت وسائل الاعلام إلى رسالة أخرى، ن شرت على منصة ويتشات تلخص الشعور الجماعي اتجاه السيطرة على كوفيد-19 بالصين.

وفي هذا الصدد سجل تشانغ يونغسن أن الصينيين يجب أن لا ينسوا “شعورهم بالفخر” عندما كانت الصين واحدة من أكثر الدول أمانا سنة 2021 وكان عدد الحالات والضحايا يرتفع في جميع أنحاء العالم.

وأضاف “عشت في الخارج منذ بداية الوباء. قد يكون العالم منقسما بشأن تدابير الصين للسيطرة على الوباء، لكن هذه الإجراءات أنقذت بلا شك حياة ملايين الأشخاص. […] أنا ممتن لهذه الإجراءات، لأنها وفرت الحماية لمن أحبهم، وخاصة والدي المسنين نسبيا”.

وفضلا عن ذلك، يواصل المسؤولون والمهنيون في قطاع الصحة التأكيد على أن الوضع الصحي سيستمر في التحسن في الأيام المقبلة.

ويتعلق الأمر بتحسن تسعى السلطات الصينية لتعزيزه، لا سيما من خلال تسريع التلقيح، على الخصوص في أوساط المسنين الذين يظلون فئة معرضة لخطر أكثر في حالة حدوث أي تفشي جديد للفيروس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News