مجتمع

“AMDH”: سجون المغرب أقرب إلى الإسطبلات والدولة تعذب السجناء

“AMDH”: سجون المغرب أقرب إلى الإسطبلات والدولة تعذب السجناء

اتهمت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان السلطات المغربية باعتماد “سياسة جنائية تقوم على منطق العقاب والتأديب والزجر وليس على مبدإ الإصلاح والتربية والإدماج”، ما أسهم في تفاقم تدهور وضعية نزلاء المؤسسات السجنية في المملكة.

وترى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في تقريرها السنوي أن “المنطق الرسمي يعتبر السجناء مجرمين لا يستحقون العيش بكرامة، لهذا يزج بهم في سجون هي أقرب إلى إسطبلات منها إلى مؤسسات للتربية وإعادة الإدماج”.

ومن أبرز ما سجلته الجمعية عن أوضاع السجون أنها تشكو من الاكتظاظ المتصاعد، فحسب الإحصائيات الصادرة عن رئاسة النيابة العامة والمندوبية العامة لإدارة السجون، فإن سنة 2020 اتسمت بـ”ارتفاع مقلق لعدد الوافدين الجدد على المؤسسات السجنية، حيث بلغت 14917 وافدا جديدا ضمنهم 4082 من الإناث بنسبة 3.89 بالمائة، والأحداث 4306 بنسبة 4.10 بالمائة”، وهو ما يؤكد، حسب الجمعية، أن ظاهرة الاكتظاظ “مازالت تطبع واقع السجون ببلدنا، ويحوّل حياة السجناء إلى جحيم ويَحُولُ دون تنفيذ برامج التأهيل وإعادة الإدماج، ودون التمتع بالحقوق التي تضمنها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.”

وتعتبر المنظمة الحقوقية أن هذا المعطى “في تناقض تام مع نداءات المفوضية السامية لحقوق الإنسان للدول المطالبة بالتخفيف من ظاهرة الاكتظاظ من جراء وباء كوفيد”، مشيرة إلى أن “الواقع اتجه إلى منحى الرفع من وثيرة الإيداع بالسجن وتم تغييب العقوبات البديلة غير السالبة للحرية.”

ومما فاقم من أوضاع السجون والسجناء في ظل هذا الاكتظاظ، تقول الجمعية إن “جلّ السجون المغربية لا تتوفر على قاعات للطعام، حيث يضطر السجناء إلى تناول وجباتهم في ظل شروط لا إنسانية، مما يجعل الكثير من السجناء يشكون من قلة وسوء التغذية”.

وفضلا عما سبق، ترى الجمعية أن أغلب السجناء “لا يتمتعون بنظام حماية من الأمراض وخاصة المعدية منها، كما لم تتم حمايتهم من العدوى بجائحة كوفيد 19″، مشيرة إلى أنه “أصيب العديد منهم بها، إذ تم تسجيل 621 حالة مؤكدة إلى غاية 31 دجنبر 2020، تماثل للشفاء منها 604 حالات، وتوفي 11 مصابا، كما تم تسجيل 115 حالة إصابة وسط الموظفين، و8 حالات وفاة، وكل ذلك يتم في ظل معاملات قاسية وحاطة من الكرامة، مما جعل العديد من السجناء يكسرون حاجز الخوف ويتقدمون بشكايات إلى إدارة السجن أو إلى الجهات المعنية.”

واستحضر التقرير إحصائيات المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج الذي جاء فيه أن عدد الشكايات والتظلمات المتوصل بها سنة 2020 من طرف السجناء بلغت 1477 شكاية وتظلم، تأتي في مقدمتها الشكايات المتعلقة بسوء المعاملة بـ556 شكاية، تليها الشكايات المتعلقة بالحرمان من الرعاية الصحية بـ332 شكاية وتظلم، ثم الشكايات المتعلقة بظروف الاعتقال بـ109 شكايات، ثم الحرمان من برامج التأهيل لإعادة الإدماج بـ42 شكاية، كما دفعت هذه  الوضعية المزرية العديد من السجناء إلى الدخول في إضرابات عن الطعام احتجاجا على ما يعانونه من جحيم في سجون المملكة، إذ بلغ عدد المضربين عن الطعام سنة 2020 حسب المندوبية العامة للسجناء وإعادة الإدماج، ما مجموعه 1011 سجينا.

الجمعية تقول أيضا إن السنة الماضية، اتسمت بارتفاع عدد الوفيات في السجون، إذ بلغت 213 حالة (210 رجال و3 نساء)، وهو ما شكل زيادة في عدد الوفيات بالمقارنة مع سنة 2019، بلغت 42 حالة وفاة، ضمنها 11 حالة فقط نتجت عن الإصابة بكوفيد 19.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News