فن

يغوص في دهاليز “الاتجار بالبشر”.. فيلم “السلعة” يضع معاناة مهاجري جنوب الصحراء بالقاعات السينمائية

يغوص في دهاليز “الاتجار بالبشر”.. فيلم “السلعة” يضع معاناة مهاجري جنوب الصحراء بالقاعات السينمائية

تم مساء يوم أمس الإثنين تقديم العرض ما قبل الأول لفيلم “السلعة” للمخرج محمد نصرات، بقاعة ميغاراما بالدار البيضاء بحضور أبطاله، على أن تشرع باقي القاعات الوطنية في عرضه، ابتداء من الـ23 من شهر نونبر الجاري.

ويسافر فيلم “السلعة” بالمشاهد في رحلة تبسط معاناة مهاجرين من جنوب الصحراء يقعون ضحية عصابة إجرامية تتجار في الأعضاء البشرية تجهض أحلامهم في نيل فرصة الوصول إلى الضفة الغربية بحثا عن العيش الكريم.

وفي هذا الإطار، كشف المخرج محمد نصرات في تصريح لجريدة “مدار21” أن فيلم السلعة ينقل معاناة أشخاص رغبوا في تغيير وضعهم الاجتماعي والاقتصادي بالهجرة نحو الضفة الأوروبية، لتنطفئ شمعة أحلامهم بعد وقوعهم في يد عصابة إجرامية تمتهن الاتجار بالأعضاء البشرية.

وأوضح نصرات أن الفيلم ينتمي إلى صنف الكوميديا السوداء، إذ يعالج قضية ثقيلة بطريقة سلسة، متمنيا أن يحج الناس إلى القاعات السينمائية بكثافة لمشاهدته.

وأزاح الممثل كمال الكاظيمي الستار عن دوره بالفيلم في تصريح لجريدة “مدار21″، كاشفا أنه يجسد شخصية جديدة لم يسبق له تقمصها من قبل، حيث إنه يرأس عصابة تتجار في البشر ويسير أعمالها إلى جانب ثلة من الممثلين.

وأكد الكاظيمي، أنه استمتع بتجسيد الدور الذي أخرجه من عباءة المرح والكوميديا اللذين تعودا عليه الجمهور فيهما، مضيفا أن “الممثل يجب عليه الاشتغال على جميع الأنماط، ويجسد مختلف الأدوار، لأنه من الصعب الرسو على الأداء نفسه في جميع الأعمال”.

وأضاف الكاظيمي: “أحببت الفيلم الذي يعد من التجارب الجديدة التي خضتها وطريقة أخرى في السينما، واستمتعت أيضا إلى جانب المخرج نصرات الذي يهتم بأدق التفاصيل. وصحيح أننا عشنا أجواء صعبة بسبب الحرارة وصعوبة التضاريس، لكن حينما تشتغل إلى جانب مجموعة من الممثلين والتقنيين بالإضافة إلى مخرج محترف وإنتاج جيد يسهرون جميعهم على نجاح العمل فإن التعب يهون”.

بدورها، المثلة فاطمة الزهراء الحرش، قالت في تصريح للجريدة “أجسد دور فتاة شابة تدعى حسناء تنتمي إلى العصابة التي تتجار في أعضاء البشر برئاسة الممثل كمال الكاظمي”.

وأضافت الحرش في سياق حديثها عن الفيلم، أن المقصود بـ”السلعة” تلك الأعضاء التي تتاجر فيها العصابة الإجرامية، مشيرة إلى أن هناك العديد من الأحداث المشوقة التي ستجذب المشاهد، يكتشفها بمتابعته للفيلم بالقاعات السينمائية المغربية.

ويجسد الممثل عادل أبا تراب في فيلم “السلعة” دور “الحراك” أي الشخص الذي يشرف على عميلة هجرة الأشخاص القادمين من جنوب إفريقيا نحو أوروبا، قبل أن يتفاجؤوا بوقوعهم بفخ عصابة تتجار بهم.

وفي هذا السياق، اعتبر أبا تراب في تصريح للجريدة، أن هذا الدور يختلف تماما عما قدمه في باقي أعماله، متمنيا أن يلقى إعجاب الجمهور المغربي الذي سيشاهده.

وبخصوص ظروف تصوير الفيلم، أكد المتحدث ذاته أنها كانت صعبة جدا، نظرا لتصوير طاقمه في فصل الصيف الذي شهد ارتفاعا في درجة الحرارة، بمنطقة أرفود لاعتماد ديكور “الصحراء”، قبل الانتقال إلى الرشيدية ومراكش والدار البيضاء لاستكمال باقي المشاهد، مبرزا أن الطاقة الإيجابية للطاقم والجدية في تنفيذه مكنتهم من انتهاء التصوير في الوقت المحدد.

ووصف أبا تراب في سياق حديثه عن الصعوبات، التجربة بـ”الرائعة”، معتبرا أن مجهودات الفريق وتوفير الإمكانيات من قبل طاقم الإنتاج عبدا الطريق لاستمرار التصوير وتحقيق النتيجة، واعتبر أن الصعوبات تولد العلاقات الإنسانية.

وقال الممثل عبد النبي البنيوي، إنه عاد من جديد إلى أدوار الشر من خلال هذا الفيلم، بعد استراحة بفيلم “جبل موسى” الذي صدر مؤخرا بالقاعات السينمائية المغربية وجسد به شخصية هادئة.

وأضاف المتحدث ذاته، أن فيلم السلعة يتطرق إلى قضية مهمة جدا تتعلق بالاتجار بالأعضاء البشرية، عادا أنه من الضروري أن يتعرف الجمهور المغربي على هذا النوع من الجرائم خصوصا لما يتعرض له سكان جنوب الصحراء، ويتمنى أن يلقى هذا الفيلم السينمائي نجاحا ويتعاطف معه الجمهور.

ويذكر أن فيلم “السلعة” حاز في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة على جائزة أحسن إنتاج لحسن الشاوي الذي تكلف بعملية إنتاج العمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News