غياب اختبار الكشف عن كورونا يهدد بتفاقم الوضع الوبائي بسلا

وسط الانتشار المتزايد والمقلق لفيروس كورونا، تعاني عدد من المستوصفات والمراكز الصحية التابعة للمندوبية الإقليمية للصحة بسلا نقصا حادا في مخزون اختبارات الكشف عن حالات الإصابة بفيروس كورونا، وهو ما يهدد بتفاقم الوضع الوبائي بالمدينة.

وعاينت جريدة “مدار 21″، الالكترونية، غياب اختبارات الكشف عن كورونا، على صعيد عدد من المستوصفات، حيث اضطر عدد من المواطنين أن يعودوا أدراجهم دون أن يتمكنوا من اجراء الفحص عن تسلل الفيروس إلى أجسادهم وسط مخاوف من أن يكونوا حاملين للوباء وينقلون العدوى إلى أقاربهم ومخالطيهم.

وقالت ممرضة مسؤولة عن قسم إجراء كشف كورونا، بإحدى المراكز الصحية بسلا،  لـ “مدار 21” إن المركز الذي تشتغل فيها يعاني على غرار عدد من المستوصفات الأخرى، نقصا حداًّ من اختبارات الكشف عن فيروس كورونا، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي حددت فيه مندوبية وزارة الصحة بسلا إجراء 30 اختبارا بشكل يومي، يستقبل المركز الصحي أكثر من 60 طلب يوميا لأجراء فحوصات كورونا.

وسجلت الممرضة، التي رفضت الكشف عن هويتها، أنهم يجدون صعوبة في التعامل مع الطلبات المتزايدة للكشف عن كورونا، خاصة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث عادت أرقام إصابات كورونا إلى الارتفاع من جديد، لافتا إلى أنهم يجزون في تلبية الطلبات الكثيرة التي ترد عليهم بالعشرات خلال اليوم الواحد، مما يجعلهم يدخلون في ملاسنات ومشاحنات مع المواطنين الذين يفاجئون بانتهاء مخزون اختبارات الكشف عن كورونا.

واستنكر عدد من المواطنين، في تصريحات متطابقة، لـ “مدار 21″ غياب اختبارات الكشف عن كورونا بالمراكز الصحية على مستوى عدد من الأحياء، معتبرين أن هذا الوضع يعاكس التصريحات الرسمية والحملات التحسيسية التي تبثها الوزارة عبر قنوات الإعلام العمومي لتشجيع المواطنين على الإسراع بالكشف عن كورونا في حال ظهور أعراض للمرض عليهم.

وفي وقت تطلب فيه هذه المراكز الصحية، من المواطنين الانتظار حتى الاثنين المقبل من أجل إجراء اختبار الكشف عن كورونا، وجد عدد من المواطنين المحتمل إصابتهم بالفيروس، أنفسهم أمام مطرقة الخوف من نقل العدوى إلى أسرهم ومخالطهم، وبين سندان عدم التمكن من الحصول على حقنة اللقاح المضاد لكورونا، نظرا لخطورة ذلك على صحتهم في حال ثبت أنهم حاملون للفيروس.

أعلنت وزارة الصحة، اليوم الخميس، أنه بعد إجراء 48 ألف و203 اختبار للكشف عن كورونا، تم  تسجيل 12 الف و39 إصابة جديدة بكورونا المستجد و 72 وفاة خلال ال24 ساعة الماضية، ضمنها 1228 حالة إصابة بجهة الرباط سلا القنيطرة، ومن بينها 448 حالة بمدينة سلا.

في غضون ذلك، يشتكي عدد من المواطنين، في ظل ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا خلال الأيام الأخيرة، من ارتفاع تكاليف إجراء اختبارات الكشف عن فيروس كورونا، على صعيد المختبرات الخاصة، والتي تصل إلى 700 من درهم، خاصة في ظل امتناع صناديق التغطية الصحية عن إدراج مبالغ هذه الاختبارات ضمن سلة العلاجات التي يتم التعويض عنها.

وفيما تهدف خطة وزارة الصحة إلى توسيع التحاليل الاستباقية في خطوة تتوخى الحد من انتشار “كوفيد-19” بالتزامن تقدم وتيرة الحملة الوطنية للتلقيح، فإن من شأن النقص الحاد في اختبارات الكشف عن كورونا، الذي تعاني منه عدد من المراكز الصحية، أن يهدم كل المحاولات الرامية إلى تطويق انشار الوباء ويزيد من معاناة الأطر الصحية في القضاء عليه، لاسيما في ظل ظهور المتحور “دلتا” المعروف بسرعة انتشاره الكبيرة.

وكانت وزارة الصحة، أعلنت الثلاثاء الماضية، أن كافة مؤشرات تتبع الحالة الوبائية تؤكد دخول المغرب في مرحلة الانتشار الجماعاتي لجائحة “كوفيد-19″، منذ خمسة إلى ستة أسابيع، مع ترقب بلوغ المنحنى الوبائي ذروته في الأيام القليلة القادمة.

وأوضح رئيس قسم الأمراض السارية بمديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بالوزارة، عبد الكريم مزيان بلفقيه، في تقديمه للحصيلة نصف الشهرية الخاصة بالحالة الوبائية للجائحة خلال الفترة من 20 يوليوز الماضي إلى 2 غشت الجاري، أن المغرب يوجد في المرحلة التصاعدية للمنحنى الوبائي، والتي يمكن أن تعرف ذروتها في الأيام القليلة القادمة.

وسجل عدد الحالات الإيجابية ارتفاعا مضطردا زاد عن 133 بالمائة خلال الفترة من 20 يوليوز الماضي إلى 2 غشت الجاري، إذ تم تسجيل أرقام قياسية متتالية، بوصول العداد اليومي العشرة آلاف حالة في مناسبتين.

وعرف معدل التكاثر أو التوالد تفاقما عميقا وحادا في قيمته، حيث واصل ارتفاعه للأسبوع السادس، وتقدر قيمة هذا المؤشر بـ 1.47، وهو المستوى الذي يفوق مرتين الهدف المسطر في المخطط الوطني للرصد ومكافحة “كوفيد-19″، والمحدد في أقل من 0.7.